مكتبات المثقفين 38
شهدي عطية: أي كتاب يحمل فائدة مرجعية لا يمكن الاستغناء عنه (حوار)
تعد المكتبة من أبرز ما تجده في منازل الكتاب والمثقفين، بل تكاد منازل بعضهم تتحول إلى مكتبات يعيشون فيها وحول مكتبات المثقفين، وكم فقدوا منها خلال تنقلاتهم وأسفارهم وهل يُعير الكاتب كتبه أو يستعيرها، وغيرها من المحاور يقدمها "الدستور" في سلسلة حوارات مكتبات المثقفين.
ففي الحلقة الـ 38 من حلقات سلسلة حوارات مكتبات المثقفين يحدثنا الكاتب الشاب شهدي عطية عن مكتبته وأول كتاب اقتناه، وما الكتاب الذي لا يستطيع الاستغناء عنه وأهم الكتب في مكتبته وغير ذلك؟.
متي اشتريت أول كتاب؟
صراحة لا أستطيع ان أتذكر أول كتاب اشتريته لأني نشأت في بيت به مكتبة تضم العديد من الكتب وخاصة الكتب اليسارية واتذكر أن من أوائل الكتب التي فتحت عيني عليها كان كتاب " المثال مختار" للدكتور بدر أبو غازي واعترف أنني وقتها لم أكن أفهم شيئا سوى الفرجة على الصور التي تملأ الكتاب وهى صور تماثيل وأعمال الفنان مختار، كذلك كتاب عشرة أيام هزت العالم لجون ريد وأيضا كنت لا افتح الكتاب سوى للفرجة على الصور، حتى كبرت وبدأت القراءة، وبطبيعة الحال فأنا لم أعش طفولة قراءية كمعظم أقراني وعندما كنت أطلب كتب أطفال كانت تأتي إلي مجلدات الأدب الروسي للأطفال واتذكر منها مجلد" الصبي المطاط" وهو عبارة عن مجموعة مختارة لأشهر الأدباء الروس كتبوها للأطفال ومازلت أحتفظ بكل هذه الكتب حتى اليوم.
ما أهم الكتب في مكتبتك؟
اقتني الأعمال الكاملة لمعظم المفكرين مثل طه حسين والعقاد والدكتور هيكل وزكي نجيب محمود وغيرهم وكذلك الاعمال الكاملة لنجيب محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم وتشيخوف وجوركي وغيرهم، وهنا أود الإشارة للفائدة الكبيرة لمكتبة كانت تعني بنشر الأدب الروسي وهى مكتبة " دار الشرق" كانت متخصصة في الأدب الروسي المترجم بأسعار مخفضة وللأسف اغلفت من سنوات، كذلك اعتز باقتناء أعمال الدكتور يونان لبيب رزق وهى أكثر من17 مجلد يحكي فيها تاريخ مصر من خلال صحيفة الأهرام وما نشر بها وهى المجموعة النادرة ولم يعد لها وجود في أي من مكتبات بيع الكتب الآن.وكذلك كل كتب الأستاذ محمد حسنين هيكل وهى 57 كتابا ومن ضمنها كتاب هو بنفسه اعترف أنه فقده من مكتبته الشخصية وهو كتاب "حكاية العرب والسوفيت" وهو كتاب لم يطبع منه سوى 3 آلاف نسخة فقط نفدت بالكامل منذ عام 1978.
ما الكتاب الذي لا يمكنك الاستغناء عنه؟
أعتقد أن أي كتاب يحمل فائدة مرجعية لا يمكن الاستغناء عنه، فقيمة أي كتاب هى ما يحويه من معلومات ومدى فائدتها.
