من "تفجير المرفأ" إلى "عملية بيجر".. الكوارث تسكن لبنان
كوارث ونكبات ضخمة تعرض لها لبنان على مدار تاريخه، منها الطبيعي أو المدبر، راح ضحيتها الآلاف من سكان بيروت فمنذ نشأة دولة لبنان 1920 ولا يفيق من كارثة حتى يجد نفسه أمام الأخرى ما يؤدي إلى مزيد من الضحايا في كل واقعة وتصبح إحدى نكبات بيروت فيما بعد.
وربما لا يتذكر البعض سوى كارثة مرفأ لبنان الشهيرة إحدى كوارث بيروت، ولكن قبلها وبعدها وقعت نكبات أخرى حلت بالعاصمة بيروت، وكبدتها خسائر ضخمة للغاية في الأرواح والمباني والاقتصاد، وتظل لبنان تحاول التعافي منها سنوات طويلة، لتعويض الخسائر التي مُنيت بها نتيجة تلك الكارثة ويحاول شعبها محو ذلك الجرح من ذاكرتهم.
تفجيرات بيجر
وهزت انفجارات متتالية ومتزامنة لأجهزة اتصالات لاسلكية محمولة "بيجر"، يستخدمها عناصر من حزب الله عدة مناطق في لبنان مخلفة نحو 3000 مصاب و9 قتلى، إذ تزن المواد المتفجرة التي دست في تلك الأجهزة حوالي أونصة إلى اثنتين.
وبدأ الهجوم في الساعة 3:30 عصرًا بتوقيت لبنان، حيث أرسلت الأجهزة رسالة في البداية لتبدو وكأنها قادمة من قيادات حزب الله، ثم بدأت تلك الرسالة بتفعيل الشحنة المتفجرة، إذ بلغ عدد الأجهزة التي اشتراها حزب الله من شركة "غولد أبولو" التايوانية ثلاثة آلاف بهدف توزيعها على أنصاره.
ويعد هذا الاختراق التطور الأبرز ضمن مجمل خطوات التصعيد التي شهدتها الساحة اللبنانية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر قبل عام تقريبًا، إذ بين حزب الله أن مئات المقاتلين لديهم مثل هذه الأجهزة، وتكهن بأن البرامج الضارة ربما تسببت في تسخين البطاريات وانفجارها.
ولم تكن الكارثة الأولى التي يتعرض لها لبنان سواء كانت طبيعية أو مدبرة، فخلال السنوات الماضية شهدت بيروت عدة نكبات.
مرفأ بيروت
كان حادثا ضخما، وقع خلال أغسطس العام 2020، حيث انفجر المستودع رقم 12 في مرفأ بيروت، نتجت عنه سحابة دخانية كبرى تشبه سحابة عيش الغراب، إذ قتل 157 شخصًا وأكثر من 5 آلاف إصابة أخرى.
ويعد انفجار مرفأ بيروت إحدى كوارث لبنان الضخمة، إذ فقد 80 شخصًا ونزوح 300 ألف آخرين، بسبب تضرر مساكنهم إذ وصل حجم الخسائر إلى 15 مليار دولار أمريكي، إذ امتد الانفجار لمناطق أخرى بعيدة، بسبب مواد شديدة الخطورة كانت مخزنة فيه تضم مادة نترات الأمونيوم، ووقتها شبه الانفجار بأنه مثل هيروشيما وناجازاكي، وأصبح ذلك اليوم فيما بعد يوم حداد وطني في لبنان.
حرب 75 الأهلية
ومن النكبات التي مرت بها بيروت ما حدث خلال أبريل العام 1975، إذ كانت حربا أهلية نتيجة حادث وقع في عين الرمانة، وظل أثر الحادث ممتدا من هذا العام حتى 1990، إذ أطلق النار على حافلة"كانت تقل أعضاء من منظمة التحرير الفلسطينية.
وأسفر الحادث عن 27 قتيلًا، لتكون الشرارة الأولى للحرب الأهلية، بين لبنان وفلسطين وبعض الأطراف الإقليمية والدولية والعربية الأخرى، أدت إلى تدمير لبنان كاملة، وتهجير الآلاف من شعب لبنان وظهور الطوائف والمذاهب بها.
انتهاكات إسرائيل
وخلال عام النكبة 1948 تأثرت بيروت بشدة، بسبب احتلال فلسطين وإعلان دولة إسرائيل المزعومة، حيث قام الشعب اللبناني يقوم بثورة، ما جعل الاحتلال يأخذ الأمر ذريعة بأنه يوجد عناصر للمقاومة الفلسطينية في بيروت، وشن هجمات واعتداءات على مطار بيروت.
وكانت الخسائر تدمير طائرات شركة طيران الشرق الأوسط (اللبنانية) والقضاء على أسطولها، بحجة أنه ينقل الفدايين من أجل محاربة إسرائيل، ووصل الأمر إلى وصول قوات كوماندوز إسرائيلية في لبنان واغتيال قيادات لبنانية وفلسطينية هامة.
زلازل واحتلال
وإحدى أشهر الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها لبنان كان زلزال 1956 الذي أدى إلى انهيار أبنية قديمة ومدارس وغيرها، كما تعرضت للغزو مرارًا منها في عهد الفراعنة والأشوريين والبابليين والأكاديين والفرس والرومان واليونان والدولة البيزنطية، الذين اجتاحوا بيروت، وصولًا للاحتلال الفرنسي.