رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات من حياة فريد الأطرش.. "كان يحبس نفسه ليتدرب على العود

فريد الأطرش
فريد الأطرش

مسيرة فنية طويلة خاضها الموسيقار الراحل فريد الأطرش، إلى أن أصبح من أعلام الفن، وترك بصمات واضحة في الموسيقى والغناء العربي، بدأها في سن الخامسة عشر تقريبا، وتحديدا بعد مجيئه إلى مصر مع أمه وأخوته هاربين من جبال الدروز والذي كانت يد الاحتلال الفرنسي تطولها، والتحق برفقة أخيه الأكبر فؤاد وأخته أسمهان بمدارس الراهبات بالخرنفش بالقاهرة، وهناك تعلم كل فريد وأسمهان أصول التدريب الصوتي الغنائي العالمي على أيدي الأساتذة من الرهبان الذين كانوا يقومون بتدريس الموسيقى والتراتيل والأغنيات الأوبرالية الصغيرة.

حكايات فريد الأطرش

حياة فريد الأطرش مليئة بالحكايات المثيرة، ومن بينها أنه كان يحبس نفسه في المدرسة ثم في المنزل كي يتدرب على آلة العود ما لا يقل عن ثماني ساعات يوميا، ومن هنا اكتسب هذه البراعة الكبيرة في أداء المقطوعات ذات التقنية الصعبة على آلة العود، حتى عندما ذهب طالبا لدراسة أصول الموسيقى الشرقية بمعهد فؤاد الأول للموسيقى، استمع إليه وشجعه كل من محمد القصبجي ورياض السنباطي ومدحت عاصم وشجعوه على مواصلة التدريب والذي حقق فيه بالفعل أعلى مستوى حتى آخر يوم في حياته في العزف على هذه الآلة.

صداقة فريد الأطرش وعبد الناصر 

علاقة صداقة قوية ومثيرة جمعت بين الموسيقار فريد الأطرش والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فهي من الحكايات المثيرة في حياته، فقد كان معروفا عن الزعيم عبد الناصر معروفا عنه أنه دائما ما يسعى لتكريم الفنانين، وخاصة فى المناسبات القومية، وكان من هؤلاء ضمن الفنانين فريد الأطرش، فقد منحه وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، تقديرا لخدماته في الموسيقى العربية.

غنى فريد الأطرش أغنيات للزعيم الخالد جمال عبد الناصر، وعن السد العالي وفلسطين وغيرها، ومن المعروف أنه في عام 1945 كانت الثورة المصرية قد فتحت باب التبرعات لتسليح الجيش المصري، وقتها استقبل الرئيس عبد الناصر فريد الأطرش الذي تبرع آنذاك بمبلغ عشرة آلاف جنيه، وكان بذلك أول فنان يساهم بهذا المبلغ الكبير حبا في الثورة المصرية والوطن العربي الذي كان يعيش فوق أرضه، وقد أحبه عبد الناصر كثيرا وعمل على تذليل المشكلات التي واجهته في بعض الأحيان بالإذاعة والتليفزيون.

وكان فريد الأطرش أول فنان تنتقل أغنياته إلى أوروبا، مثل "يا زهرة في خيالي" وغيرها، وهو الأول أيضا الذي قام بتوزيع موسيقى عالمي لتوزيع أغنياته، وهو الفنان فرانك بورسل الذي قام بتوزيع عشرة أغنيات لفريد الأطرش على أول أسطوانة تصدر لفنان عربي بالعاصمة الفرنسية باريس في منتصف الخمسينيات.