رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلاده.. وسط البلد ومقاهيها بعيون مكاوي سعيد

مكاوي سعيد
مكاوي سعيد

تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الراحل مكاوي سعيد (المولود في 6 يوليو 1956)، والذي اشتهر بتجسيده عالم وسط البلد وأصدقاء المقاهي وملامح القاهرة في عدد من أعماله الأدبية، فكيف كان يرى مكاوي سعيد وسط البلد ومقاهيها؟

القاهرة في قلب مكاوي سعيد

يتساءل مكاوي سعيد في كتابه "القاهرة وما فيها" حول ما دفعه للكتابة عنها: هل لأنها عاصمة الوطن العربي كما يقول البعض؟ أو لأنها عاصمة مصر أم الدنيا كما علمونا وفطمونا عليها منذ الميلاد؟  

فتأتي إجابته واضحة وبسيطة ومؤثرة في الوقت نفسه، في كتابه "القاهرة ومافيها": أنا أحب القاهرة لأني ولدت في عاصمتها الفخرية "منطقة وسط البلد" التي عشقت أماكنها وتاريخها وأرواح ساكنيها الراحلين التي تجوب طرقها وأسبلتها كل ليلة، والمقيمين فيها الذين يتجولون ويتجادلون ويضيفون إليها أو ينتقصون منها، وكتبت عنها كتابي "مقتنيات وسط البلد"..

وسط البلد ومقاهيها بعيون مكاوي سعيد

وإذا انتقلنا إلى كتابه "مقتنيات وسط البلد"، نجد "وسط البلد" ومقاهيها وأصدقاء المنطقة وحكاياتهم المتنوعة في حديثه الدائم، فيقول في كتابه مقتنيات وسط البلد": "بعض الشباب من فنانين وكتاب وممثلين ومغنين كانوا يتخذون من ميدان التحرير ومقاهيه ومحلاته مركز إيواء لهم.. يتناقشون ويتحاورون ويتجولون ليلا ونهارًا حتى ينتهي بهم اليوم مجهدين متعبين في انتظار المبيت عند صديق، غالبًا لا يجئ".

وروي في كتابه "مقتنيات وسط البلد"، حكايات وأحاديث 41 شخصية من ذوي الوجوه المألوفة في جلسات المثقفين أو على أطرافها، قائلًا عنهم: بعض هذه الشخصيات كان موهوبًا وفضل الصعلكة على الموهبة، وبعضهم تكسرت طموحاته بيده أو بيد غيره فانطوى على نفسه أو أصابه الجنون أو مات أو ابتعد، وبعضهم آثر السكينة وظل يغرف من حكمة الحياة الصافية.

ويرصد مكاوي سعيد كل شبر في منطقة وسط البلد، حيث يشمل حديثه عن مقاهي ومطاعم وبارات ومنتديات ثقافية نشطت في "وسط البلد" في منتصف السبعينيات وأوائل الثمانينيات، تلك الأماكن التي منها ما يزال قائمًا يحتفظ ببريقه ومنها ما انسحب تمامًا من الصورة بعد أن أزاحته محلات الأحذية أو الوجبات السريعة، ومنها ما تدهور حاله، وإن ظل محتفظًا باسمه ومكانه.

وساهم الفنان عمرو الكفراوي، في كتابه "مقتنيات وسط البلد" عددًا من اللوحات الموازية لتلك النصوص والتي عبرت كثيرًا عن روح هذا العالم الثري.

أبرز أعمال مكاوي سعيد الأدبية

ورحل مكاوي سعيد عن عالمنا 2 ديسمبر 2017، تاركًا إرثًا ثقافيًا كبيرًا من الأعمال الأدبية، إضافة إلى هذه الأعمال المذكورة، صدر لمكاوي سعيد، عددًا من الكتب، أبرزها أن تحبك جيهان، فئران السفينة، تغريدة البجعة،، الركض وراء الضوء، راكبة المقعد الخلفى، حالة رومانسية.

وحصد مكاوى عددًا من التكريمات والجوائز المرموقة، حيث نال جائزة الدولة التشجيعية في الرواية 2008 عن رواية "تغريدة البجعة" إضافة إلى الجائزة الأولى للرواية في مسابقة سعاد الصباح للإبداع العربي عام 1991 عن رواية فئران السفينة، ووصلت روايته "تغريدة البجعة" إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام 2007.