رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشلل والجدري المائي.. الأمراض تتفشى بين الأطفال في قطاع غزة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يعيش الأطفال في قطاع غزة وضع مأساوي للغاية؛ نتيجة الحرب التي أوشكت على إتمام عامها الأول بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية حماس، لا سيما أن النساء والأطفال هم الهدف الأول للاحتلال، وأصيب كثيرون منهم بالصدمات النفسية نتيجة الأهوال التي شاهدوها يوميًا ومازالوا خلال أيام الحرب.

وتشتت الأطفال بين الأمراض والإصابة، بسبب القصف الإسرائيلي المستمر، وتشديد الحصار من قبل قوات الاحتلال على قطاع غزة بالكامل منذ 7 أكتوبر الماضي 2023، وتعد أغلب الأمراض التي انتشرت بينهم تلك المتعلقة بنقص الغذاء أو انتشار الأمراض المعدية في وقت لا توجد فيه أمصال أو تطعيمات أو علاج.

حملة التطعيم ضد شلل الأطفال

واتساقًا مع ذلك، قالت وكالة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف إن حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في غزة وصلت إلى 189 ألف طفل، متجاوزة بذلك هدفها وموفرة نقطة مضيئة نادرة خلال الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 11 شهرًا.

وقالت اليونيسف إن أكثر من 500 فريق تم نشرهم في وسط غزة هذا الأسبوع، لإعطاء اللقاح للأطفال دون سن العاشرة، مضيفة أن إسرائيل وحماس التزمتا بفترات توقف محدودة في القتال لتسهيل الحملة.

وتأمل وكالات الأمم الآن في توسيع الحملة لتشمل المناطق الأكثر تضررًا في الشمال والجنوب من القطاع وتطعيم ما مجموعه 640 ألف طفل، في وقت حذر فيه خبراء الصحة من تفشي الأمراض في القطاع، حيث نزحت الغالبية العظمى من السكان غالبًا مرات عدة، وينتشر الجوع على نطاق واسع.

فما وضع الأمراض التي تصيب الأطفال في غزة الآن وكيف تتعامل معها الأمهات في ظل الحرب القائمة؟

الدكتور سليم عويس: “الأطفال أكثر فئة مصابة بالأمراض”

الدكتور سليم عويس، مسؤول الإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أوضح أن هناك أمراض متعددة منتشرة بين الأطفال في قطاع غزة، نتيجة تناول الطعام والشراب الملوث، وحتى ديسمبر الماضي سجلت المنظمة 360 ألف حالة مرض معدي.

وأضاف: “المنظمة ترسل التطعيمات والأدوية للاطفال، ولكنها لا تستوعب حجم الكارثة، فالعدد المذكور أقل من الواقع بسبب عدم التبليغ، لا سيما أن المياه الملوثة تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض المعدية في وقت خرجت فيه أغلب المستشفيات عن الخدمة”.

وأوضح أن الأطفال مصابون أيضًا بجدري الماء بكثرة، بسبب تلوث المياه وهناك أمراض جلدية شديدة الخطورة والمضاعفات مثل الجدري والجرب، وحالات الإصابة بشلل الأطفال والتهاب السحايا وأمراض الجهاز التنفسي في قطاع غزة.

حتى مايو الماضي، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إن 15 ألفًا و103 أطفال استشهدوا في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر 7 أشهر.

لقاحات وتطعيمات للأطفال

وأكد عويس، أن منظمة اليونيسف تدعم قرابة خمسة أنواع رئيسية ومختلفة من لقاحات الأطفال كي تصل إلى قطاع غزة كي تغطي الإمدادات كل اللقاحات التي يحتاجها الأطفال حتى عام قادم إلى جانب 6 لقاحات وتطعيمات أخرى حتى تتمكن من السيطرة على شلل الأطفال وكل الأمراض المتعلقة بتوقف تناول التطعيمات.

وأشار إلى أن كل تلك التطعيمات هدفها هو عدم تزايد أعداد الأطفال المصابين بالأمراض المتعلقة باللقاحات والتطعيمات والتي توقفت منذ بدء الحرب، بسبب عدم السماح بإدخال المستلزمات الطبية تحديدًا نحو قطاع غزة.