رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العدوان الصهيونى يتواصل.. هل بدأت نيران الحرب العالمية فى الشرق الأوسط؟

صواريخ إيران تمطر
صواريخ إيران تمطر سماء تل أبيب

تتصاعد نار الحرب التي أشعلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها على لبنان، وسط رشقات صاروخية أطلقها الحرس الثوري الإيراني الليلة، استهدفت عاصمة الاحتلال "تل أبيب" وعدد من المواقع العسكرية التابعة لجيش الاحتلال.

وقال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني سركيس أبو زيد، إن هناك أكثر من سيناريو بخصوص العدوان الإسرائيلي على لبنان، كلها مرتبطة بموازين القوة والأحداث الميدانية، والسيناريو الأقرب هو استمرار الحرب بوتيرة متفاوتة، ترتفع وتهدأ، لكن الأرجح أنها حرب استنزاف مستمرة وطويلة الأمد دون وجود قدرة على الحسم.

سيناريوهات الحرب

وأضاف أبو زيد لـ"الدستور"، أن السيناريو الثاني هو وقف إطلاق نار مؤقت كما كان مقترحا لـ21 يوما للذهاب للمفاوضات والتسوية، لكن إسرائيل لم توافق بل صعدت واغتالت وقتلت وهجرت حتى لا تلتزم بقرار لا يخدم مصالحها.

وتابع بقوله إن السيناريو الثالث أن تتحول المنطقة إلى حرب إقليمية ودولية مدمرة للجميع، وهذا احتمال يستعمل أحيانا للتهويل والضغط، لكن الأمور قد تنزلق إلى الحرب الشاملة المدمرة.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية برية ضد أهداف لحزب الله في المنطقة القريبة من الحدود في جنوب لبنان.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن وحدات كوماندوز خاصة من الجيش توغلت في الجانب اللبناني.

وأشار المحلل السياسي اللبناني إلى أن الدعوات الدولية تركز على وقف إطلاق النار والحل السياسي والدبلوماسي بينما إسرائيل بقيادة نتنياهو والحكومة المتطرفة لديها مشروع سياسي مختلف كليا عن الدعوات التي تطرح في هذه المجال، فهو ضد حل الدولتين والانسحاب من غزة وإقامة الدولة الفلسطينية، ويريد إقامة إسرائيل الكبرى ويتوسع في القتال بما يمنحه شعبية كبيرة في الداخل الإسرائيلي.

ونوه بأن كل الدعوات الدولية القائمة مرفوضة من قبل إسرائيل التي تركز على فتح جبهات جديدة وتوسيع الحرب لتوريط الولايات المتحدة في حرب مباشرة مع إيران.

وحول دور قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل"، يرى أبو زيد، أن هذه القوات من المفترض أن تفصل بين القوات اللبنانية والإسرائيلية، لكن ليس لديها نفوذ للحد من الاعتداءات الإسرائيلية، ورأينا ذلك مئات المرات، وتمارس دور المتفرج وكتابة التقارير إلى الأمم المتحدة.

وواصل قائلا: رغم القصف المستمر لم تتحرك القوات، فإسرائيل لا تقيم لها وزنا، ويجب على المؤسسات الدولية القيام بدورها ومنح هذه القوات صلاحيات أكبر.

من ناحيتها، قالت الأكاديمية اللبنانية تمارا برو، إن إسرائيل تواصل عدوانها على لبنان بحجة تدمير البنى التحتية لحزب الله ومنصات إطلاق الصواريخ، بعد قيامها باغتيال قادة الحزب وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصر الله، لافتة إلى أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بعد إعلان حكومة الاحتلال أنها ستقوم بهجوم بري محدود في جنوب لبنان. 

إنشاء منطقة عازلة

وأضافت برو لـ"الدستور"، أن سلطات الاحتلال تريد إنشاء منطقة عازلة بزعم إعادة سكان الشمال إلى المستوطنات، متابعة أن كل الخيارات واردة، لكن هل هذا التدخل الهجوم سيكون محدودا أم أنها ستوسع العمليات لتشمل الجنوب بالكامل؟ سؤال يمكن الإجابة عليه من خلال بنيامين نتنياهو الذي قال إنه يريد تغيير النظام والاستراتيجية في المنطقة.

وتابعت بقولها، إن كل الخيارات مطروحة بعد تصريحات سلطات الاحتلال بأنها قادرة على الوصول لأي مكان في العالم، مشيرة إلى أن حزب الله لديه قدرات كبيرة على الأرض جربتها قوات الاحتلال في حرب 2006.

وأشارت إلى أن لبنان يعيش أياما صعبة بسبب عدوان إسرائيل والقصف المتواصل على مختلف المناطق اللبنانية دون تميز بين المدنيين والعسكريين، وأن أعداد النازحين وصلت إلى مليون نازح يعيشن أوضاعا إنسانية صعبة.

ونوهت بأن لبنان يعيش أوضاعا اقتصادية صعبة من قبل الحرب، فضلا عن سوء الهيكل الصحي في البلاد، وهو ما يفاقم هذه المسائل بعد العدوان الصهيوني على البلاد، مشددة على وجود حالة إحباط لدى الناس أعقبت اغتيال نصر الله، وحجم الاختراق الاستخباراتي المحزن الذي تسبب في الأمر.

ورغم كل المآسي التي تخلفها الحرب، ترى برو أن المواطنين اللبنانيين يريدون إنهاء الحرب والعودة إلى مساكنهم والعيش بسلام، لكن في المقابل هناك أراضٍ لبنانية ما زالت محتلة، في وقت لا يمكن فيه التنبؤ بتصرفات العدو، خاصة أنه كان ينتهك السيادة اللبنانية منذ 2006، وهناك العديد من الشكاوى اللبناني ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن، في هذا الصدد.

وقالت الأكاديمية اللبنانية، إن العدوان الإسرائيلي أظهر تكاتفا وتعاضدا بين أبناء الشعب اللبناني بمختلف الطوائف، وهناك العديد من أتباع الطوائف المختلفة استقبلوا النازحين من مناطق الجنوب والبقاع، والذين هم إجمالا من الطائفة الشيعية، ما يؤكد وجود تكاتف من مختلف الأحزاب السياسية في وجه العدوان على لبنان.