113 عاما على ميلاد المؤرخ حسين مؤنس.. أبرز كتبه
113 عاما على ميلاد المؤرخ حسين مؤنس، الذي ولد في 28 أغسطس لعام 1911 بمدينة السويس، وتعهده أبوه بالتربية والتعليم، فشب محبًا للعلم، ونال الشهادة الثانوية في التاسعة عشرة من عمره، والتحق بكلية الآداب وتحديدا قسم التاريخ، ولفت بجده ودأبه في البحث أساتذته، وتخرج عام 1934 متفوقًا على أقرانه وزملائه.
لم يعين حسين مؤنس بعد تخرجه في الكلية؛ لأنها لم تكن قد أخذت بعد بنظام المعيدين، فعمل مترجمًا عن الفرنسية ببنك التسليف، واشترك في هذه الفترة مع جماعة من زملائه في تأليف لجنة أطلقوا عليها "لجنة الجامعيين لنشر العلم" وعزمت اللجنة على نشر بعض ذخائر الفكر الإنساني، فترجمت كتاب "تراث الإسلام" الذي وضعه مجموعة من المستشرقين، وكان نصيب حسين مؤنس ترجمة الفصل الخاص بإسبانيا والبرتغال، ونشر في هذه الفترة أول مؤلفاته التاريخية وهو كتاب "الشرق الإسلامي في العصر الحديث" عرض فيه لتاريخ العالم الإسلامي من القرن السابع عشر الميلادي إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى، ثم حصل على درجة الماجستير برسالة عنوانها "فتح العرب للمغرب" عام 1937.
تقلب حسين مؤنس في وظائف مختلفة، وشد رحاله إلى بلاد متعددة، ولكن ذلك كله لم يشغله عن التأليف والتصنيف الكثير في عدده، الغزير في مادته، العميق في تناوله، والمتنوع في موضوعاته، وهو ما نستعرضه خلال السطور التالية.
الكتابة التاريخية
لحسين مؤنس مؤلفات في الكتابة التاريخية ومنها: كتابه الجامع "فجر الأندلس" وهو حجة في موضوعه، استقصى فيه الفترة المبكرة من تاريخ الأندلس في عمق ودقة، كتاب "تاريخ المغرب وحضارته من قبل الفتح العربي إلى بداية الاحتلال الفرنسي" في مجلدين كبيرين، "معالم تاريخ المغرب والأندلس"، طبع عدة طبعات، منها الطبعة الخامسة عام 2000.
وكذلك كتاب "تاريخ الجغرافية والجغرافيين في الأندلس"، صدر عام 1967 في مدريد بإسبانيا، وأعيد طبعه بالقاهرة في عام 1986، وكتابه "أطلس تاريخ الإسلام" حيث أخرج هو ومجموعة من الباحثين كتاب يجمع ويشرح حركة الفتوح الإسلامية عن طريق الخرائط وأتجاه توسع الدولة الإسلامية وفترات تقزمها مع ملخص تاريخي مختصر.
ولحسين مؤنس كتب متنوعة في الحضارة الإسلامية وفلسفة التاريخ، مثل: "التاريخ والمؤرخون" وكتاب "الحضارة" الذي تصدر أول أعمال سلسلة "عالم المعرفة" التي تصدرها الكويت، و"الإسلام حضارة"، و"الإسلام الفاتح"، وتناول فيه البلاد التي فتحت دون حرب مثل إندونيسيا ووسط إفريقيا، و"عالم الإسلام" وهو نظرات في سكانه وخصائصه وثقافته وحضارته، وكتاب "المساجد" وهو يصور فيه دورها في بناء الجماعة الإسلامية، ويفيض في تاريخها وتطورها وطرزها المعمارية، و"أطلس تاريخ الإسلام" وهو من أعظم أعماله وأصدقها على صبره ودأبه، و"ابن بطوطة ورحلاته"، و"دراسات في السيرة النبوية"، و"دستور أمة الإسلام".
لم يكن التاريخ المصري الحديث بعيدًا عن قلمه، فوضع فيه مؤلفات قيمة، يأتي في مقدمتها "مصر ورسالتها" وهو دراسة في خصائص مصر ومقومات تاريخها الحضاري ورسالتها في الوجود، و"دراسات في ثورة 1919"، و"باشوات وسوبر باشوات" يرسم فيه صورة مصر في عهدين وينقد فيه ثورة يوليو ومعظم رجالاتها، و"جيل الستينيات"، كما أن له ترجمة بديعة لنور الدين محمود بطل الحروب الصليبية، صور فيه طموحة وجهاده من أجل تحقيق الوحدة الإسلامية لمواجهة الخطر الصليبي، ويجري في هذا المضمار كتابه "صور من البطولات العربية والأجنبية".
تحقيق التراث
وأخرج حسين مؤنس طائفة من الكتب في مجال تحقيق التراث، استهلها بتحقيق كتاب "رياض النفوس" لأبي بكر المالكي، وهو في تراجم فقهاء إفريقية وعلمائها في الحقبة الأولى من تاريخها، "أسنى المتاجر في بيان أحكام من غلب على وطنه النصارى ولم يهاجر" للونشريسي، وهو كتاب مهم في بيان الأحوال الاجتماعية للعرب المدجنين الذين بقوا في إسبانيا بعد سقوط غرناطة، "الدوحة المشتبكة في ضوابط دار السكة" لأبي الحسين علي بن يوسف الحكيم، "الحلة السيراء" لابن الأبار في مجلدين، وهو يترجم لأعلام الأندلس والمغرب حتى القرن السابع الهجري.