على خطى تشرنوبل.. شبح الحرب النووية بين إسرائيل وإيران ينذر بسيناريوهات مرعبة
أثارت التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران مخاوف من اندلاع حرب نووية عالمية، حيث تعهدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو بالرد على القصف الصاروخي الإيراني غير المسبوق، الذي استهدف القواعد العسكرية الإسرائيلية مساء يوم الثلاثاء، الماضي، وهدد نتنياهو ورفاقه باستهداف المنشآت النووية الإيرانية.
وبدأت المخاوف العالمية من الحروب النووية بعد انفجار مفاعل تشرنوبل في أوكرانيا 26 أبريل من عام 1986، وكانت أسوأ كارثة نووية شهدها العالم.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فقد أضافت سلسلة من الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، والتي بلغت ذروتها حدًا نوويًا إلى التداعيات الإقليمية للحرب في غزة.
سيناريوهات مرعبة للمواجهة النووية بين إسرائيل وإيران
وأضافت الصحيفة أن إيران وإسرائيل كليهما تمتلكان تكنولوجيا نووية قوية، إحداهما تمتلك أسلحة غير سرية، والأخرى تمتلك طموحات تسلح غامضة، وهما تهددان بضرب المواقع النووية لكل منهما.
وقال داريل كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية الحد من الأسلحة ومقرها واشنطن: "الوضع مقلق للغاية، ويكشف عن بعض الحقائق القاسية حول سبب كون الأسلحة النووية تشكل عبئًا أكبر من كونها نوعًا من أصول الأمن القومي".
وأضاف أن تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، والتي وصلت إلى حد تبادل الضربات المباشرة، كان ذلك بمثابة تذكير بالمخاوف النووية التي تلوح في الأفق بشأن هذا الانقسام الإقليمي.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد أكثر من نصف قرن من بدء تطويرها السري، أصبحت الأسلحة النووية الإسرائيلية أمرًا واقعًا، وتُعتبر إسرائيل هي القوة النووية الوحيدة المسلحة في الشرق الأوسط، وهو سر مفتوح حتى لو لم تعترف بها الدولة ولا تحكمها اتفاقيات دولية.
وأشارت إلى أنه من ناحية أخرى، لا تمتلك إيران أسلحة نووية، لكن سعيها إلى الحصول على التكنولوجيا النووية، التي تزعم أنها ليست لأغراض عسكرية، جعلها معزولة دوليا.
ويقول الخبراء إن إسرائيل لديها 90 رأسًا نوويًا أو أكثر، مع البلوتونيوم اللازم لصنع مئات منها، في حين أن هذه الأرقام أقل من تلك التي تمتلكها دول مثل روسيا والولايات المتحدة، إلا أن هناك تسع دول مسلحة نوويًا فقط في المجموع، حيث تعد إسرائيل جزءًا من نادٍ نووي رفيع المستوى.
وأوضحت الصحيفة أن هذا العدد من الأسلحة النووية الإسرائيلية من شأنه أن يشكل "تهديدًا كبيرًا" لطهران، كما كتب روبرت إي كيلي، خبير الأسلحة النووية السابق في وزارة الطاقة الأمريكية، مشيرًا إلى أن إسرائيل لديها قنابل أكثر من الأهداف المراد تدميرها في إيران.
وكان تطوير إسرائيل للأسلحة النووية سريًا، فقد بدأت في البحث عنها بعد فترة وجيزة من استخدامها لأول مرة في عام 1945، وعملت سرًا مع فرنسا في عام 1957 لإنشاء منشأة تعتمد على البلوتونيوم في ديمونا، وهي مدينة صغيرة في صحراء النقب، وبحلول منتصف الستينيات، أظهرت وثائق رفعت عنها السرية أن المسئولين الأمريكيين خلصوا إلى أن برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي كان قائمًا، وواجه العديد من الإدارات الأمريكية صعوبة في التعامل مع الأمر، إلى أن قبلته إدارة نيكسون على مضض بشرط أن يظل سريًا.
وأوضحت الصحيفة أن الأمر ظل سريًا إلى حد كبير، وفي غياب الاختبارات العامة وعدم وجود عمليات تفتيش دولية، هناك القليل من التفاصيل حول كيفية عمل الأسلحة الإسرائيلية عمليًا.
ويُعرف موقع ديمونا الآن باسم مركز شمعون بيريز للأبحاث النووية في النقب، وهو منشأة بحثية رسميًا.
ويقول كيلي، الذي يعمل الآن مع معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إن إسرائيل كانت تعمل على تطوير برنامج نووي، والأسلحة النووية الإسرائيلية ربما كانت مخزنة في قواعد جوية "بالقرب من الصواريخ أو الطائرات التي تحملها".
وأوضحت الصحيفة أنه يعتقد أن البلاد لديها صواريخ وغواصات وطائرات، بما في ذلك طائرات إف-35 التي تنتجها الولايات المتحدة، القادرة على إطلاق أسلحة نووية.