كيف استقبل نازحو مخيم جباليا عودة المياه بعد انقطاع 4 أشهر؟
كان يومًا قاسيًا على سكان مخيم جباليا شمال غزة، حين توقف آخر آبار المياه خلال 2 مارس الماضي، بعد نفاد كميات الوقود اللازم لتشغيله، وبدأ أهالي المخيم الدخول في مرحلة من العطش القاسية زادت حدتها مع تشديد الاحتلال الإسرائيلي لحصار قطاع غزة بأكمله، مع عدم توافر سوى المياه الملوثة فقط.
يعاني قطاع غزة الآن بأكمله من نفاد المياه بشكل كبير، وعدم استيعاب المساعدات التي يتم إرسالها لحجم الكارثة التي تمر بها منذ بدء حرب 7 أكتوبر الماضي، التي أوشكت الدخول في عامها الأول دون التوصل إلى إتفاق هدنة أو ما شابه واستمرار انقطاع مناحي الحياة عنهم مع التعنت الإسرائيلي في إدخال المساعدات.
عودة المياه في مخيم جباليا
وبالأمس، تم الإعلان عن عودة المياه في حي القصاصيب بمخيم جباليا، بعد ما يقرب من أكثر من 6 أشهر عانى فيهم سكان المخيم من الانقطاع التام للمياه، ووجود طوابير على منافذ الإمداد، والتي كان الاحتلال يستهدفهم فيها أيضًا بالقصف.
إذ يواجه مئات الآلاف من الفلسطينيين بمدينة غزة ومحافظة شمال القطاع خطر الجوع والعطش لا سيما الأطفال، حيث يتواصل العدوان الإسرائيلي المدمّر منذ 7 أكتوبر الماضي وحتى الآن، وتتعنت إسرائيل في إدخال المساعدات من معبر رفح الذي تتحكم فيه من ناحيتها.
ويعيش سكان شمال غزة معاناة تفاقمها المجاعة حيث يواجهون نقصًا حادًا في الإمدادات الغذائية الأساسية كالدقيق والأرز والسكر والخضر، وقد أجبرتهم الظروف القاسية على اللجوء إلى طحن أعلاف الحيوانات وتناولها للبقاء على قيد الحياة.
فما كان تعليق سكان المخيم بشأن عودة المياه لهم من جديد؟ وما السبب في عودة المياه لسكان المخيم؟. «الدستور» تجيب على هذه التساؤلات في التقرير التالي.
هاني جودة: «عودة بئر المياه في مخيم جباليا»
يقول هاني جودة، رئيس شبكة لاجئي فلسطين، أن المياه وصلت إلى حي القصاصيب بمخيم جباليا بعد انقطاع منذ 28 مايو الماضي، كان وقتها الأهالي يعتمدون على النقل من مسافات بعيدة، مبينًا أنه تم تشغيل بئر ماء بطاقة كاملة يزود أكثر من 6000 نسمة.
وأوضح لـ«الدستور» أن عودة المياه كانت بعد جهود كبيرة دعم مباشر من الإغاثة الزراعية، وحرص كبير من طواقم الإغاثة على إنجاح هذا المشروع رغم العراقيل، مشيرًا إلى أنه تم افتتاح بئر المياه ومده بالكهرباء من العيادة العصرية التابعة لمستشفى العودة؛ بسبب حاجة الأهالي للمياه.
تضررت أو دمرت المئات من مرافق المياه والصرف الصحي في غزة منذ أن بدأت إسرائيل حربها ضد حماس، وفق وكالات الإغاثة التي تؤكد أن نقص المياه النظيفة وتدفقات مياه الصرف الصحي غير المعالجة يشكلان تهديدًا خطيرًا للصحة.
المجاعة في غزة تتعمق
وأشار رئيس شبكة لاجئي فلسطين إلى أن أهالي القطاع بأكمله يعانون من أزمة في نقص المياه والطعام، ولجأوا إلى أكل أوراق الشجر، الذي بات يباع في الأسواق مثل شجر التوت لاستخدامه طعامًا، وفي بعض المخيمات أصبح لا يوجد أشجار ليمون أو نبتة الخبيزة أو السلق او السبانخ.
وبين أن المجاعة في أوجها الآن: «الأسواق يتوفر بها الطحين ولكن للأسف يتم التجارة فيه وبيعه بأسعار مرتفعة عن المعتاد استغلالًا للأزمة، والكثير من المساعدات الغذائية غير المصرح لها بالبيع يتم التجارة بها في الأسواق، مما يؤدي إلى عدم وصول المساعدات لمستحقيها».