بعد لقاء "هنو" بسفيرها.. تاريخ العلاقات الثقافية بين مصر وكازاخستان

التقى الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، بالسفير خيرت لاما شريف، سفير كازاخستان لدى مصر، لبحث أُطر التعاون بين الجانبين في المجالات الثقافية والإبداعية، ومناقشة تبادل الخبرات الفنية والمعرفية وتنظيم الفعاليات الثقافية المشتركة.

كما تطرق اللقاء إلى مناقشة مقترح تنظيم فعاليات مشتركة بين الكتاب المصريين والكازاخ، والمشاركة في فعاليات الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، إضافة إلى تبادل عروض أفلام الأطفال بين البلدين بما تحمله من قيم تسهم في بناء النشء

وخلال السطور التالية؛ يستعرض "الدستور" العلاقات الثقافية بين مصر وكازاخستان.. 

أولا: بداية العلاقات الثقافية بين مصر وكازاخستان

كانت الزيارة الرسمية للرئيس نورسلطان نازارباييف لمصر خلال الفترة من 13 وحتى 16 فبراير لعام 1993 بمثابة حدث هام في واقع العلاقات الثقافية بين البلدين، وخلال المفاوضات أولى الجانبان اهتماما بالغا بالجوانب الانسانية والثقافية للعلاقات الكازاخستانية المصرية التي لها جذورها التاريخية وتقاليدها من قديم الزمان.

وبعد زيارة المسجد في القاهرة الذي يحمل اسم الظاهر بيبرس ذو الأصول الكازخية، اقترح الرئيس نورسلطان نازارباييف أن تقدم كازاخستان الأحجار شبه الكريمة هدية لترميم هذا الأثر المعماري الذي يعتبر تراثا مشتركا للشعبين، وبدورها اتخذت القيادة المصرية قرارا ببناء الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية على حساب مصر لتكون رمزا المودة وعلاقات الصداقة مع الشعب الكازاخستاني.

ثانيا: تاريخ العلاقات الثقافية بين مصر وكازاخستان

في مارس 2017 تم توقيع بروتوكول تعاون لعرض مجموعة من مستنسخات الأثار المصرية القديمة في معرض expo 2017 المقام بكازاخستان، وفي عام 2020 بحث حينها الدكتور جمال السعيد رئيس جامعة بنها مع الدكتور محمد الشحات الجندي، رئيس الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان، سبل التعاون بين الجامعة الإسلامية وجامعة بنها في البرامج المتشابهة في الجامعتين.

وفي عام 2022 كرم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الأئمة من دولة كازاخستان لاجتيازهم الدورة العلمية المتخصصة التي عقدتها الإدارة العامة للتدريب (إدارة التدريب عن بعد) للأئمة والمؤذنين من دولة كازاخستان عن الفترة من 14/5/2022 إلى 21/5/2022، وذلك بحضور نوريزباي تاغانولي أوتبينوف المفتي العام ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان، ومساعده، ونائب رئيس الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان، حيث أشاد الجميع قيادات وأئمة بمستوى هذه الدورات.

وفي نفس العام التقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالرئيس نور سلطان نزارباييف، الرئيس السابق وأول رئيس لدولة كازاخستان، وذلك بمقر المسجد الكبير، أكبر مساجد كازاخستان وآسيا الوسطى بالعاصمة الكازاخية نور سلطان، من جانبه، أعرب فضيلة الإمام الأكبر، عن تقديره لجهود الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف، وسعادته بلقائه للمرة الرابعة، حيث كانت المرتان الأولى والثانية أثناء فترة تولي فضيلته رئاسة جامعة الأزهر، مشيرًا إلى أن ما يزيد هذا اللقاء جمالا هو تواجدنا واجتماعنا في بيت من بيوت الله؛ الجامع الكبير، والذي يعد تحفة معمارية إسلامية راقية، مضيفا فضيلته: "منذ لحظة دخولي لهذا الصرح الإسلامي، ورؤية أبناء المسلمين الكازاخيين بوجوههم البشوشة الجميلة، فكرت أن يقوم الأزهر بدوره وأن ندعم هذا الصرح الإسلامي بنخبة من أساتذة وعلماء الأزهر لتعليم النشء والأطفال تلاوة القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية، ليكون هذا المسجد أكبر صرح إسلامي يخدم أبناء كازاخستان وآسيا الوسطى.

