رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صلاح هلال: يتطرف الشخص عند ظنه امتلاك الحقيقية المطلقة

رواية إنسان يحترق
رواية "إنسان يحترق"

رصد الكاتب ومُترجم الأدب الألماني، الدكتور صلاح هلال، التحولات الإنسانية التي مر بها أبطال رواية "إنسان يحترق" لـ نيكول ليوبيتش، وذلك خلال فعالية "ملتقى الكتب" بمعهد جوته الألماني بالدقي.

وقال الدكتور صلاح هلال: "تحولت حياة هارتموت من مُدافع عن قضية إلى القدوم إلى الانتحار، للدافع عن أفكاره ولكن بشكل متطرف، فهو مؤسس جمعية باسم (حماة الحياة)، ولكن للمفارقة النتيجة قضت على حياته".

 

صلاح هلال يكشف علامات تطرف الأشخاص

أوضح صلاح هلال، أن التشخيص الأولى لحالة "هارتموت" المُدافع عن قضية حماية البيئة من الطاقة النووية، أنه هناك علامات تشير إلى تطرف الشخص، فكان هارتموت، كما جاء في الرواية يجلس منعزلًا طوال الوقت، ويحب الجلوس باستمرار وحيدًا في المكتبة، ولا يحضر الحفلات أو الأمسيات.

كما كان "هارتموت" يتحدث بشكل كبير عن الأشخاص الذين انتحروا لأجل قضيته، وهي بوادر التفكير في الانتحار.

صلاح هلال: يتطرف الشخص عند ظنه امتلاك الحقيقية المطلقة

ولفت هلال إلى أن "هارتموت" سعى إلى توجيه العنف ضد نفسه، من خلال الانتحار، موضحًا أن الشخص يتطرف عند ظنه امتلاك الحقيقة المطلقة، وينظر إلى الآخرين جميعهم على أنهم على خطأ، متسألًا: "مين كلفه المدافعة عن المجتمع، حتى أنه سمى جمعيته (حماة الحياة) فمن كلفه بذلك، على الرغم أنه دمر أسرة السيدة التي أحبته، واستقطبها لفكرة الانتحار أيضًا، فهو لا تعنيه حياة الآخريين".

الرواية الألمانية “إنسان يحترق”

تركز رواية "إنسان يحترق" الضوء على موضوع مناهضة الطاقة النووية، والتضحية بالنفس من أجل إنقاذ العالم، من منظور الطفل هانو كيلستربيرج، البالغ من العمر عشر سنوات، والذي يعيش حياة مستقرة مع والديه، ولا يشغله سوى شغفه الكبير بكرة القدم.

يأتي للسكن في منزل أسرة الطفل، رَجُل اسمه هارتموت وهب حياته للنضال ضد الطاقة النووية، وفجأة تنقلب حياة تلك الأسرة رأسًا على عقب، فتقع الأم في شِباك ذلك المُناضل المثالي المندفع، وتُصاب بهوس النضال، وتُكرس حياتها تمامًا للنضال ضد الطاقة النووية، حتى أنها تصطحب ابنها الصغير معها إلى المظاهرات وتوزيع المنشورات.

كما تشهد حياة الأم تغيرات جذرية، حتى فيما يتعلق برؤيتها لدور المرأة ودور الرجُل في المجتمع، وخصوصًا في إطار الحياة الزوجية، تتأثر حياتها الشخصية كثيرًا بسبب ذلك، حتى أن التحول في شخصيتها يؤدي في آخر الأمر إلى تدمير حياتها الزوجية تمامًا.