أشلاء الشهداء داخل الأكياس.. شهادات مروعة من حرب غزة
بلغت حرب إسرائيل على قطاع غزة أشدها إذ اقتربت من الدخول في العام الأول، في وقت يعاني فيه المصابون من عدم توافر الخدمات داخل المستشفيات، وأصبح كذلك وضع الشهداء والمصابين صعبا للغاية، بسبب تكدس المشارح في مستشفيات القطاع وعدم القدرة على تفريق تلك الأشلاء أو نسبتها للأسر والعائلات.
وأصبح أهالي غزة يضعون الأشلاء في أكياس من أجل محاولة دفنها، وبسبب كثرة الجثامين اختلطت تلك الأشلاء، وأصبح تسليمها عبر عمر الشهيد ووزنه، مما جعل ذوي الشهداء يمرون بلحظات صعبة نتيجة ذلك.
تبخر ألف جثمان
واتساقًا مع ذلك، أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة رصده تبخر 1.760 جثة، قال إنهم لم يجدوا للجثث أي أثر بسبب استخدام الجيش الإسرائيلي أسلحة محرمة دوليًا، كما أنهم لم يُسجلوا في السجلات المختصة في وزارة الصحة.
وحدد الدفاع المدني سبعين كيلو جراما للبالغين، أي ما يعادل تقريبًا متوسط وزن الإنسان الطبيعي، أما بالنسبة للأطفال فاحتسب وزن أكبرهم سنًا ليعادل ثمانية عشر كيلو جراما، بناء على إجابات الأهالي حول أوزان أبنائهم.
وظهر أب غزاوي مكلوم في وقت سابق يبكي بعد قصف مستشفى المعمداني في قطاع غزة، إذ فقد أبناءه إثر قصف إسرائيلي عنيف طال المستشفى، ولم يتبق من صغاره إلا أشلاء، جمعها الأب في أكياس تمهيدًا لدفنها.
وأظهرت الكاميرات وصول الأب المكلوم إلى المشرحة حيث بدأ بالصراخ وهو يدل على ما في يده قائلًا: «أولادي ماتوا هيهن كلن هون ماتوا جمعت أشلاءهم بأكياس».
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تنتشر الاستغاثات من قبل أهالى غزة حول انتشار وضع الأشلاء داخل الأكياس وتوزيعها من خلال الوزن على حسب عمر الشهيد.
أهالى غزة: «الشهداء تتم تعبئتهم فى أكياس»
محمد شاهين، أحد أهالي غزة، أوضح أن أغلب ذوي الضحايا يضعون الأشلاء داخل أكياس، فهي لم تعد أكياسا عادية ولكنها مليئة بالأشلاء، نتيجة دماء أهالي غزة التي تراق كل يوم: «وصلنا أن الجثامين يتم احتسابها بوزن الجثة، فإذ كان الشهيد 80 كيلو فيتم إعطاؤه كيس أشلاء بنفس الوزن وهكذا».
قال: «الحرب بدأت بمرحلة استهداف وقتل أهالي غزة بالجثامين الكاملة، ثم استهدافهم بقذائف محرمة دوليًا حتى تتقطع الجثامين، والآن نحن في مرحلة الأشلاء والذوبان، ويتم حساب كل 70 كيلو من أشلاء اللحم كأنهم إنسان».
وأضاف: «لا يوجد تسجيل للبيانات أو الهويات والجثث بلا شكل أو لون أو اسم، الجميع يتم دفنه في أي مكان بلا معرفة، ففي إحدى عمليات القصف نتج عنها 1050 كيلو من الأشلاء تم توزيعها على 15 كيسا، أي 15 جثة وتوزيعهم على من يطلب دفن ذويه».
أما بلال نوح، قال: «مشاهد الأكياس وهي متكومة في كل ركن من غزة لا يتحملها أحد، فكل كيس ممتلئ بالأشلاء، هي في الأول والآخر أرواح كانت تحب الحياة، وتفحمت نتيجة القصف الإسرائيلي المتعمد تجاه المدنيين».
وأضاف: «كل كيس له وزن من 70 – 80 كيلو جراما، يتم تجسيده كأنه جثمان شهيد بسبب قوة القصف الذي يؤدي إلى عدم القدرة على التعرف على الشهداء وضحايا القصف، وكل من يفقد شخصا يأخذ كيسا وكأنه هو يدفنه باسمه ويسجله».