وفى ضوء احتفالات جمهورية كازاخستان بذكرى مرور 800 عام على ميلاد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس والذي تعود أصوله إلى كازاخستان في آسيا الوسطى، أكد السفير الكازاخي على أهمية التعاون بين الجامعات المصرية ونظيرتها فى كازاخستان؛ للاستفادة من خبرات أساتذة مادة التاريخ بالجامعات المصرية فى إحياء تلك الذكرى الهامة، وحضر اللقاء جينيس أورازاليف مستشار سفارة كازاخستان بالقاهرة، وأصيلخان أميروف سكرتير أول بالسفارة.

فى عام 2023 التقى الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وفدًا من سفارة كازاخستان بالقاهرة، ضم: خيرات لاما شريف سفير كازاختسان، جينيس مستشار بالسفارة، وذلك لبحث سبل التعاون والثقافي المشترك بين الجانبين.

وتناول اللقاء التعاون في المجالات المتعددة مثل: التعاون العلمي المشترك في مجال تحقيق التراث العلمي سواء في الجانب الفقهي الأصولي العقدي أم غيره من فروع العلوم الشرعية المتنوعة، كما تطرق الحديث إلى المؤتمر المقرر انعقاده بخصوص السلطان الظاهر بيبرس، بالإضافة إلى التعاون المشترك بين المجمع وبين المراكز العلمية بكازخستان. 

وفي 5 يونيو لعام 2023 التقت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة حينها، أسخات أورالوف، وزير الثقافة والرياضة والسياحة بجمهورية كازاخستان، والوفد المرافق له، لبحث آليات دعم التعاون الثقافي بين الجانبين، وذلك ضمن زيارة وفد كازاخي رفيع المستوى لمصر في إطار الاحتفال بمرور 30 عام على العلاقات الدبلوماسية بين مصر وكازاخستان.

كما شهدت الكيلاني، فعاليات الحفل الموسيقي الفني الذي أُقيم بدار الأوبرا، ضمن فعاليات أيام الثقافة لجمهورية كازاخستان في مصر، بحضور المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ  المصرى، ونظيره، مولين أشيمباييف، رئيس مجلس الشيوخ "السينات" ببرلمان كازاخستان، ووزير الثقافة والرياضة والسياحة، أسخات أورالوف، ووعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية بمصر.

وقبيل الحفل، افتتحت الدكتورة نيفين الكيلاني، معرضًا للمقتنيات التراثية والحرف اليدوية الكازاخية، ببهو المسرح الكبير، ضم مجموعة من الصور الفوتوغرافية والملابس والمشغولات اليدوية تعكس الهوية الثقافية لدولة كازاخستان.

وفى أبريل من العام الجاري التقت الكيلاني، السفير خيرات لاما شريف، سفير كازاخستان لدى القاهرة، لبحث آليات دعم التعاون الثقافي بين الجانبين.

ومن جهته؛ أوضح السفير الكازاخي، حرص بلاده على تعزيز التبادل الثقافي مع وزارة الثقافة خاصة بعد النجاح الذي شهدته أيام الثقافة لجمهورية كازاخستان فى مصر يونيه الماضي، مؤكدا أهمية استثمار القوة الناعمة في دعم العلاقات المصرية الكازاخية القائمة بين الجانبين، بالعديد من المجالات، ومنها الثقافي، وأهمية مواصلة جهود التعاون لإحداث التقارب المنشود بين الجانبين، واستثمارًا لما تزخر به الدولتان من تراث حضاري ثقافي عريق.