أسسها يحيى حقى وبطلتها نعيمة عاكف.. حكاية فرقة "يا ليل يا عين"
في سيرته الذاتية، قيد النشر، يتحدث الكاتب الروائي مصطفى نصر، عن 3 راقصات جاءت سيرة إحداهن في روايته “سينما ألدورادو”، والصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
سر إعجاب نصر بالراقصة نبوية مصطفى
ويستهل “نصر” حديث الذكريات لافتا إلى: حكيت في روايتي سينما ألدورادو عن شاب وسيم غني من أهل الصعيد يحلم بأن يكون نجما سينمائيا، فباع قطعة أرض من أراضيه الممتدة وسافر إلى القاهرة، فتلقفته ممثلة وأتت على نقوده كتبت في الرواية إن هذه الممثلة كانت تعيش في شقة مع راقصة معروفة اشتهرت بأنها،عندما ترقص، تلف بجسدها لفة كاملة فقال لي الدكتور “السعيد الورقي”: هذه الراقصة اسمها نبوية مصطفى، قلت: أعرف، لكن لا أستطيع أن أقول كل حاجة، فقال لي: هو أنت فيه حاجة ما ذكرتهاش؟
إنني معجب بنبوية مصطفى، وفي الأفلام القديمة التي تظهر فيها أحرص على مشاهدة رقصها، وهي عادة ما ترقص مصاحبة للمطرب أو المطربة اللذين يظهران في الفيلم، ويسلط المخرج الكاميرا عليها حينما يتوقف المطرب أو المطربة عن الغناء، ويرد عليه الكورس، وقتها أتمنى أن تطول فترة "الكورس" لأستمتع برقص نبوية مصطفى، وإنني، وقد يكون هذا عيب في، لا أستسيغ رقص تحية كاريوكا ولا سامية جمال ولا نجوى فؤاد، ولا أحرص على مشاهدة رقصهن ورقص الكثيرات ممن يظهرن في الأفلام القديمة، وأعجب بعد نبوية مصطفى براقصتين هما نعيمة عاكف وسهير زكي.
نعيمة عاكف وفرقة يا ليل يا عين
ويمضي “نصر” في حديثه: فنعيمة عاكف نادرة من نوادر الفن العالمي، ولدتها أمها في سيرك، عندما كانت أمها تعمل في سيرك عاكف، فأتقنت نعيمة كل أنواع الاستعرض، الرقص الشرقي والغربي والأكروبات وأعمال السيرك، وأجادت الغناء أيضا، وإنني أرى، وقد أكون مغاليا في رأيي هذا، أن نعيمة عاكف لها فضل في ظهور الرقص الشعبي المصري، فقد كانت نجمة فرقة "يا ليل يا عين" التي أسسها يحيى حقي لتشترك مصر بها في مسابقة الفنون الشعبية المقامة في الاتحاد السوفيتي، وفازت نعيمة عاكف بالجائزة الأولى على مستوى العالم، وكما يحدث دائما في مصر، نتحمس للفكرة، ثم تبرد الفكرة بمرور الوقت، فتبددت فرقة "يا ليل يا عين" بعد عودتها من الاتحاد السوفيتي، وذهب كل من فيها إلى حاله، فاستغل الأخوان رضا - علي ومحمود - فجمعا المتبقي من هذه الفرقة، وكونا فرقة رضا التي حققت نجاحا عالميا، كما أن الدولة عندما أرادت أن تؤسس سيركها القومي لجأت لنعيمة عاكف لتساعدهم في تكوين فرق الاستعراضات والأكروبات.
سهير ذكى تجمعت فيها كل مواصفات الراقصة الناجحة
لم يتبق ممن أعجب بهن من الراقصات سوى سهير زكي، فلا أخفي عنكم سرا، فأنا معجب برقصها الشرقي، وأسعد عندما أجدها في أحد الأفلام القديمة، وحكي لي الأستاذ عبدالرحمن فؤاد، المحامي، بأنه هو أول من شاهدها وهي ترقص، فأعجب برقصها وشجعها، وعبدالرحمن فؤاد فنان، كان عضوا في فرقة الدراويش التي كونها يوسف عوف ولتي ظهرت في فيلم حماتي ملاك وغيره من أفلام، فاهتم عبدالرحمن فؤاد بسهير زكي وقدمها للوسط السينمائي.
يُفضل في الراقصة أن تكون طويلة، وذات جسد عريض، وسهير فيها كل صفات الراقصة الناجحة. جسدها خلق للرقص، وفي وجهها ملاحة، كما أن أذنيها تتفاعلان مع الموسيقى الراقية بنجاح، فرقصت على موسيقى أغنيات أم كلثوم الأكثر رقيا.