رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب نووية تلوح فى الأفق.. هل اقتربت إيران من إنتاج سلاح جديد؟

الصواريخ الإيرانية
الصواريخ الإيرانية

مع تصاعد حدة التوترات بين إسرائيل وإيران، برزت مخاوف دولية جديدة من نشوب حرب نووية مركزها الشرق الأوسط، إذا ما قررت إيران استخدام أسلحتها النووية لمواجهة إسرائيل والولايات المتحدة، حيث تمتلك إيران برنامجًا نوويًا كثيرًا ما أثار مخاوف الغرب ووضعها تحت وطأة العقوبات الدولية.

وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن إيران قلصت بشكل كبير من الوقت الذي يستغرقه تطوير أي سلاح نووي للاستعداد لأي حرب نووية، لتصل هذه المدة إلى أسبوع أو أسبوعين على أقصى تقدير، وقد أثارت هذه النظريات التساؤلات حول ما إذا كانت إيران قادرة على صنع قنبلة نووية في هذه المدة الزمنية القصيرة أم لا.

وقال خبراء نوويون إن الأمر لن يستغرق أسابيع لصنع سلاح نووي من قبل إيران، بل أشهر وربما عام، ما يعني أنها غير قادرة على الدخول في حرب نووية في الوقت الحالي.

حرب نووية في صميم الصراع الإيراني الإسرائيلي 

وقال هيوستن جي وود، الأستاذ الفخري للهندسة الميكانيكية والفضائية في جامعة فيرجينيا: "لا أعتقد أن هناك خطرًا من أن تبدأ إيران هذا العام في تفجير الأسلحة النووية وإطلاق شرارة حرب نووية". 

وتابع أنه وفقًا لقدرات أجهزة الطرد المركزي النووية وغيرها من الأمور النووية، tYk إيران قد تستغرق ما يصل إلى عام كامل لتصميم سلاح نووي بمجرد حصولها على ما يكفي من الوقود النووي، وبالتالي الاستعداد لخوض حرب نووية.

كما قال سيجفريد إس هيكر، المدير السابق لمختبر الأسلحة في لوس ألاموس في نيو مكسيكو: "من المرجح أن يستغرق الأمر عدة أشهر، وليس أسابيع".

وأضافت الصحيفة أن هناك خلطًا بين الوقت الذي قد تستغرقه إيران لتصنيع ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع قنبلة وعملية تحويله إلى سلاح بشكل عام، وبمجرد إنتاج ما يكفي من معدن اليورانيوم، يجب تحويله بعناية إلى قلب القنبلة الذرية، والتي يتم وضعها بعد ذلك وسط الأجزاء الأخرى من الرأس الحربي النووي الذي سيوضع فوق صاروخ، من أجل الدخول في حرب نووية.

وقال الدكتور هيكر، الذي شغل منصب مدير لوس ألاموس من عام 1986 إلى عام 1997، في مقابلة: "إن الأمر يتطلب علم معادن وهندسة متقدمين، والعملية أصعب مما قد يتوقعه المرء، إن العاملين في المجال النووي، على سبيل المثال، يواجهون مخاطر صحية لأن الجزيئات المشعة الصغيرة التي تنشأ أثناء تشكيل الأجزاء النووية قد تستقر في رئاتهم وتحفز نمو الأورام السرطانية ما لم يكونوا حذرين".

وأوضحت الصحيفة أن إطلاق إيران أكثر من 180 صاروخًا غالبيتها باليستي على إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي، يمثل تصعيدًا دراماتيكيًا للصراع بين البلدين، حيث تعهدت إسرائيل بالرد واستهداف البنية التحتية النووية، وهو الأمر الذي أثار مخاوف من اندلاع حرب نووية في الشرق الأوسط.

وتابعت أن سوء الفهم الواسع النطاق لحالة القدرات النووية الإيرانية ينبع من العديد من التقارير العامة الأخيرة التي قدمت جداول زمنية مفصلة لإنتاج إيران الوقود اللازم لصنع قنبلة نووية، لكن هذه التقارير لا تقدم سوى القليل من التفاصيل حول الخطوات الأخرى التي يتعين على إيران إكمالها لبناء سلاح نووي، بما في ذلك إنجازات التنقية الذرية والهندسة والتصنيع والاختبار.

وأضافت أنه وإذا نجحت طهران في إنتاج سلاح نووي بسرعة جاهز للاستخدام في حرب نووية، فإنها سوف تواجه سلسلة من الخطوات الحاسمة الأخرى قبل إنتاج رأس نووي قابل للتنفيذ، ومن بين هذه الخطوات تطوير نظام إطلاق إلكتروني لتفجير مجموعة من المتفجرات التقليدية التي تضغط على قلب النواة النووية، فتبدأ سلسلة من التفاعلات التي تنبعث منها دفعات من الطاقة الذرية، فضلًا عن ذلك، لا بد من اختبار الرأس الحربي بالكامل بدقة لضمان قدرته على تحمل الحرارة غير العادية والاهتزازات الناجمة عن إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي.

ويقول الخبراء النوويون إن هذه العملية الطويلة تنتهي عادة باختبار القنبلة تحت الأرض، للتأكد من أن الرأس الحربي سوف ينفجر كما هو متوقع في الحرب.