رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رواية الكاتب الألماني لنيكول ليوبيتش "إنسان يحترق" في ملتقى معهد جوته

غلاف الرواية
غلاف الرواية

إنسان يحترق، رواية الكاتب الألماني من أصل كرواتي لنيكول ليوبيتش، محور اللقاء الذي يعقد في السابعة من مساء اليوم بمعهد جوته الألماني بالدقي.

مناهضة الطاقة النووية في رواية “إنسان يحترق”

في لقاء جديد من لقاءات ملتقي الكتب، والذي ينظمه معهد جوته الألماني بالدقي، تعقد في السابعة مساء، أمسية ثقافية لمناقشة رواية “إنسان يخترق”، للكاتب لنيكول ليوبيتش، ويناقش الرواية مترجمها الكاتب أستاذ مساعد دكتور صلاح هلال.

وبحسب “هلال”: رواية "إنسان يحترق" لنيكول ليوبيتش، الكاتب والصحفي الألماني من أصل كرواتي، والحاصل على العديد من الجوائز الأدبية، هي رواية آسرة تعالج موضوعات تهمنا جميعًا، وتَمسّ حياتنا، مثل المسؤولية، والحب، والخسارة، والهوية، كما تعالج الرواية أيضًا بعض المواضيع الرئيسية مثل البحث عن الهوية، والتعامل مع التجارب المؤلمة. وقد نجح المؤلف في كتابة قصة إنسانية ممتعة، لا تخلو من الكثير من المشاهد المؤثرة، مكتوبة برشاقة وبساطة، مما يجعلها رواية إنسانية مذهلة وذكية ودافئة لأبعد مدى.

ويضيف “هلال” في مقدمة ترجمته للرواية: تعالج رواية "إنسان يحترق" موضوع مناهضة الطاقة النووية، والتضحية بالنفس من أجل إنقاذ العالم، من منظور الطفل هانو كيلستربيرج، البالغ من العمر عشر سنوات، والذي يعيش حياة مستقرة مع والديه، ولا يشغله سوى شغفه الكبير بكرة القدم. ينتقل للسكن في منزل أسرة هانو كيلستربيرج رَجُل اسمه هارتموت وهب حياته للنضال ضد الطاقة النووية. وفجأة تنقلب حياة تلك الأسرة رأسًا على عقب، فتقع الأم في شِباك ذلك المُناضل المثالي المندفع، وتُصاب بهوس النضال، وتُكرس حياتها تمامًا للنضال ضد الطاقة النووية، حتى أنها تصطحب ابنها الصغير معها إلى المظاهرات وتوزيع المنشورات. 

تشهد حياة الأم ــ في رواية إنسان يخترق ــ تغيرات جذرية، حتى فيما يتعلق برؤيتها لدور المرأة ودور الرجُل في المجتمع، وخصوصًا في إطار الحياة الزوجية. تتأثر حياتها الشخصية كثيرًا بسبب ذلك، حتى أن التحول في شخصيتها يؤدي في آخر الأمر إلى تدمير حياتها الزوجية تمامًا. يعرض لنا الكاتب نيكول ليوبيتش ببراعة شديدة كيف تتسع الهوة بين الأم وزوجها، حتى يصبح كل واحد منهما ينتمي إلى عالمٍ فكري مختلف تمامًا في قناعاته وأسلوب حياته عن الآخر؛ وكيف أن الابن، ذلك الطفل الصغير، يقع ضحيةً لذلك الصراع الدائر بين معسكر مؤيدي ومعسكر مناهضي استخدام الطاقة النووية.

ذات يومٍ يقرر المُناضل هارتموت إحراق نفسه ليلفت نظر العالم إلى قضيته، إلا أن أحدًا لم يلتفت إلى تضحيته إلا بعد مرور ثلاثة وثلاثون عامًا، عندما وقع حادث فوكوشيما النووي.

لا تُطلق رواية "إنسان يحترق" أية أحكام أخلاقية على أبطالها، ولا تتخذ موقفًا مؤيدًا أو مُعارضًا، ولكنها تساعد القارئ على فهم دوافع الأطراف المختلفة، حتى هؤلاء الذين قرروا، أو حاولوا، إغماض أعينهم والوقوف على الحياد، وكأن الشأن العام لا يعنيهم.

تكتسب رواية "إنسان يحترق" أهميتها ليس فقط من خلال جودتها الأدبية العالية، ولكن ايضًا من أهمية المواضيع التي تعالجها، حيث تظل تضحية هارتموت بحياته بمثابة تمثيل مجازي لمدى استعداد الإنسان لتقديم التضحيات الشخصية من أجل القضية التي يؤمن بها، مما يدعو القارئ إلى التفكير في الآثار الأخلاقية والتضحيات الشخصية المرتبطة بمواقفه الشخصية، وهذا ما يجعل الرواية مناسبة لكل العصور وكل المجتمعات.