رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد قصف المعمدانى.. كيف استهدف الاحتلال مستشفيات غزة منذ بدء الحرب؟

جريدة الدستور

سياسة ممنهجة اتبعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء حرب السابع من أكتوبر الماضي، وهى استهداف المستشفيات، من أجل إسقاط مزيد من الشهداء الذين لا يجدون العلاج من آثار القصف الإسرائيلي المتكرر، ما يؤدي إلى خروج تلك المستشفيات عن الخدمة، وتحول المصابين بها إلى شهداء بعد أيام قليلة.

وتتخذ إسرائيل حجة واهية باستهداف المستشفيات وهي أن أسفلها مخازن للسلاح تتبع حركة المقاومة الفلسطينية حماس، وفي كل مرة يتضح أن الأمر ما هو إلا حجة من أجل إسقاط مزيد من الضحايا وتدمير القطاع الصحي في غزة، التي وقعت في حصار مشدد من كل النواحي منذ بداية معركة طوفان الأقصى وإلى الآن.

 

قصف المعمداني

واتساقًا مع ذلك، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى المعمداني في مدينة غزة، ما أسفر عن شهداء ومصابين، إذ تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدافها للمستشفيات في قطاع غزة والضفة الغربية، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي.

واستشهد على الفور عقب القصف ثلاثة مواطنين وأصيب عشرة آخرون في مبنى المختبرات، وفي وقت سابق من اليوم، أعلن مستشفى جنين الحكومي عن توقف العمل بقسم غسيل الكلى بسبب قطع قوات الاحتلال الإسرائيلي التيار الكهربائي عن المستشفى.

وأعلن الاحتلال عن أن استهداف المستشفى المعمداني جاء بذريعة تواجد مسلحين لحماس، بيد أن وزارة الصحة الفلسطينية نفت هذه الاتهامات، لكن آلاف النازحين الذين يحتمون داخل المستشفى باتوا مهددين، وبعض العائلات آثرت المغادرة خوفًا من استهدافات أخرى من قبل الاحتلال.

 

ولم تكن المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال الإسرائيلي مستشفيات قطاع غزة، إذ سبق وتعمد ذلك داخل أغلب مستشفيات القطاع.

 

طبيب: «نتعرض للقصف طوال أوقات العمل»

الدكتور عمر طه، استشاري التخدير في مستشفى غزة الأوروبي، يوضح أن القطاع الطبي يعمل في ظروف صعبة للغاية، وأغلب المستشفيات بات يخرج عن الخدمة، نتيجة تعرض المباني للهدم أو قلة الكادر الطبي المتخصص في أغلب المجالات.

وأوضح أن الاحتلال يستهدف قصف المباني المتخصصة في المستشفيات والتي لا يكون لها بديل لدى الكادر الطبي، مثل معامل المختبرات أو أقسام الولادة، أو تخصصات الحروق، لذلك يلجأ الأطباء إلى استخدام بدائل غير صحية.

وبين أن قدرة الأطباء على التعامل مع ما يحدث من كارثة في قطاع غزة تكاد تكون 10% فقط، بسبب نقص كل الإمكانيات والتعرض للقصف المستمر وتأخر علاج الحالات، لا سيما الخطرة والذي يؤدي إلى تعرضهن للوفاة.

منذ 7 أكتوبر وحتى أبريل الماضي استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي 36 مستشفى وقرابة 160 مركزًا للرعاية الصحية في قطاع غزة، وبعد أسبوع من بداية عدوانها على القطاع أخرجت إسرائيل اثنين من مستشفيات شمال القطاع عن الخدمة، وحولت 5 مستشفيات أخرى إلى ملجأ لآلاف العائلات.

يضيف استشاري التخدير: «الكادر الطبي يعمل في ظروف غير آدمية، أسفل النيران ومن فوقه القصف الإسرائيلي والشظايا، وكل يوم تستهدف قوات الاحتلال مبنى جديد أو مستشفى من أجل تدمير القطاع الصحي بشكل كامل».

 

مجزرة المعمداني الأولى

لم تكن المرة الأولى التي تستهدف فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفيات القطاع، ففي 17 أكتوبر الماضي استهدفت قوات الاحتلال المستشفى المعمداني لتحصد أرواح قرابة 500 فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال ممن لجؤوا للمستشفى.

وبعد أقل من شهر حاصر الاحتلال مجمع الشفاء الطبي، بدعوى أن أسفلها مخزن لأسلحة حركة المقاومة، وعقب ذلك انتشرت مقاطع فيديو توضح أن الإدعاء الإسرائيلي لم يكن سوى حجة لمحاصرة المستشفى.