سياسى لبنانى: التوغل الإسرائيلى فى الجنوب محاولة لخلق "نصر مؤقت"
تتصاعد وحشية قوات الاحتلال الإسرائيلي في العدوان على غزة وجنوب لبنان، فيما تتصدى قوات حزب الله اللبناني لقوات جيش الاحتلال المتوغلة في الجنوب، بعد ليلة من هجوم صاروخي إيراني استهدف تل أبيب.
وقال المحلل السياسي اللبناني الدكتور أحمد يونس، إن دولة الاحتلال تتجاهل الدعوات الدولية الرامية للتهدئة بحجة أنها تريد تمكين سكان المستوطنات الشمالية من العودة إلى منازلهم، لافتًا إلى أن الاختراق الكبير لحزب الله واغتيال قياداته رفع معنويات جيش الاحتلال وشجع الحكومة الإسرائيلية على خلق "نصر مؤقت".
وأضاف يونس لـ"الدستور"، أن هذا الاختراق ورد فعل حزب الله التي لم تكن بالمستوى الذي توقعته إسرائيل خصوصًا بعد استهداف الضاحية الجنوبية التي كانت ضمن الخطوط الحمراء التي أعلنها الحزب، وصولًا إلى اغتيال الأمين العام حسن نصرالله شجع دولة الاحتلال على مواصلة العدوان لظنها أن مستوى رد حزب الله هو نتيجة ضعف في غرفة العمليات وغرفة التحكم والسيطرة.
غارات يومية
وتابع بقوله: إن الغارات اليومية التي وصلت إلى أكثر من ألفي غارة يوميًا، استهدفت منصات صواريخ ومخازن سلاح (كما يدعي العدو) أوهمت العقل الصهيوني بأن هناك ضعفًا واضحًا لدى حزب الله، وأنه يجب الانقضاض عليه قبل أن يستعيد قدراته وتماسكه.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال تريد خلق مسافة آمنة في الجنوب اللبناني، لكنها لن تستطيع ذلك نظرًا لقرب المسافة ووجودها في مرمى صواريخ حزب الله، وهذا ما يعتقده العدو بأن المعركة البرية لن تتحول إلى معركة شاملة، لكن فقط للسيطرة على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وأوضح أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" مهمتها تسجيل الخروقات منذ عام 2006 وفقا للقرار رقم 1701، وليست لديها صلاحيات أكبر من كتابة التقارير ورفعها إلى الأمم المتحدة.
وواصل بقوله: هناك انتظار لحزب الله الذي لم يتحرك بالشكل الذي يتوقعه العالم العربي بحسب إمكانياته المعروفة وقدراته على المستوى العسكري والأمني والقتالي، التي راكمها منذ سنوات طويلة على مدار عقود منذ نجاحه في تحرير جنوب لبنان 2000 مرورًا بحرب 2006 ثم الحرب في سوريا، وكلها تراكمات أدت لتشكيل صورة كبيرة حول قوة وقدرات حزب الله.
واختتم بالقول: حتى الآن لم تظهر مفاجآت كما تعودنا من حزب الله، فهل يخبئها لمرحلة المواجهة الكبيرة في الالتحام البري أم سيكون هناك قتال عنيف يكبد الاحتلال خسائر كبيرة، وهل ستكون هناك صواريخ طويلة المدى تطال تل أبيب؟، كلها أمور رهن وضعية حزب الله وقيادته السياسية والعسكرية، خصوصًا أن الحزب مؤسسي لا يعتمد على الأشخاص، وهو باقٍ رغم اغتيال أمينه العام حسن نصرالله.