آخر تطورات الأوضاع فى لبنان.. فرار الآلاف إلى قبرص وسوريا والساسة يسعون للتوافق
كشفت وسائل الإعلام الدولية عن تبعات العدوان الإسرائيلي الوحشي على لبنان ومحاولات الاجتياح البري لقرى الجنوب.
ويسعى الآلاف للخروج من لبنان هربًا من أعنف قصف جوي تنفذه إسرائيل منذ حرب 2006، وعلى الجانب الآخر يسعى الساسة لتوحيد موقفهم وانتخاب رئيس يمكنه التفاوض من أجل وقف إطلاق النار.
فرار مئات الآلاف من اللبنانيين إلى سوريا وقبرص
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فر آلاف الأشخاص من لبنان مع تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي أعنف قصف لها على البلاد منذ عام 2006، عندما خاض حزب الله حربًا مدمرة أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي، انتهت بخروج مذل لقوات الاحتلال من جنوب لبنان.
ووصلت الأربعاء، رحلات جوية تقل مواطنين لبنانيين فروا من الغارات الجوية الإسرائيلية إلى قبرص بعد أن شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية في جنوب لبنان ضد حزب الله.
وقال المواطن اللبناني علي عبدالحسن بعد وصوله إلى العاصمة لارنكا في وقت متأخر من مساء الأربعاء، إن "الوضع كان مروعًا، وضعًا مروعًا حقًا".
وتابع الرجل البالغ من العمر 49 عامًا إنه فر من بيروت بعد أن ضربت غارة جوية حية بالقرب من العاصمة وألحقت أضرارًا جسيمة بمنزله، لافتًا إلى أن المبنى الذي تعرض للقصف كان يؤوي عائلات لبنانية فرت بالفعل من جنوب لبنان.
وأضاف: "آمل، آمل، أن يتوصلوا إلى اتفاق، وأن يوقفوا الحرب، فهي ليست جيدة لأحد".
وأوضحت الشبكة الأمريكية أن مئات الآلاف من الأشخاص في البلاد نزحوا في الأسابيع الأخيرة وسط الصراع الأخير، بما في ذلك أكثر من 100 ألف شخص، معظمهم من اللبنانيين والسوريين، الذين فروا عبر الحدود إلى سوريا، وفقًا للأمم المتحدة.
محاولات الساسة في لبنان للتوحيد وإصلاح الأزمات السياسية
فيما كشفت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية أن الهجوم الإسرائيلي الغاشم على جنوب لبنان واغتيال قادة حزب الله، دفع الكثير من السياسيين اللبنانيين البارزين لملء الفراغ الرئاسي وإصلاح الأزمة السياسية الكبرى حتى يتمكن لبنان من مواجهة الصراع المتصاعد.
لم يكن للبنان رئيس أو حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة منذ أكتوبر 2022 بسبب صراع على السلطة لعب فيه حزب الله دورًا كبيرًا.
وأضافت أنه مع تأثر حزب الله بمقتل زعيمه حسن نصرالله، عادت الرئاسة إلى التركيز المتجدد هذا الأسبوع عندما أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو حليف رئيسي لحزب الله، إلى المرونة في هذا الأمر، حيث أخبر رئيس الوزراء نجيب ميقاتي أنه يؤيد انتخاب رئيس لا يمثل "تحديًا" لأحد.
وقال مسئول في حزب الله إن الجماعة فوضت بري للتفاوض نيابة عنها بشأن الرئاسة.
ويتم انتخاب الرئيس في لبنان بتصويت في البرلمان الذي يتألف من 128 مقعدًا، ولا يملك أي تحالف سياسي ما يكفي من المقاعد لفرض اختياره، مما يعني أن التفاهم بين الكتل المتنافسة ضروري لضمان انتخاب مرشح.
وعقب اجتماع عقده يوم الأربعاء مع بري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، قرأ ميقاتي- وهو مسلم سني- بيانًا مشتركًا يدعو إلى انتخاب "رئيس توافقي يطمئن الجميع ويبدد مخاوفهم".
وقال وائل أبوفاعور، وهو نائب بارز من فصيل جنبلاط، إن انتخاب رئيس توافقي من شأنه أن يرسل "رسالة إلى العالم الخارجي مفادها أن هناك حكومة قوية في البلاد مستعدة للتفاوض بشأن وقف إطلاق النار".