ما الكتاب الذي لديك منه أكتر من نسخة منه؟
كتب كثيرة لأنني من هواة جمع النسخ المختلفة من الكتاب الواحد خاصة الطبعات الأولى، عندي أكثر من طبعة لكتب نجيب محفوظ ويوسف إدريس وهيكل وأحمد بهاء الدين وطه حسين وغيرهم، الإطلاع على النسخ المختلفة مفيد خاصة للباحث للمقارنة بين الطبعات وما اختلف فيها وبالفعل يستطيع الباحث معرفة التغيرات وما حذف وما أضيف سواء في المتن أو الشكل الفني للكتاب من صور وغيره. مثلا رواية أولاد حارتنا عندي نسختها من الأهرام عندما كانت تنشر على حلقات عام 1959 ونسختها عندما نشرتها صحيفة الأهالي ونسختها عندما نشرتها صحيفة المساء وكذلك نسخة دار الشروق من الأعمال الكاملة، ولو قرأت الطبعة الأولى من كتاب "أيام لها تاريخ" لأحمد بهاء الدين عام 1954 سنجد أنه كتب على الغلاف الداخلي عبارة "الجزء الأول" وهذا معناه أن الكاتب كان ينوي كتابة جزء ثان وثالث وهو لم يحدث. موسى صبري مثلا غير أشياء في كتابه "قصة ملك وأربع وزارت" وفي كل طبعة يوجد تغيرات وهكذا، بالإضافة إلى شئ هام يخصني شخصيا كهاو لجمع الدوريات القديمة وهو جمع الأعمال الأدبية والفكرية قبل نشرها في الكتب وذلك من خلال الدوريات التي كانت تنشر فيها قديما.
هل فكرت أن تستغني عن مكتبتك أو كتبت وصية بشأنها؟
لم أفكر نهائيا في الاستغناء عن المكتبة ولم أكتب شيئا حتى الآن.
كم مكتبة فقدت لظروف خارجة عن إرادتك؟
لم أفقد مكتبات بشكل كامل لكن للأسف مكتبتي مشتتة على منزلين وكل منزل بمحافظة مختلفة وهذا سبب لي صعوبة في عملية البحث لمشقة الانتقال من مكان لآخر للاطلاع على الكتب والدوريات.
ما الكتاب الذي تمنيت اقتناءه ولم تعثر عليه؟
كتب كثيرة لظروف عدم طباعتها مرة أخرى أو لأنها صدرت عن دور نشر لم يعد لها وجود الآن أو لأنها صدرت من خارج مصر ولأسباب لم تتداول في الداخل، منها مثلا كتاب مذكرات حسن عزت التي كتبها وهو في الخارج وبعض كتب ناصر النشاشيبي.
هل تشتري كتب ولا تقرأها لظروف ضيق الوقت أو غيرها؟
طبعا اشتري كتب كثيرة ولا أقرأها وأؤمن أن كل كتاب مفيد وسيأتي الوقت ليقرأ، لا يشترط أن يقرأ الكتاب في الحال.
هل تحدد ميزانية لتزويد مكتبتك موسميا في مناسبات كمعرض الكتاب؟
طبعا كل معرض أحدد ميزانية ولكن شراء الكتب والدوريات القديمة بالنسبة لي مستمر طوال أيام السنة.
هل تعير كتبك لأحد وهل تستعيدها أم لا ترد إليك، وهل تستعير كتب من الأصدقاء وهل تعيدها؟
نادرا ما أعير كتب لأنها في الغالب لا ترد وبالمثل أعفي نفسي من حرج الاستعارة من أحد لأنني أعرف تماما شعورهم نحو فقدان أي من كتبهم، بالإضافة أني أهوى اقتناء الكتب ولا أشعر بمتعة حقيقية في القراءة إلا بملكية الكتاب.
هل هناك تأثير للتكنولوجيا على القراءة؟
طبعا، أثرت فأصبح البعض يقرأ عن طريق الكتاب المسموع والبعض الآخر يكتفي بريفيوهات اليوتيوب وللأسف هذا التأثير سلبي على القراءة والمعرفة.
ماذا عن قراءة الكتب الإلكترونية؟
عند الحاجة وأحيانا للتعرف على مضمون الكتاب ثم شراؤه ورقيا، وبعض الأحيان يكون الكتاب الورقي موجود في المكتبة ولكنه تائه أو في مكان آخر فألجأ للبحث الألكتروني عن نسخة من الكتاب لأخذ المعلومة منه.