ضد تهجير الفلسطينيين.. قطعًا
فى المؤتمر الصحفى المشترك، مع نظيره الكينى ويليام روتو، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأربعاء، أن تهجير الفلسطينيين «ظلم» لا يمكن أن نشارك فيه، وأن نسمح به، أو نتساهل بشأنه، وأكد أن ثوابت الموقف المصرى التاريخى من القضية الفلسطينية، والأسس الجوهرية التى يستند إليها هذا الموقف، لا يمكن أبدًا التنازل عنها بأى شكل من الأشكال، لافتًا إلى أن مصر حذرت، فى بداية الأزمة، من أن يكون الهدف هو جعل الحياة فى غزة مستحيلة، ليتم تهجير أهلها بعد ذلك.
للمرة المائة تقريبًا، تكرر الإعلان عن موقف مصر الثابت، مساء الثلاثاء، خلال اتصال تليفونى جرى بين الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، ونظيره الأمريكى ماركو روبيو. وتكرّر، أيضًا، صباح الأربعاء، حين استقبل وزير الخارجية وفدًا فلسطينيًا يضم حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والدكتور مجدى الخالدى، مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الدبلوماسية. وبشكل قاطع، أكدت مصر، فى بيان أصدرته وزارة الخارجية، الأحد الماضى، تمسكها بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، واستمرار دعمها صمود الشعب الفلسطينى على أرضه، وتمسكه بحقوقه المشروعة فى أرضه ووطنه، مشددة على رفضها أى مساس بتلك الحقوق، غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها، من خلال التهجير، أو تشجيع نقل، أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواء كان ذلك بشكل مؤقت أو طويل الأجل.
موقف مصر الثابت، التاريخى والراسخ، يعرفه القاصى والدانى والواقف بينهما، وتكفى الإشارة مثلًا، إلى أن تقريرًا صدر عن «خدمة أبحاث الكونجرس»، التى يعتمد عليها أعضاء مجلسى النواب والشيوخ الأمريكيين، أكد أن مصر ترفض أى سيناريوهات أو ترتيبات قد ينتج عنها إدخال فلسطينيى غزة إلى سيناء. وأوضح التقرير، الصادر فى ١٢ سبتمبر الماضى، أن «الإصرار على عدم تهجير الفلسطينيين إلى الأراضى المصرية»، هو أحد أهم محددات الموقف المصرى من الحرب فى غزة.
مع نظيره الأمريكى، تناول وزير خارجيتنا الشراكة الاستراتيجية الوثيقة بين مصر والولايات المتحدة، والرغبة المشتركة فى دفع علاقات التعاون الثنائية وتوطيد الشراكة وتعزيز جهود مواجهة التحديات الإقليمية المتعددة. ولدى استعراض تطورات اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، أكد الدكتور عبدالعاطى أهمية مواصلة تنفيذ كل بنود مراحله الثلاث، كخطوة أساسية لاستعادة الهدوء والاستقرار وبلورة أفق سياسى يسهم فى إنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى استنادًا إلى حل الدولتين.
شدّد وزير خارجيتنا، أيضًا، على أهمية عدم المساس بحقوق الشعب الفلسطينى الذى يحرص على البقاء على أرضه ورفض النقل أو التهجير خارجها، ومن ثمّ ضرورة احترام صمود هذا الشعب وحقه فى تقرير المصير. وهو ما شدّد عليه، مجددًا، خلال لقائه الوفد الفلسطينى، الذى حرص على الاستماع لتقديراته بشأن تداعيات التطورات الراهنة فى الضفة الغربية وقطاع غزة، مشددًا على دعم مصر حقوق الشعب الفلسطينى الرافض للتهجير أو النقل خارج أراضيه، مؤكدًا ضرورة السعى نحو التوصل لحل دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وبعد استعراض جهود مصر الرامية لتنفيذ كل بنود اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، شدّد الدكتور عبدالعاطى على وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة، وعلى دعم مصر الحكومة الفلسطينية، وأهمية تمكينها سياسيًا واقتصاديًا.
.. أخيرًا، وحسمًا للجدل، أو اللغط، أو «الهبْد»، الذى أثارته تصريحات مرتبكة، ومربكة، منسوبة للرئيس الأمريكى، لم يؤكدها البيت الأبيض ولم يصدر أى بيان بشأنها، طمأننا الرئيس السيسى، أمس، بأنه لا يمكن أبدًا التساهل، أو السماح بالمساس، بالأمن القومى المصرى، وقال إنه يعتزم العمل مع الرئيس ترامب على تحقيق السلام المنشود، القائم على حل الدولتين، معربًا عن ثقته فى الأخير الذى يرغب فى ذلك، وقادر على تحقيق هذا الهدف، الذى طال انتظاره، وإحلال السلام الدائم فى منطقة الشرق الأوسط.