"أفخاخ القرى".. جيش الاحتلال يخشى "مواجهة الجحيم" حال الغزو البرى للبنان
لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي مترددا في تنفيذ الغزو البري لجنوب لبنان؛ حيث يخشى مواجهة الجحيم، والذي يتمثل في "الأفخاخ" التي من المتوقع أن يعدها حزب الله لجنود الاحتلال في القرى.
وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إلى أن حزب الله يواجه الآن خيارًا صعبًا بين إطلاق بعض صواريخه الأكثر تقدمًا لضرب إسرائيل بقوة، الأمر الذي من شأنه أن يخاطر بدعوة حرب شاملة، أو الاستمرار في إبقاء هجماته محدودة على أمل استنفاذ قوات الاحتلال طاقتها بعد ما يقرب من عام من القتال في غزة، إلى جانب وتيرة ثقيلة من العمليات ضد فصائل المقاومة المسلحة في الضفة الغربية والمناوشات على طول الحدود اللبنانية.
الاحتلال أمام مفترق طرق
وقالت إحدى مجندات الاحتياط التي تم استدعاؤها إلى شمال إسرائيل الليلة الماضية، إنها استجابت للنداء، لكنها كانت منهكة بعد أن خدمت ما يقرب من 200 يوم في الجيش منذ 7 أكتوبر.
بينما أشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن القائد العسكري في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أبلغ قواته بأن الغارات الجوية ستستمر داخل لبنان بينما يستعد الجيش الإسرائيلي لعملية برية محتملة، وإذا عبرت قواته الحدود الشمالية فمن المرجح أن تواجه عقبات سبق أن واجهتها.
وتابعت أنه عندما توغلت الدبابات الإسرائيلية في جنوب لبنان في عام 2006 "وليس للمرة الأولى" وجدت خصمًا تغير بشكل كبير منذ انسحاب إسرائيل من لبنان قبل ست سنوات.
وأشارت إلى أنه حتى في ذلك الوقت القصير، نظم حزب الله قدراته وطورها، وفي منطقة الحدود الوعرة التي تطل عليها التلال الصخرية شديدة الانحدار، تم إعداد أنفاق قتالية، وتم تكييف تكتيكات وأسلحة جديدة من شأنها أن تضايق القوات الإسرائيلية عند دخولها.
وأوضحت أن الدبابات كانت على وجه الخصوص عرضة للصواريخ المضادة للدبابات، في حين أطلق مقاتلو حزب الله وجماعته المتحالفة حركة أمل قذائف الهاون على وحدات المشاة الإسرائيلية المتقدمة أثناء شق طريقهم عبر البساتين وحقول التبغ.
وأوضحت الصحيفة أنه في تلك الحرب- كما في هذه الحرب- سيطرت الطائرات النفاثة والطائرات بدون طيار الإسرائيلية على الأجواء، وقصفت البنية الأساسية ومواقع حزب الله دون مقاومة، وكانت الزوارق الحربية الإسرائيلية، التي كانت ترسو غالبًا فوق الأفق، تقصف الساحل، وتهدد الطريق الساحلي الرئيسي يوميًا، ولكن عند الاقتراب من الحدود بريًا، كانت الصورة مختلفة تمام الاختلاف.
آنذاك، كما هو الحال الآن، كان حزب الله يمتلك مواقع معدة جيدًا، وكانت الصواريخ تنطلق من مواقع مخفية على سفوح التلال القريبة، فتستدعي ضربات مضادة من جانب إسرائيل، سواء من الطائرات النفاثة أو المدفعية على الحدود، بحيث يبدو من المستحيل النجاة منها، ولكن في كثير من الأحيان، بعد توقف لبضع ساعات، كانت الصواريخ تنطلق مرة أخرى من نفس المكان، فتبدأ دورة جديدة من الأحداث.
واعترف رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، بقوة حزب الله وصعوبة المواجهة على الأرض، وقال لجنود جيش الاحتلال: "نستعد لمناورة كبيرة وصعبة للغاية على الأرض في لبنان، مقاتلي حزب الله يتمتعون بقوة كبيرة ومحترفون وذات مهارات عالية وخبرة لا مثيل لها في هذه المعارك".
وأوضحت الصحيفة أن أي غزو بري لن يكون بالمهمة السهلة على جيش الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا بعد الإخفاقات الكبيرة التي شهدتها حرب 2006 في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث فشلت الجهود الاستخباراتية في هذه الحرب.
ونوهت بأن هزيمة جيش الاحتلال الإسرائيلي أمام حزب الله في حرب 2006 تلوح في الأفق مرة أخرى، وبالرغم من محاولات جيش الاحتلال إصلاح أخطاء الماضي، فإن حزب الله اليوم أكثر تطورًا وتسليحًا وخبرة بعد سنوات من القتال، لذا فإن إسقاط جنود الاحتلال في فخ جنوب لبنان أمر ليس بالصعب على حزب الله.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أنه في حين نجحت عملية النداء والضربات الإسرائيلية في إزالة طبقة من القيادة والقيادة والسيطرة، فإن جوهر حزب الله كقوة لبنانية يظل سليمًا في النهاية، في جوهره، يظل قوة مدمجة محليًا منتشرة في المدن والقرى والريف بمهمة واحدة ومفهومة جيدًا: مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
ولفتت إلى أنه بعد قرابة عام من الحرب في غزة وعدم تحقيق أي من أهداف هذه الحرب، ومن قبل حرب لبنان عام 2006، فإن التوقع النهائي أن "أي غزو بري إسرائيلي لجنوب لبنان سيكون كارثيا على جيش الاحتلال وليس حزب الله".