مفاجأة.. "القومي للترجمة" يمتنع عن طبع كتاب لنصر أكتوبر بوثائق إسرائيلية
مع احتفال مصر بالذكري الـ51 لـ انتصار أكتوبر 1973، توقع باحثون ومهتمون بالشأن السياسي والتاريخي أن يطرح المركز القومي للترجمة كتبًا جديدة من سلسلة موسوعة “انتصار أكتوبر في الوثائق الإسرائيلية” وهو المشروع الذي عمل عليه الباحث الراحل د.إبراهيم البحراوي، أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس مع فريق من المترجمين، إلا أن المشروع لم يكتمل حتى الآن.
د.أشرف الشرقاوي يكشف تفاصيل القصة
“الدستور” تواصلت مع د.أشرف الشرقاوي، أحد فريق المترجمين للموسوعة الذي استهل حديثه بالقول:”كنت واحدًا من فريق العمل مع د.إبراهيم البحراوي رحمه الله في ترجمة سلسلة "انتصار أكتوبر في الوثائق الإسرائيلية" وكان قد كلفني بالمتابعة مع المركز لترتيب نشر الكتب حسب طلب تم تقديمه للمدير السابق للمركز د.أنور مغيث ووافق عليه حتى ينشر بحسب القواعد العلمية.
كان المركز في كل مرة قبل النشر يطلب مني إجازة للجزء الذي سيتم نشره، فأذهب وأراجع الجزء وأجيزه.
بعد وفاة البحراوي طلبت مني الدكتورة كرمة سامي أن أجهز لترجمة جزء جديد وبه وثائق تعتبر امتدادًا لجزء سابق، وأن أقدم قائمة بأسماء فريق الترجمة وسيرة ذاتية توضح أعمالهم السابقة، وطلبا لمديرة المركز وللجنة الاستشارية، وقدمت كل هذا وأبلغوني بالموافقة على الطلب.
اتصل بي المكتب الفني وطلب نسخة من الوثائق التي سيتم التعاقد عليها وتكلفت عملية الطباعة وقتها قبل عامين نحو 3 الآف جنيه؛ لأنها ليست مطبوعة في كتاب ليتم تصويرها منه، لكنها مأخوذة من مواقع جيش الاحتلال، فيتم طباعتها مباشرة.
وتابع الشرقاوي: المهم أنني سلمتهم النسخة وكلفت الزملاء المترجمين بناء على هذا بالترجمة وترجموا كل ما يخصه، وقمت بتجميع الكتاب كاملا بعد ذلك اتصل بي أحد مسئولي الطباعة وطلب مني اعتماد الجزء الجديد الذي سيصدره المركز فأجبته بأن إصدار هذا الجزء الآن يمثل خللا منهجيا في تسلسل الوثائق، وأن الجزء الذي يجب نشره هو الذي ترجمناه وننتظر التعاقد عليه، فأخبروني أنه لن يكون هناك تعاقد جديد لهذه الوثائق، وأنهم سينشرون ما بحوزتهم والجزء التالي له واللذان كانا مؤجلان لنهاية السلسلة على مسئولية المركز بغض النظر عن الخلل المنهجي".
كان آخر اتصال مع المركز منذ عام ومن وقتها لم أحاول الاتصال به، لأني علمت أن هذا تحول إلى موقف شخصي من مديرة المركز د.كرمة سامي نحو شخصي فأردت أن أنأى عن أي شيء شخصي. وهذه ليست شكوى مني لكنها سرد للحقائق، ليطرح السؤال الآن: إذا كنت كمركز لا تريد مني استكمال السلسلة.. فلماذا تكلفني مبالغ طائلة في الطباعة بناء على طلبك؟
يواصل الشرقاوي الحكي والتفسير:“للأسف هناك أناس أيديهم مرتعشة لا يستطيعون اتخاذ قرار ووضع هؤلاء في أماكن قيادية يجعل المكان فاشلاًَ”.
سلسلة "حرب اكتوبر في الوثائق الاسرائيلية صدر منها حتى الآن خمسة أجزاء، ونفد إصدار الجزء الأول رغم ارتفاع ثمنه حيث كان المركز يبيعه منذ 5 سنوات بثمانين جنيه للنسخة وطبع منه 3 آلاف نسخة وهو يدل على إقبال القراء على السلسلة.
أضف إلى هذا أهمية الوثائق بسبب ما تكشفه لصانع القرار وللمسئوليين في القوات المسلحة وأجهزة الاستخبارات من أمور تتعلق بطريقة تفكير الجانب الإسرائيلي وآلية اتخاذ القرار عنده ونمطية خططه العسكرية، لذلك كان د.أنور مغيث المدير السابق للمركز يرحب بكل جزء جديد نطلب نشره، ولكن بعد ان نقل لمنصب آخر توقف التعاقد على الوثائق بشكل كامل رغم التكلفة التي فرضها المركز علينا كفريق ترجمة حتى يمكننا التعاقد والتي تمثلت في طباعة ما يزيد عن ألفين ورقة وثائق.
تعنت مديرة المركز يؤدي لأخطاء كارثية في الوثائق
واستدرك الشرقاوي: أما عن الجزء “4. ب” والذي أصدره المركز في العام 2022، والذي يحتوي علي تقارير لجنة إجرانات، لفت “الشرقاوي” إلي: "هذا الجزء صدر على مسئولية المركز، لأنه يخالف المنهج العلمي في ترتيب الوثائق. المفترض أننا ننشر تقرير لجنة اجرنات، ونشرنا ثلاثة أرباعه وباق ربع سيدخل في الجزء الجديد، وما حدث أن المركز أدخل كتاب كامل في وسط التقرير ومن ثم يوقفوا النشر قبل استكمال التقرير الذي يعتبر التقرير الرئيسي في هذه الوثائق والذي به كل النتائج.
وهكذا ما نشر 3 أرباع تقرير لجنة إجراءات، وأنا كنت قد سلمتهم جزء للفحص وعد الكلمات غير الربع الباقي باللغة العبرية ولكنهم لا يرغبون في نشره، ورغم أنني أبلغتهم أن هذا هو الجزء الأخير في تقرير إجرنات وعدم نشره أو نشر شيء آخر قبله ينطوي على مخالفة منهجية ويمكن أن أحيلكم لموظف الشئون القانونية وموظفة المتابعة اللذين اتصلوا بي وأبلغتهم بهذا.