عبر التاريخ.. مجازر لا تُنسى نفذتها إسرائيل داخل لبنان
تتوسع دائرة الحرب يوميًا بين إسرائيل ولبنان، التي قد يظن البعض أنها وليدة حرب غزة الحالية، إلا أن الصراع الإسرائيلي اللبناني له تاريخ قديم منذ سنوات ويمتد إلى عقود طويلة، بسبب الغزو الإسرائيلي المتكرر على الأراضي اللبنانية قبل إعلان الدولة المزعومة لهم داخل فلسطين.
وخلال معركة طوفان الأقصى الحالية لم يتوقف تبادل إطلاق النيران بين الجانبين لمدة 10 أشهر متواصلة، إذ دخلت لبنان على الخط منذ اليوم الأول للحرب بسبب تواجد حزب الله، المعروف بدعمه الكامل للقضية الفلسطينية وتأييده لحركة المقاومة الفلسطينية حماس.
عمليات إسرائيلية في لبنان
واتساقًا مع ذلك، عمدت إسرائيل خلال الأيام الماضية لشن غارات متعددة على لبنان، منها ما حدث منذ ساعات، إذ شنت غارات على مناطق متفرقة من لبنان في ظل تصاعد التوتر والمخاوف من اتساع رقعة الحرب بين إسرائيل وحزب الله أكثر.
وطال القصف قرية المعيصرة الجبلية في منطقة كسروان شمال بيروت للمرة الأولى، بحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، إذ أفاد سكان من القرية التي تقطنها غالبية من الشيعة بسماع صوت انفجارين.
وكانت قبلها مجزرة الضاحية في بيروت، إذ استهدفها الاحتلال الإسرائيلي بعدوان جوي أدى إلى استشهاد 37 شخصًا وجرح 68، فيما لا يزال هناك 23 شخصًا في عداد المفقودين بسبب تلك الغارة الجوية.
ولذلك فإن الصراع بين لبنان وإسرائيل له جذور وممتد منذ عقود، ويرصد «الدستور» في التقرير التالي أبرز محطات ذلك العدوان.
الحرب الأهلية في لبنان
واحدة من أصعب الحروب الأهلية التي وقعت في لبنان من العام 1975 حتى 1990 وراح ضحيتها 120 ألف شخص، وشُرد 76 ألفًا آخرين داخل لبنان، بسبب موجة نزوح قوية شملت مليون شخص نتيجة الحرب.
كان أصعب عام فيها هو 1978 حين قرر الاحتلال الإسرائيلي غزو لبنان، متخذًا من مطاردة رجال المقاومة الفلسطينية داخل جنوب لبنان، بعدما هاجم رجال المقاومة حافلة إسرائيلية قتل فيها 35 إسرائيليًا، واضطرت لبنان للجوء إلى مجلس الأمن لإجبار إسرائيل على الانسحاب.
ضربات حزب الله
ومنذ حلول العام 1990 توسع حزب الله على المستويين السياسي والعسكري، وبدأ في توجيه ضربات مباشرة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي مستهدفًا منطقة الشريط الأمني العازل بينهما، حتى استطاع إخراج القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية ولكن في العام 2000.
أي أن التواجد الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية، ظل لمدة 18 عامًا، حتى قررت إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان، الذي دمرت البنية التحتية له وتشرد الآلاف من المواطنين اللبنانيين.
الصراع الهادئ
وعاد الصراع بينهم للتجدد مرة أخرى خلال العام 2006، والتي عرفت فيما بعد بحرب تموز لمدة 34 يومًا ونهاها قرار أممي، ولكن بعد أن دمرت جنوب لبنان بسبب أن الحرب كانت جوية وبحرية وبرية.
واستشهد حوالي 250 من مقاتلي حزب الله، بينما قُتل 121 جنديًا و43 مدنيًا على الجانب الإسرائيلي بهجمات صاروخية شنها حزب الله، ثم هدأ الصراع بينهما منذ ذلك التاريخ حتى عاد مجددًا خلال معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي.
معركة طوفان الأقصى
كان حزب الله أول من ساند حركة المقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى ضد إسرائيل، حيث بدأت في إطلاق النيران على إسرائيل، وشاركت في شن هجوم مع حماس على إسرائيل والمستوطنات.
ووقتها أعلن حزب الله عن أنه حليف حماس في لبنان، وأنها ستقوم بتقديم الدعم الكامل والمساندة للحركة في معركتها ضد الاحتلال، وبدأت المناوشات تعود من جديد بين حزب الله اللبناني وإسرائيل التي ارتكبت عدة مجازر في الأراضي اللبنانية مؤخرًا.