"كريمان" أجبرها الجوع على سرقة الطعام و"سرحان" سرق قرشين.. ما القصة؟
سرقات الفنانين، كان محور التقرير الذي نشرته مجلة الكواكب، بعددها الـ371، والمنشور بتاريخ 9 سبتمبر 1958.
كريمان تسرق دجاجة محمرة
يستهل محرر الكواكب، تقريره عن سرقات الفنانين، بحكاية الفنانة كريمان، مشيرًا إلى أن كاريمان، لم تسرق نقودا ولكن الجوع أرغمها على سرقة الطعام ذات يوم.
كان والد كريمان يصر كل الإصرار على أن يؤدي كل أولاده فريضة الصيام في رمضان، وقد أصر على أن تصوم كاريمان وهي في السابعة من العمر، وفي يوم من أيام الصيام شعرت كاريمان بالجوع، وكانت أمعاؤها تصرخ، وقد بقيت فترة طويلة على الإفطار ولم تستطع أن تقاوم رائحة الطعام المنبعثة من المطبخ، فدخلته في غفلة من الأعين وسرقت دجاجة محمرة، وهربت بها إلى سطح البيت، واختفت في حجرة الغسيل علي السطح وأعملت أسنانها في الدجاجة حتي أتت عليها، ومسحت يديها وعادت إلي البيت كأن شيئا لم يحدث، وعندما حان موعد إعداد طعام الإفطار اكتشفت والدة كريمان سرقة الدجاجة، وراحت تجري تحرياتها وحصرت شبهتها في خادمة عرفت بشقاوتها، وأنكرت الخادمة بالطبع ما نسب إليها، وأن لم يفدها إنكارها، ولم تجرؤ كاريمان علي الاعتراف، وأصرت الأم علي طرد الخادمة، بل طردتها فعلا، وهذه هي المرة الأولي التي يعرف فيها الوالدان أن ابنتهما كاريمان هي سارقة الدجاجة لا الخادمة المسكينة، ولا شك أنهما سيغضبان رغم مضي عشر سنوات كاملة علي الحادث.
محسن سرحان يسرق “قرشين”
ويمضي محرر الكواكب سرده لقصص سرقات الفنانين، بحسب ما باحوا بها مشيرًا إلى أن محسن سرحان، تصوروا أنه سرق ذات يوم، لم يسرق جملا علي رأي المثل، بل سرق قرشين. قد ذهب مع والدته لزيارة بعض أقاربهما في بورسعيد، وفي حجرة الصالون رأي محسن قطعة فضية من ذات القرشين علي مائدة صغيرة، فاقترب من المائدة ومد يده فأخذ القطعة خلسة ووضعها في جيبه، وبعد انتهاء الزيارة فوجئت به أمه في الطريق يشتري حلوي، وسألته من أين له بالنقود التي اشتري بها الحلوي، حتي اعترف بالسرقة ونال "علقة" موجعة لم يرحمه منها إلا تدخل أقارب والده المتوفي. ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فقد كان هناك خلاف بين أقارب والده وأمه حول الوصاية عليه، ووجدوا في هذا الحادث فرصة للطعن في صلاحيتها للوصاية، وأبلغوا ضدها البوليس ولكن الضابط الذي حقق معها وسمع القصة اقتنع بأن من حقها أن تعطي "محسن" العلقة ورفض تحرير المحضر.
شكري سرحان يسرق قلم حبر من زميل الدراسة
ومن بين قصص سرقات الفنانين التي سردها محرر الكواكب في تقريره، قصة سرقة الفنان شكري سرحان قلم حبر فاخر، أيام أن كان تلميذا في إحدي المدارس الابتدائية، فأعجبه قلم حبر فاخر كان يملكه زميل ورفض أن يتنازل له عنه، فسرق شكري القلم. والقصة حدثت في ذات يوم، وجد فيه شكري القلم علي الدرج، وقد نسيه صاحبه سهوا، فأخذه، ومضي اليوم الدراسي دون أن يكتشف الزميل ابن الذوات ضياع القلم، ولكنه جاء في اليوم التالي ثائرا واتهم "شكري" بأنه لص وقدم شكوي لناظر المدرسة الذي أجري تحقيقا دقيقا جدا، ولم تثبت التهمة علي شكري لعدم توافر الأدلة، فاحتفظ الناظر بالشكوي.
إلا أن شكري شعر بتأنيب الضمير، وتعذيبه، علي الرغم من أن الزميل كان قد اقتنع بعد مدة أنه فقد قلمه في مكان آخر وأنه مخطئ في اتهامه لشكري، فاعتذر له وتصالحا، وبعد هذا انتهز شكري أول فرصة لإراحة ضميره، مع احتفاظه بالقلم بالطبع، فانتهز فرصة نجاح زميله في أحد الامتحانات وقدم له هدية مفكرة مجلدة تجليدا فاخرا أعجبته، وأراد الزميل أن يعبر له عن تقديره للهدية، فأهدي لشكري قلما مشابها للقلم الذي كان يريده، وعندئذ وجد شكري الفرصة مناسبة فأعاد القلم القديم إلي الزميل زاعما أنه عثر عليه بين أوراق كراسة قديمة مهملة في درجه، وقاتنع الزميل بهذا الادعاء وأخذ قلمه القديم واحتفظ شكري بالقلم الجديد.