خرج من محل ملابس بحراسة "البوليس".. مواقف طريفة لـ عبد المنعم مدبولي
كان الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي (28 ديسمبر 1921 - 9 يوليو 2006)، يتمتع بكاريزما خاصة أكسبته حب الملايين في مصر والعالم العربي، فقد مارس التمثيل أكثر من 50 عاما وشكّل مدرسة كوميدية مستقلة في الضحك الراقي، وأسس العديد من الفرق المسرحية مثل "المسرح الحر" عام 1952 و"الكوميدي" 1963 و"الفنانين المتحدين" 1966، و"المدبوليزم" 1975.
وكانت حياة "مدبولي" مثل مسرحياته، مليئة بالمواقف الطريفة والكوميديا التي كان حريصا على أن يفجرها في أي مكان يذهب إليه، وفي أغلب حواراته كان مدبولي يستمتع بحكاية هذه الذكريات التي تفوق الخيال أحيانا في غرابتها، وهو ما نستعرض أبرزها خلال السطور التالية.
استقل سيارة نقل "لوري" ليلحق بعرض "بمبة كشر"
يحكي مدبولي في أحد حواراته أنه ذات يوم وبينما كان يصور فيلما في القاهرة وبمجرد الانتهاء منه أسرع للسفر للإسكندرية مع حسن مصطفى وجمالات زايد، ويضيف: كنا نستقل القطار للحاق بالمسرح لعرض مسرحية "بمبة كشر" على مسرح سيد درويش، إلا أن القطار تعطل عند قرية صغيرة اسمها "دشنا"، وهي منطقة نائية لا يوجد بها تليفون فذهبت لسائق القطار لأستنجد به فتطوع الرجل ورافقنا على الطريق العمومي وأوقف لنا سيارة نقل لوري وطلب من سائقها توصيلنا للإسكندرية فجلست أنا وجمالات زايد على موتور السيارة بجوار السائق لعدم وجود أماكن، بينما جلس حسن مصطفى فوق "اللوري" في الهواء الطلق، وفجأة سمعنا صوت ارتطام قوي فهبطنا ولم نجد حسن مصطفى وروحنا أنا وجمالات نبحث عنه في الصحراء، بينما تركنا السائق وانصرف وظللنا أكثر من ساعتين حتى عثرنا عليه فوق الرمال وهذا من حظه، وذلك لكونه رجل "طفس" من يومه انشغل بالطعام حتى وهو جالس فوق اللوري فاختل توازنه وتوجهنا للعرض متأخرين ساعتين كاملتين وقدمنا العرض دون حسن مصطفى الذي منعته الإصابة من العمل.
وقع في البحر أثناء تصوير "عالم مضحك جدا"
وفي إحدى الحوارات يقول عبد المنعم مدبولي: أثناء تصويري فيلم "عالم مضحك جدا" مع فؤاد المهندس وشويكار، وإخراج حسام الدين مصطفى، تطلب الأمر تصوير بعض المشاهد داخل مركب في عرض البحر ويومها طلب المخرج أن نبتعد قليلا عن الشاطئ وبدأ التصوير واندمجت أنا وفؤاد المهندس مما أدى لانقلاب المركب وكادت تحدث كارثة لأننا لا نجيد السباحة، إلا أن عناية الله كانت أقوى، فقد تصادف وجود مركب به مجموعة من الغطاسين قاموا بانتشالنا وإخراجنا إلى الشاطئ، وفوجئنا بالمخرج حسام الدين يسألنا باستغراب "انتوا مبتعرفوش تعوموا"، وظهرت عليه علامات الدهشة والاستنكار ولسان حاله يقول "في حد مبيعملش يعوم"، وبدأ يحدثنا عن فوائد السباحة، المهم قمنا بتغيير ملابسنا لإعادة تصوير المشهد المطلوب وتولى المخرج مهمة شرح المشهد وأصر على مرافقتنا إلى المركب ليكون الشرح على الطبيعة، وفجأة انزلقت قدمه وسقط في البحر لنكتشف أنه لا يجيد السباحة وبعد انتشاله، قلت له "مش أنت من بورسعيد ولازم تجون بتعرف تعوم؟!".
خرج من محل ملابس بحراسة "البوليس"
موقف آخر يذكره عبد المنعم مدبولي في أحد حواراته قائلًا: ذات يوم توجهت إلى محل ملابس لشراء بعض الاحتياجات وبمجرد أن عرف الناس أنني في هذا المحل حتى تجمعوا لمشاهدتي، وكادت تحدث أزمة بسبب اندفاع الجمهور ناحية زجاج المحل حتى أنتي لم أستطع الخروج من شدة الزحام، فما كان من صاحب المحل سوى الاتصال بالبوليس وطلب منهم الحضور لإخراجي وهذا ما حدث بالفعل، فقد حضرت سيارة الشرطة وخرجت في حراسة رجال البوليس وبعدها انتشرت شائعة أن البوليس السياسي اعتقل عبد المنعم مدبولي.