حكايات كودية الزار الشيخة "ملكة" مع الجن والعفاريت والبنت "البكر"
تعددت طبقات مدينة القاهرة التاريخية، فتعددت ملامحها ووجهها، واتسمت عبر تاريخها الممتد بالتنوع، فبين شوارعها وميادينها تري تاريخا متعدد الطبقات، مصريا قديما، مختلطا بالقبطي والعربي، خاصة في منطقة حي الجمالية، مسرح الأحداث وبطل حكايات كتاب “التراث الشعبي في القاهرة التاريخية”، الذي شارك في تأليفه كل من، د. فكري حسن، ود. مصطفى جاد. ومن بين أبطال الكتاب الشيخة “ملكة” كودية الزار.
حكايات الشيخة ملكة- كودية الزار
وعن احدى بطلات الكتاب، الشيخة ملكة كودية الزار، وعنها يذكر الكاتبان القصة وراءها: "دخلنا شارعا ضيقا جدا وعلى آخر الشارع بيت مفتوح وتجلس مجموعة سيدات من أعمار مختلفة أمام تليفزيون سألناهن على بيت الشيخة ملكة كودية الزار قلن لينا: الدور الثاني.
مدخل البيت متضرر من طفح المجاري عبرنا بصعوبة كبيرة وطلعنا على سلم ضيق وقدم ومتهدم جدا للدور الثاني وجدنا منزلا مفتوحا وتجلس سيدة عجوز جدا مريضة بالشلل الرعاش على كرسي أمام التليفزيون ومعها حفيداتها.
وقالت إنها الشيخة ملكة، وكانت تعمل كودية زار ولها فرقة كبيرة مكونة من سيدات ورجال ولكنها توقفت عن العمل بالزار بسبب مرضها بالشلل الرعاش منذ ثلاث سنوات.
ورثت كودية الزار الشيخة ملكة المهنة من عمها فكانت تذهب معه إلى حضرة الزار وبعد وفاة عمها احترفت هي المهنة وقامت بتكوين فرقة زار خاصة وذاعت شهرتها فكانت تسافر للخارج لأداء عروض عن الزار كموروث شعبي مصري.
وكان أفراد الفرقة يرتدون ملابس عادية ولكن المعمول لهم الزار يرتدون ملابس بيضاء ويقومون بإنشاد مديح النبي وأغان أخرى خاصة بهم لطرد الجان والشياطين وكان أكثر من يترددون عليها لعمل دقة زار هم المرضى كالمصابين بالشلل وبعد الزار تقول الشيخة ملكة إنهم كانوا يتعافون، أما الآن تشير إلى أن المرضى لا يتم شفاؤهم الآن بالزار قديما كانوا يتعافون أما الآن فلا حتى مع وجود العلاج قديما كان هناك بركة في كل شيء.
طقوس دقة الزار وطرد الجن والعفاريت
وقد روت الشيخة ملكة قصة من قصص المرضى التي أجرت لهم دقة زار فقديما كان الناس لا يعتقدون في العلاج بالأدوية وإن مرض أحدهم قالوا إنه ملبوس وعليه عفريت فقد كانت إحدى السيدات مريضة وتدعى “أمينة” كانت امرأة كبيرة بالعمر ومريضة جدا فقاموا بعمل دقة الزار لها حيث كان يتم إيقاد البخور والدق على الدفوف وكانوا يقومون بجعل المريضة تقفز كثيرا إلى أعلى وتطوف في دائرة حول مائدة اعتقادا منهم بخروج الجان منها بتلك الطريقة. ويقوم أفراد الفرقة بالدوران معها بالدفوف يطلقون صيحات خاصة بهم لطرد الجان وينشدون أغاني خاصة بهم وبعض منها أناشيد دينية ومديح نبوي ثم يقومون بذبح أي شيء أرنب أو دجاجة ويأخذون من هذا الدم ويلطخون ثيابها ووجهها وحوائط البيت، يطبعون بأيديهم كفا من الدماء وذلك اعتقادا منهم بأن المريض المعمول له الزار إذا فعل ذلك شعر بالراحة والطمأنينة وأنه سوف يتحقق له ما يريد سواء شفاء أو خلافه على سبيل أنه قدم أضحية للتعافي وقد شفيت من مرضها وذلك بعد عدة مرات من دق الزار.
وذكرت الشيخة ملكة كودية الزار، أن البنت البكر لا يجب دق الزار لها خوفا على سمعتها وحتى لا يتوقف سوقها كما يقولون.