كنت أبكي كالطفل الصغير.. رياض القصبجي يروي قصة مرضه
الفنان رياض القصبجي، واحد من أشهر نجوم الصف الثاني في السينما المصرية، حتى خمسينيات القرن المنصرم. أطلق عليه العديد من الألقاب، من أشهرها “الشاويش عطية”، فضلا عن ألقاب "أبو النبل٬ أبو الروس٬ أبو سريع".
عمل رياض القصبجي، في بداية حياته العملية كمساري بالسكة الحديد ونظرًا لحبه واهتمامه المبكر بالتمثيل، انضم إلى فرقة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد ونجح نجاحًا ملحوظًا وسط فريقه، ثم انضم لفرق مسرحية عديدة منها "فرقة الهواة، وفرقة أحمد الشامي، وفرقة على الكسار، وفرقة جورج ودولت أبيض، وفرقة إسماعيل يس المسرحية".
الشاويش عطية “بعبع” سمعة
شكل رياض القصبجي مع الفنان إسماعيل ياسين، ثنائيا كوميديا شهير في السينما المصرية، خاصة في أدواره في الأفلام التي حملت اسم إسماعيل ياسين، وتحديدا دور وشخصية “الشاويش عطية”، حيث اشتهر كثيرًا بعد أن ارتبط اسمه باسم الكوميديان الراحل إسماعيل ياسين، على مدار هذه الأفلام معه وغيرها من الأفلام الأخرى، حيث انتقل من أدوار الشر إلى الكوميديا مع الفنان إسماعيل ياسين فى دور الشاويش عطية، واستطاع رغم جهامه وجهه أن يغير أدائه من أدوار الشر الثقيله إلى أدوار الكومديا، وتكرر الثنائى الذى صنعه مع "الآنسه حنفى"، بالإضافه إلى الشاويش عطية.
تجربة رياض القصبجي المريرة مع المرض وكيف بكى كالأطفال
في عددها الـ 443 والمنشور بتاريخ 26 يناير سنة 1960، نشرت مجلة "الكواكب" الفنية، لقاء مع الفنان رياض القصبجي، وكان قد خرج من تجربة مريرة مع المرض نظرا لعلاج خاطئ تعرض له. وعن هذه التجربة قال “القصبجي”: نصحني الطبيب بجلسات تدليك في المنزل ثلاث مرات في الأسبوع، وكانت كل جلسة من هذه الجلسات تستمر ساعة كاملة، وكنت أعاني خلالها آلاما شديدة، لدرجة أنني كثيرا ما كنت أبكي كالطفل الصغير، وكنت أحرص في كل جلسة أن أغلق علي أبواب حجرتي خوفا من أن يشعر ابني أو تشعر زوجتي بهذه الآلام. وطالت الجلسات وطال تكرار الدواء دون أن أحس بنتيجة تذكر، وذهبت لزيارة الدكتور "جنينة"، ووضعت له العلاج الذي كنت أتبعه، وخبط الرجل كفا بكف، واتضح أن جلسات التدليك كلها كانت خاطئة، كان أخصائي التدليك يمارسها علي أساس أنها تدليك رياضي، بينما كنت أحتاج تدليكا طبيا.
ويمضي رياض القصبجي في حديثه: وتم الإتفاق أن تقوم الدكتورة سميرة المحروقي بعملية التدليك الطبي التي أحتاجها، وبدأت هذا العلاج بمعدل ثلاث مرات كل أسبوع، وبدأت صحتي تتحسن، وبدأت حالتي النفسية والمعنوية ترتفع جدا. بل أصبحت أخرج إلي الطريق وأسير.
كيف واجه القصبجي شائعات إصابته بالشلل؟
ويختتم رياض القصبجي حديثه مشددا على: أن مرضي جعلني أدرك تماما معني قول الشاعر: "جزي الله الشدائد كل خير"، لقد عرفت خلال محنتي أصدقائي المخلصين وأخوتي الغيورين علي صحتي. وعرفت أعدائي أيضا. لقد كنت ابتسم في كل مرة أسمع فيها أشاعة تقول أنني لا أستطيع الحركة، وأنني قد شللت ولن أستطيع العودة إلي العمل، ولكني لم ألق بالا للشائعات، ولم أتأثر بالأقوال التي تناثرت حولي وكانت كفيلة بأن تبعث اليأس في نفسي، ولكنني صبرت وخرجت من محنتي أشد مراسا للشدائد وأشد قوة لمواجهة الحياة.