رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علي عبد الخالق يكسر الصمت.. قراءة في معالجته لظاهرة "الصوفة"

علي عبد الخالق
علي عبد الخالق

رغم أن فيلمه “أغنية على الممر”، كان تجربته الإخراجية الأولى، إلى أن المخرج علي عبد الخالق، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 2022، قد جاء في قائمة أفضل فيلم سينمائي مصري في القرن العشرين، والتي جاءت حسب استفتاء شارك فيه العشرات من النقاد المصريين عام 1996 تحت إشراف الكاتب سعد الدين وهبة.

كما تضمت نفس القائمة فيلما آخر للمخرج الكبير علي عبد الخالق، وهو فيلم “العار”، من إنتاج عام 1982، وقام ببطولته ثلاثة من أبرز نجوم النصف الثاني من القرن العشرين، نور الشريف، محمود عبد العزيز، وحسين فهمي.

علي عبد الخالق والذي قدم للسينما المصرية حوالي 38 فيلما نصفها يعد من روائعها، بداية من أغنية على الممر، النمس، عتبة الستات، البيضة والحجر، درب الرهبة، اغتصاب، الحقونا، الوحل، أربعة في مهمة رسمية، جري الوحوش، بئر الخيانة، شادر السمك، الحناكيش، مدافن مفروشة للإيجار، إعدام ميت، الكيف، المزاج، السادة المرتشون، وغيرها العديد.

هكذا عالج المخرج علي عبد الخالق قضية "خلط الأنساب"

وعلى شهرة العديد من أفلام المخرج علي عبد الخالق، إلا أن فيلمه “عتبة الستات”، والذي قدمه في العام 1995، عن قصة وسيناريو وحوار للكاتب محمود أبو زيد والذي تعاون معه في أكثر من عمل فني، وقام ببطولته نبيلة عبيد وفاروق الفيشاوي. 

تناول عبد الخالق قضية شائكة لكنها متواجدة في المجتمع بل وتكاد تكون متوارثة في بعض المناطق في مصر، ألا وهي خلط الأنساب، والتي تتسبب فيها لجوء النساء اللائي لا ينجبن إليها، وتعرف بـ “الصوفة”.

تدور أحداث الفيلم حول زوجين ــ دكتورة سهير فاضل وعاصم الخرابشة"، يعيش الزوجين حياة سعيدة هادئة لا ينغصها إلا تأخر الزوجة في الحمل، وهو ما ترفضه الحماة وتحرض ابنها عاصم علي الزواج من أخري، إلا أنه يرفض. 

يلجأ الزوجين إلى الاستشارات الطبية التي تثبت أن “سهير” لا يوجد لديها أية موانع للحمل، وعندما تخبره بالنتيجة يذهب للطبيب وبعد العديد من الفحوصات التي تؤكد عدم قدرته علي الإنجاب، لكنه لا يخبر زوجته. مع كثرة المشكلات بينها وبين أم زوجها، تلجأ الطبيبة إلي وسائل الشعوذة والدجل من خلال الشيخة “هناجاة” التي تقنعها أنها قادرة على أن تجعلها تنجب. 

تفاجأ سهير بالحمل، فيثور الزوج الذي يتهمها بالخيانة ويطلقها، بل ويرفض الاعتراف بالطفل الذي تحمله في أحشاءها، لا يكون لسهير سند إلا والدها الذي تحكي له قصة الشيخة “هناجاة”، وهنا يقدم الأب بلاغا للجهات المسئولة فتداهم الشرطة منزل الدجالة وخلال اعترافاتها تكتشف الدكتورة سهير ووالدها أن هذه السيدة المحتالة تلجأ لما يعرف بـ “الصوفة” من خلال الحصول علي السائل المنوي لرجال تستأجرهم لهذا الغرض دون أن تعرف السيدات اللائي تخدعهن بقدرتها علي جعلهن يحملن، بعد أن تضع لهن المخدر في شراب تقدمه إليهن فيغبن عن الوعي لتتم عملية الصوفة.