مديحة كامل بعيدًا عن الأضواء.. "تهوى الرياضة وتصميم الملابس"
"أنا عنيدة وطيبة في نفس الوقت، فأنا عنيدة أمام رأيي الذي أقتنع به.. عنيدة إلى درجة من الممكن أن تكون ضدي، لكني طيبة حيث من الممكن أن أتحول إلى طفلة صغيرة، وهذه سمة الفنانين بداخل كل فنان طفل" هكذا صرحت الفنانة مديحة كامل عن شخصيتها كإنسانة في حوار لها بجريدة "شباب بلادي" عام 1988.
مديحة كامل بعيدًا عن الأضواء
وبعيدا عن الأضواء؛ فالفنانة مديحة كامل تميل إلى أمور أخرى، وهو ما أوضحته قائلة: أجيد تصميم وتنفيذ الملابس وأفهم جيدا في فن الديكور والتحف وأشياء كثيرة على رأسها الرياضة مثلا باعتباري بطلة رياضة سابقة، مؤكدة: لا شيء في الدنيا يعوضني عن فني، وهو لا ينفصل عني كإنسانة.
"وهل يعقل أن أتوقع أن تكون كل الأدوار الهامة والجيدة في السينما من نصيبي وحدي، بالعكس فلا تتصور مدى سعادتي عندما أشاهد أي عمل جيد، وحماسي أثناء متابعته وتعليقي على التفاصيل والمشاهد والأداء بفرحة مثل مشجعي مباريات كرة القدم مثلا" هكذا كشفت مديحة كامل (3 أغسطس 1948 - 13 يناير 1997) عن شعورها عندما تقدم زميلاتها أعمالًا فنية هامة.
ولمديحة كامل علاقة قديمة مع الكتابة، لافتة إلى أن علاقتها مع الكتابة قديمة وكانت تتم في صمت، وقد بدأت بخواطر قصيرة جدا، ثم تحولت هذه التأملات إلى خواطر طويلة، وبعدها بدأت في كتابة القصة، مستطردة: معظمها خواطر تعيسة، وقليل منهم مبتسم، وهذا عكس ما أومن به تماما.
مديحة كامل في أيامها الأخيرة
في أبريل من عام 1992 قررت الفنانة مديحة كامل ارتداء الحجاب واعتزال العمل في المجال الفني، وكان آخر أفلامها "بوابة إبليس"، الذي لم تستكمل تصويره لاعتزالها التمثيل، وأتلفت بعض مشاهده وتمت إعادة تمثيل المشاهد التالفة بواسطة "دوبليرة".
وطوال حياتها عانت مديحة كامل من مرض القلب، وأصيبت المرة الأولى بجلطة عام 1975 أثناء تصويرها مسلسل "الأفعى"، إلا أن حالتها الصحية ساءت قبل وفاتها بعام، وظلت طريحة الفراش لمدة عشرة أشهر بسبب ضعف عضلة القلب وتراكم المياه على الرئة بشكل مستمر، مما استدعى تواجدها في المستشفى لفترة طويلة.
وفي 13 يناير لعام 1997 المصادف الرابع من شهر رمضان توفيت الفنانة مديحة كامل في منزلها، بعد أن أدت صلاة الفجر جماعة مع ابنتها وزوج ابنتها، ثم خلدت للنوم، وتم العثور عليها متوفاة في ظهر اليوم التالي.