نتنياهو فى واشنطن
قبل مغادرته إلى واشنطن، وصف بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، اجتماعه المرتقب مع الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بأنه «بالغ الأهمية»، وقال إنه سيتناول عدة قضايا، أبرزها «الحرب الإسرائيلية ضد حماس، وإطلاق سراح جميع الرهائن، والتحديات المتعلقة بالإرهاب الإيرانى». ومن بيان أصدره مكتبه عرفنا أنه أجرى الإثنين، محادثات مع ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكى الخاص إلى الشرق الأوسط، بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
وصل رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى العاصمة الأمريكية، مساء أمس الأحد، ومن المقرر أن يستقبله الرئيس ترامب، مساء الثلاثاء، ونقلت جريدة «جيروزاليم بوست» عن نتنياهو، أن اللقاء، الذى سيكون الأول للرئيس الأمريكى مع زعيم أجنبى منذ تنصيبه، يعكس «قوة التحالف الإسرائيلى الأمريكى، وعمق الصداقة الشخصية بين الزعيمين». وهنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن نتنياهو زار الولايات المتحدة، فى يوليو الماضى، وبينما كان يلقى خطابًا أمام جلسة مشتركة لمجلسى الكونجرس، الشيوخ والنواب، تجمَّع آلاف بالقرب من مبنى الكابيتول، حاملين الأعلام الفلسطينية، ولافتات تصفه بأنه «مجرم حرب مطلوب للعدالة»، و... و... وداخل الجلسة، استقبلته لافتة باللونين الأبيض والأسود، مكتوب على أحد جانبيها «مجرم حرب»، وعلى الجانب الآخر «مذنب بارتكاب إبادة جماعية».
عن مسئولين إسرائيليين، نقل موقع «أكسيوس»، الأمريكى، أن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة مرهون بنتائج اجتماع ترامب ونتنياهو. كما نقل الموقع عن المصادر ذاتها أن عدم التحرك نحو المرحلة الثانية من الاتفاق قد يعنى استمرار الحرب لمدة سنة على الأقل. ولجريدة «هآرتس»، الإسرائيلية، قال أحد أعضاء الوفد المرافق لنتنياهو إن الأخير «لن يلتزم بتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق»، ولن ينهى الحرب، حتى لا ينهار ائتلافه الحاكم. فى حين أكدت «مصادر مقربة من إدارة ترامب» للجريدة نفسها أن «الرئيس الأمريكى يعتزم لعب دور مركزى فى صياغة الاتفاق»، متوقّعة أن يقوم نتنياهو بتعيين رون ديرمر، وزير الشئون الاستراتيجية، مسئولًا عن إدارة المسار السياسى فى الاتفاق بالتنسيق مع ويتكوف.
مستجدات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ناقشها «ويتكوف»، مساء الأحد، فى مكالمة تليفونية مع الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، فى إطار التنسيق والتشاور المتواصلين بين مصر والإدارة الأمريكية الجديدة، ومتابعةً للمكالمة التليفونية، التى تلقاها الرئيس عبدالفتاح السيسى، السبت الماضى، من نظيره الأمريكى، وما شهدته من «حوار إيجابى» بين الرئيسين. ومجددًا، أكد وزير خارجيتنا ضرورة استدامة وتثبيت الاتفاق، وتنفيذ مراحله الثلاث بشكل كامل، والسماح بإنفاذ أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والإغاثية، بوتيرة مكثفة ومتسارعة، لتلبية احتياجات سكان القطاع فى ظل التدهور الحاد فى الأوضاع الإنسانية. كما شدد على أهمية الدور الأمريكى لضمان تنفيذ الاتفاق، معربًا عن رغبة مصر فى التعاون الكامل مع إدارة الرئيس ترامب، لإيجاد تسوية نهائية للصراع الفلسطينى الإسرائيلى، تحقق السلام الدائم المنشود، الذى طالما تطلعت إليه شعوب المنطقة، وتنهى حالة الصراع القائمة بالإقليم، منذ عقود.
.. وتبقى الإشارة إلى أن المحادثات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، كانت من المقرر أن تبدأ فى موعد لا يتجاوز اليوم السادس عشر من بدء تنفيذ المرحلة الأولى، أى أمس الإثنين، غير أن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن نتنياهو قرر عدم إرسال فريق التفاوض إلا بعد اجتماعه مع الرئيس ترامب، وألغى اجتماعًا كان مقررًا أن يعقده، مساء السبت، مع رئيسى الموساد والشاباك وعدد من المفاوضين، ما رآه البعض «علامة مقلقة للغاية» بشأن مصير المرحلة الثانية، وعدّه آخرون إشارة إلى اعتزام نتنياهو عرقلة تنفيذ المرحلة الأولى، التى من المفترض أن تستمر لمدة ٤٢ يومًا. فى حين دعا الرئيس الإسرائيلى، إسحاق هرتسوج، فى بيان أصدره أمس، إلى استكمال جميع مراحل الاتفاق!