حرب الأسلحة المحرمة.. إسرائيل تضرب غزة بالفسفور والعظام ذائبة من شدة الحرق
أسلحة فسفورية حارقة، تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حربها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 حتى الآن، لتخلف إصابات شديدة من الحروق لا يمكن علاجها في وقت خرجت فيه أغلب مستشفيات القطاع عن الخدمة، وبات مصابو الحروق يتألمون في صمت وتتفحم أجسادهم بلا هوادة.
ورغم الإدانات الدولية كل فترة بسبب استخدام إسرائيل تلك الأسلحة الفسفورية المحرمة دوليًا، إلا أنها لا تتوانى في استخدام المزيد منها، وتكبيد المدنيين أكبر قدر من المعاناة التي لا تنتهي، وزيادة أعداد مصابي الحروق الذين ينتهي بهم الحال بالاستشهاد أو الحياة بالتشوه.
شهداء الأسلحة المحرمة
واتساقًا مع ذلك، أكدت منظمة التحرير الفلسطينية، أنه تم توثيق استخدام الاحتلال اسرائيلي لـ13 نوعًا من الأسلحة المُحرمة دوليًا في حربها على غزة، كما تم توثيق عملية شحنها للاحتلال الإسرائيلي من قبل أمريكا وألمانيا وبريطانيا وأستراليا وإيطاليا وبعض الدول الأخرى.
وقالت إنه على رأس القائمة قنابل جدام الذكية وهي على قائمة القنابل المحرمة دوليًا، بالإضافة إلى القنابل الفراغية وأسلحة دايم الفتاكة التي تترك آثارًا لا يمكن علاجها للمصابين بها وصواريخ وقنابل هالبر والقنابل الغبية التي يبلغ وزنها حوالي 2 طن من المتفجرات التي تلقى وتسبب دمارًا هائلًا.
سبق أن أعلن المكتب الإعلامي أن الأسلحة التي تستخدمها قوات الاحتلال تسببت بحروقٍ من الدرجة الثالثة في أجساد الشهداء والمصابين، وأن هناك 1700 جثمان احترق وتفحم نتيجة استخدام تلك الأسلحة.
تحدثنا مع عدد من أطباء القطاع حول وضع مصابي الحروق في غزة وكيف يتم علاجهم إذ يمرون بمراحل صعبة والبعض منهم لا يجد العلاج مطلقًا
وكيل وزارة الصحة: «الجثث تصل متفحمة»
الدكتور يوسف أبوالريش، وكيل أول وزارة الصحة في غزة، يوضح أنه قبل الحرب كانت توجد مستشفيات حروق في غزة ولكن الآن خرجت كلها عن الخدمة، مبينًا أن إصابات الحروق تحديدًا تحتاج إلى تعامل حرج ودقيق حتى لا يضطر الأطباء إلى بتر الأعضاء أو ترك الحرق ويحدث تشوه.
وشرح لـ«الدستور» أن علاج الحروق يحتاج إلى درجة برودة معينة وتعقيم عال لأنها تعتبر جروحا مفتوحة وذائبة، وكلها أمور لم تعد متوافرة في المستشفيات: «قصفوا مجمع الشفاء ومجمع ناصر وكان بهما أقسام مخصصة للتعامل مع ضحايا الحروق».
وأشار إلى أن أغلب الجثامين تصل إلى المستشفيات وهي متفحمة بسبب استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي مواد حارقة وضارة ومحرمة دوليًا، وبعض الضحايا كان يمكن إنقاذهم إذا توافرت الإمكانات اللازمة التي يمكن أن تعالج حروق من الدرجتين الثالثة والرابعة.
في يوليو الماضي، أعلن المكتب الإعلامي في القطاع أنه وفقًا لتقديرات طبية فإن الأسلحة التي يستخدمها جيش الاحتلال تسببت بحروق من الدرجة الثالثة في أجساد الشهداء والمصابين، وصواريخ وقنابل غالبيتها صناعة أمريكية يطلق عليها اسم الأسلحة الحرارية أو الكيماوية، وهي محرمة دوليًا وممنوعة من الاستخدام ضد البشر
العظام ذائبة
أصعب الحالات التي مرَّت على الدكتور يوسف كانت تلك التي تصل والحرق واصل إلى العظام الذائبة، فيكون الجلد مفتوحًا نتيجة الحرق وتظهر منه العظام بحسب وصفه وغالبًا ما تكون الحروق من الدرجتين الثالثة والرابعة.
يقول: «في بداية الحرب كان أغلب القادمين للمستشفيات من مصابي الحروق، لأن إسرائيل تفاجأت، مما دفعها لاستخراج واستخدام كل الأسلحة المحرمة لديها لإحداث أكبر قدر من المصابين والجرحى والشهداء».
وحسب المكتب الحكومي فإن تلك الأسلحة تعمل على تفاعل المواد الكيماوية مع الجلد مسببة بتآكل كيمائي للأنسجة في أجساد الشهداء والمصابين، فضلًا عن آلام شديدة وأضرار جسدية عميقة، ما يجعلها تتسبب بحروق قاتلة ومميتة خلال 27 ساعة أو أقل.