دور الأفلام والموسيقى والفنون الشعبية في تعزيز صورة مصر على الساحة الدولية
يشكل الفن ركيزة أساسية في بناء الإنسان والحضارات وتعزيزها، فهو ليس مجرد تعبير عن الجمال بل هو وسيلة قوية تساهم في تشكيل وتوثيق الهوية الثقافية للأمم والشعوب ، فمن خلال الفن أمكن للمجتمعات التواصل والتفاهم بصورة عميقة وبناء جسور وروابط قوية بين الأفراد والثقافات المختلفة فمن خلاله يمكن للأفراد التعبير عن أفكارهم.
ويعتبر تصدر مصر قائمة أكثر 10 دول أفريقية ذات التأثير الأكبر من حيث القوة الناعمة في العالم للعام الجاري، وفقًا لمؤشر القوة الناعمة العالمي الصادر عن شركة الاستشارات العالمية "براند فاينانس" ليس من فراغ، بل للتأثير الثقافي الذي أحدثته ولا تزال تحدثه في محيطها.
فقد استطاع الفن المصري، بكافة ألوانه وأشكاله أن يحقق انتشارا للثقافة المصرية في محيطها العربي بجناحيه الأفريقي والأسيوي.
ونوضح في التقرير التالي أهمية الفن في تعزيز صورة مصر
صوت أم كثوم رابطة وثيقة من المحيط للخليج
منذ أن انطلق صوت أم كلثوم لم يقف حدوده على مصر فقط، بل طاف في كل الدول العربية من المحيط إلى الخليج، حتى أنها نالت لقب “كوكب الشرق” من بين عديد من الألقاب التي حازتها. وأن يأتي صوت أم كلثوم منسابا في خلفيات المئات من الأفلام السينمائية مهما تعددت جنسياتها، لهو دليل على الأثر الذي تركه الفن المصري وصبغ به غيره من فنون محيطها الجغرافي هذا الأثر الذي استغلته أم كلثوم في حفلاتها التي كرستها من أجل دعم المجهود الحربي عقب هزيمة 67.
هكذا سادت اللهجة المصرية على جناح الفن المصري
أجمع العشرات من علماء اللغة واللهجات وعلماء الاجتماع، على أن الثقافة المصرية وخاصة اللهجة العامية المصرية، دخلت بيوت الملايين من العرب عن طريق الأفلام السينمائية والمسلسلات والأغاني.
القاهرة هوليوود الشرق
منذ مطلع القرن العشرين ودخول الفن السينمائي إلى المنطقة العربية، كان لمصر والفن السينمائي المصري الريادة والسبق، فكانت أولى دور العرض، وأولى الإنتاجات السينمائية في مصر، حتى حرص كل نجوم الفن في العالم العربي أن تكون انطلاقتهم من القاهرة، التي لقبت بهوليوود الشرق، فإلى مصر جاء فريد الأطرش وشقيقته أسمهان، نجاح سلام ونور الهدي، وردة ولطيفة هند صبري وظافرعابدين وغيرهم العشرات.
معرض القاهرة الدولي للكتاب قبلة المبدعين العرب
ولا أدل عن مدى قوة تأثير القوى الناعمة المصرية في محيطها أكثر من معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي يحرص العشرات من الكتاب والمثقفين من المبدعين العرب على المشاركة في فعالياته، حتى أن بعضهم يأتي ويقيم طيلة فترة المعرض على نفقته الشخصية إذ لم يصبه الحظ وتوجه إليه دعوة رسمية من إدارة المعرض.
وقس على هذا الكثير، من مؤتمر الرواية العربية، مرورا بمهرجانات الموسيقى العربية، ومهرجان الطبول الدولية والذي تشارك فيه حتى آخر دوراته العشرات من الدول الإفريقية والعالمية.
ولا ننس فرقة رضا للفنون الشعبية والاستعراضية التي عبرت عن الفن المصري والثقافة المصرية وكانت واجهة مشرفة للإبداع المصري ولا تزال في كل محفل إقليمي وعالمي.