رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المواطن مصرى.. مَنْ وراء التعدى على الشهيد حسين حافظ شيبوب فى قبره؟ (خاص)

حرب أكتوبر
حرب أكتوبر

فجرت الكاتبة انتصار عبدالمنعم مفاجأة من العيار الثقيل، وكشفت عن جريمة في حق أحد شهداء حرب 6 أكتوبر 1973، الشهيد حسين حافظ شيبوب، ابن مدينة إدكو، بمحافظة البحيرة، بعد أن سرقوا ماله قبل سنوات، سرقوا اسمه أيضًا.

المواطن مصري نسخة مدينة إدكو

فعلى طريقة "المواطن مصري"، فيلم العظيم صلاح أبوسيف، عن رواية يوسف القعيد "الحرب في بر مصر"، والتي يسرق فيها اسم الشهيد وبطولته وينسبا لغيره، شهدت مدينة إدكو بمحافظة البحيرة واقعة مشابهة، بتغيير اسم مدرسة الشهيد الدكتور حسين حافظ شيبوب الابتدائية إلى مدرسة "سيدي خلف".

وهو ما كشفت عنه الكاتبة انتصار عبدالمنعم، في منشور لها عبر حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، جاء فيه: من جديد، عن الشهيد الدكتور حسين حافظ شيبوب.. الشهيد الذي سرقوا ماله واسمه..

"من أجل عودة حق الشهيد" نشأ الشهيد في زمن كان التعليم فيه نادرًا، ومواصلته حتى الجامعة، وكلية الطب بالذات، معجزة كونية في بيئة ساحلية تستمد حياتها من البحر والرمل والعرق المنثال تحت شمس لا ترحم أحدًا.. وجاء التجنيد فور التخرج، ترك خطيبته، على أمل الزواج في إجازة قريبة.

وفي آخر وداع، كان يطوق أمه بذراعيه، كأنه يودعها. كلما هم بالرحيل، يعود مرة ثانية من الطريق يبكي ويوصي أخيه قائلًا: "أمك وإخواتك"... راح الشهيد الجبهة، وتبعه شقيق له.. تحلم أم الشهيد أنها فقدت ضرسًا، وتخلخل ضرس آخر.  ويأتيها خبر استشهاد الدكتور حسين، وإصابة ابنها الآخر بإصابات بالغة.

وتضيف "عبدالمنعم": بعد عشر سنوات، يكتشف والد الشهيد أن الحكومة تصرف معاشات لأسر الشهداء، ويكتشف أيضًا أن موظف البنك كان "يسرق" معاش الشهيد حسين حافظ شيبوب لمدة عشر سنوات..

وتقرر المدينة إطلاق اسم الشهيد على مدرسة ابتدائية تجاور بيت الشهيد ليصبح اسمها "مدرسة الشهيد الدكتور حسين شيبوب". ولكن في ظروف كونية لا يعلمها إنس ولا جان، نستيقظ ذات صباح، لنجد أن الحكومة تنازلت عن حق الشهيد، وقدمت عليه اسم "ميت" يسكن ضريحًا ملحقًا بمسجد، لا نعرف من أين أتى وكيف أصبح "سيدي"، وتتحول مدرسة الشهيد الدكتور حسين حافظ شيبوب، إلى مدرسة "سيدي خلف" الابتدائية، وتنسى الأجيال الجديدة حكايات الشهداء، ولا يهمها أن تسأل من هو "سيدي خلف".

شقيقة الشهيد حسين حافظ شيبوب تحكي القصة

"الدستور" تواصلت مع الكاتبة انتصار عبدالمنعم للوقوف على تفاصيل الأمر وحقيقته، حيث أكدت "عبدالمنعم" أن الواقعة حقيقية تمامًا، وأنها كانت قد اكتشفتها منذ ثلاث سنوات وكتبت عنها، إثر محادثة جرت بينها وبين شقيقة الشهيد حسين حافظ شيبوب، "حليمة حافظ" وهي معلمة لمادة العلوم على المعاش حاليًا.

وحول مَنْ هو المسئول عن تغيير اسم المدرسة، تابعت "عبدالمنعم": لا نعلم من المسئول. لكن كل مدرسة لديها سجل ورقم تعريفي لدى وزارة التربية والتعليم، ولا يستطع أحد تغيير أي شيء إلا بموافقتها.. هناك مباني مدارس مغلقة منذ فترة لكن اسمها موجود على مدرسة أخرى كفترة مسائية.. مثل مدرسة الشعب، المبنى مغلق لكنها موجودة بطلابها وإدارتها في مدرسة ثانية لها اسم ولها طلابها وإدارتها.

وبدورها عقبت حليمة حافظ، شقيقة الشهيد حسين حافظ شيبوب، مصدقة على ما نشرته انتصار عبدالمنعم: 
"حبيبي الغالي ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.. أخويا الغالي وحشتني ضحكتك وحنيتك وكل حاجة حلوة فيك لن ننساك أبدًا إلى أن نلقاك.. لم نذق طعم الفرح منذ أن فقدناك.. ولا السعادة حتى الآن.. ولكني أعرف أنك في مكان أفضل مما نحن فيه وهي الجنة.. فهنيئًا لك في جنة الأبرار.. وشكرًا الأستاذة انتصار وجزاك الله كل خير".