رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العدوان الصهيونى| خسائر موجعة لجيش الاحتلال.. والشعوب تلتف حول المقاومة

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

يتواصل العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة، فيما تكبد فصائل المقاومة جيش الاحتلال خسائر فادحة، رغم وحشية القوات الإسرائيلية في الجبهتين.

وأعلن حزب الله عن التصدى لمحاولات تقدم إسرائيلية، حيث فجر 3 عبوات ناسفة في مجموعة تسللت إلى محيط بلدة مارون الراس.

وقال الحزب إن غرفة عملياته أكدت مقتل 17 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا خلال المواجهات التي دارت اليوم الخميس، كما أعلن الحزب عن سلسلة عمليات من بينها قصف مدينة صفد وقاعدة سخنين للصناعات العسكرية بخليج عكا.

من ناحية أخرى، اعترف جيش الاحتلال لأول مرة بأن عددًا من قواعده الجوية تضررت في الهجوم الإيراني، وأظهرت صور أقمار اصطناعية تضرر قاعدة نيفاتيم الجوية في صحراء النقب.

كيان غاصب

وقال الدكتور عصام إسماعيل أستاذ القانون الدستوري في الجامعة اللبنانية، إن إسرائيل كيان غاصب، وثكنة عسكرية كبيرة، موجودة ضمن محيط معاد لها، ولا تستطيع أن تشعر بالأمان إلا عبر إشعار محيطها بقوة بطش دموية.

وأضاف إسماعيل، لـ"الدستور"، أن العدو يتعمد قتل النساء والأطفال وهدم البيوت على أهلها كي لا يجرؤ أحد على مجابهته، وكي يحسب الجميع له ألف حساب. ويدعمه في ذلك مجتمع دولي على استعداد بالتضحية بكل العرب وسكان الدول المحيطة بهذا الكيان من أجل ضمان أمنه وكينونته.

وأشار الأكاديمي اللبناني إلى أن سيناريو 1982 هو صورة الوحشية الإسرائيلية إذ قتل آلاف اللبنانيين. وكان العدوان على بلد منقسم على نفسه، الفريق الذي يملك القوة لا يرغب بقتال العدو، والفريق الذي يملك عقيدة القتال غير مسلح ولا مجهز لذلك، ولهذا وصل إلى بيروت وارتكب آلاف المجازر أبرزها مجزرة صبرا وشاتيلا.

وتابع بقوله: أما سيناريو العام 2006 فهو حرب حقيقية خاضتها الفئة العقائدية التي استطاعت بين العام 1982 و2006 مراكمة تجربة قتالية منعت العدو من التقدم أو التثبت في أراضي لبنانية أراد دخولها، ولهذا سمي "نصر تموز" لأن العدو لم يحقق أي إنجاز في الميدان، وكان فقط ينتقم بقتل المدنيين.

وواصل قائلًا: العدوان الحالي حرب بين جيشين؛ إذ إن المقاومة اللبنانية لم تعد تمارس حصرًا أساليب المقاومة من خلال نصب الكمائن وضرب العدو والاختباء في المراكز التي انطلقت منها، بل أصبحت تخوض المواجهة الميدانية وفق الأساليب التي تعتمدها الجيوش النظامية، مع إضفاء أساليب القتال الخاصة التي تعتمدها المقاومة، وهذه المواجهة هي إحدى مراحل الحرب الكبرى التي سوف تنهي هذا الكيان وتزيله من الوجود.

وأوضح إسماعيل أن حزب الله بدأ الاستعداد والتحضير لهذه المعركة منذ العام 2006، حيث أدرك وهو يعلم العدو الذي يواجهه أنه سيحاول الانتقام للهزيمة التي تعرض لها في تلك المعركة.

ونوه بأن حزب الله أنجز كل التحضيرات وجهز مراكزه لمواجهة القوى النارية، لا سيما الجوية التي يملكها هذا العدو، ووزع مخازن أسلحته ودرب مقاتليه وأجرى مئات المناورات القتالية وحفظ عناصره الأرض بكل تضاريسها وتفاصيلها.

وحدة الطوائف

وقال المحلل السياسي اللبناني عبدالله نعمة، إن مشروع نتنياهو هو التوسع وإقامة إسرائيل الكبرى، وقد رفع خريطة توسعية على منبر الأمم المتحدة، في وقت كان الجانب اللبناني يسعى للسلام وليس مزيدًا من التصعيد.

وأضاف نعمة، لـ"الدستور"، أن رئيس مجلس النواب نبيه بري قال إن الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله كان قد وافق على تطبيق القرار 1701، وهدنة الـ21 يومًا، وبعدها يتم وقف إطلاق النار على جبهة لبنان وفي غزة، وهذا ما صرح به أيضًا وزير خارجية لبنان عبدالله بوحبيب.

وأشار إلى أن الجانب اللبناني أبلغ الولايات المتحدة وفرنسا بموافقة نصرالله على تطبيق القرار 1701 رسميًا، وبدورها أبلغت أمريكا لبنان أن نتنياهو وافق على تطبيقه، لكنه بعدها أقدم على اغتيال نصرالله، لأنه يريد أن يوسع الحرب لخدمة مشروعه التوسعي.

وتابع بقوله: جيش الاحتلال يفرض حصارًا جويًا وبريًا وبحريًا على لبنان، ويشن آلاف الهجمات والغارات ويدمر البشر والحجر رغم علمه بعدم وجود مخازن للسلاح بين المدنيين، لكنه يتخذ هذا الأمر ذريعة للتدمير وقتل الأبرياء.

وواصل قائلًا: نتنياهو يتوهم القدرة على دخول لبنان باجتياح بري يشبه اجتياح 1982، لكن المعارك الطاحنة من المسافة صفر التي تخوضها المقاومة في الجنوب تكبد العدو كل يوم خسائر فادحة بشكل يستحيل معه الاجتياح البري لقوات وآليات الاحتلال.

وأكد نعمة أن كل الشعب اللبناني يصطف مع مقاومته ضد هذا العدو الذي يقتل اللبنانيين يوميًا ولا يفرق بين أحد منهم، لافتًا إلى أن جيش الاحتلال لن يهزم إرادة الشعب اللبناني الذي يعمل بكل طوائفه على الصمود ومواجهة العدوان.

ونوه بأن جيش الاحتلال وسع عدوانه ليشمل بيروت والجبل بعدما كان يعتدي على كل الجنوب والبقاع والضاحية، وقد صرح بأن لبنان أصبح كله هدفًا، وليس هناك مكان آمن، ما يؤكد أن الحرب طويلة، ومن الممكن أن تتوسع لتصبح حربًا شاملة في المنطقة، ما لم يتحرك المجتمع الدولي بجدية قبل العاصفة.