رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معًا لإعادة إعمار العراق

مع اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، للمرة الثالثة، استضافت العاصمة العراقية بغداد، أمس الأول الخميس، أيضًا، «منتدى الأعمال المصرى العراقى»، الذى حمل شعار، أو عنوان، «معًا لإعادة الإعمار والتعاون الثلاثى»، وخلاله، نقل الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى للحضور، وخالص تمنياته للبلد الشقيق بدوام التقدم والرقى والاستقرار، مؤكدًا دعم الدولة المصرية، كل الخطوات التى من شأنها تحقيق ذلك.

فى يوليو الماضى، حلت الذكرى الخامسة والثلاثون لتوقيع اتفاقية إنشاء «اللجنة العليا المشتركة المصرية العراقية»، غير أن هذه اللجنة لم تعقد دورتها الأولى إلا فى أكتوبر ٢٠٢٠، وكان تكليف الرئيس السيسى لرئيس الوزراء، والوفد المصرى المشارك فيها، هو بذل كل الجهود لتعزيز العلاقات مع العراق، وتسخير كل الخبرات والإمكانات المصرية فى خدمة أشقائنا العراقيين. واستكمالًا لتنفيذ هذا التكليف الرئاسى، شهدت الدورة، أو النسخة، الثالثة مناقشات ثنائية بين وزراء البلدين، بشأن مختلف مجالات التعاون المشترك. كما ألقت الضوء على الطفرات، التى حققتها الشركات المصرية، على مدار السنوات العشر الماضية، وما باتت تتمتع به من خبرات كبيرة وقدرات هائلة على تنفيذ المشروعات التنموية، فى مختلف المناطق، بأسرع وقت وبأفضل تكلفة، وأيضًا بأعلى جودة ممكنة.

من هذا المنطلق، أو بناءً على ذلك، كان لدينا، لدى الدولة المصرية، حرص شديد على أن تقوم هذه الشركات بدعم البلد الشقيق فى تنفيذ المشروعات الكبرى وبرامج إعادة الإعمار. وبالفعل، صار لدينا اليوم العديد من الشركات المصرية، التى تقوم بتنفيذ مشروعات قائمة، أو من المقرر أن يبدأ تنفيذها خلال الفترة المقبلة. كما أشار رئيس مجلس الوزراء، خلال منتدى الأعمال، إلى تشديد الرئيس السيسى، على حتمية مساندة البلد الشقيق، لكى يعود، كما كان من قبل، قلعة صناعية وزراعية عربية نفخر بها جميعًا، لافتًا إلى أن ذلك يمثل إرادة شعبية مصرية، قبل أن تكون توجهًا سياسيًا على مستوى الدولة.

العلاقات المصرية العراقية شهدت تطورًا ملموسًا خلال السنوات الخمس الأخيرة، سواء على المستوى الثنائى، أو عبر آلية التعاون الثلاثى مع المملكة الأردنية. وقبل السنوات الخمس، بخمس سنوات، تحديدًا منذ منتصف يونيو ٢٠١٤، أكدت مصر، بلسان رئيسها، فى سياقات ومناسبات مختلفة، «دعمها الثابت» لأمن واستقرار العراق وحرصها على تفعيل وتنويع أطر التعاون الثنائى فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، وهو ما كرره الدكتور مدبولى، أمس الأول، مؤكدًا أن فرص التنسيق والتكامل والتنمية الاقتصادية، بين البلدين، هائلة وبلا حدود، مشددًا على أن الظروف، التى تمر بها منطقتنا اليوم، تؤكد، بصورة لا تدع مجالًا للشك، ضرورة، بل حتمية، أن نتكامل فى كل المجالات.

رجال الأعمال العرب، إجمالًا، «فى أمسّ الحاجة إلى التكامل الاقتصادى»، بتعبير عبدالرزاق الزهيرى، رئيس اتحاد الغرف التجارية العراقية، الذى أشار إلى أن العالم يمر بمتغيرات كثيرة، وأزمات وتحولات سريعة، وقال، مخاطبًا الشركات المصرية: «نحن فى أمسّ الحاجة للتعاون معكم، لأنكم بالفعل شركات متمكنة»، مؤكدًا أن «القطاع الخاص المصرى له حضور عالمى ومكانة كبيرة». ومن المهندس محمد سعدة، سكرتير عام اتحاد الغرف التجارية المصرية، عرفنا أن الاتحاد يسعى جاهدًا، بالتعاون مع نظيره العراقى، إلى إنشاء غرف عمليات، لخلق تحالفات للتصنيع وتنفيذ مشروعات إعادة الإعمار، وتنمية تجارتنا البينية، وتجاوزها إلى التعاون الثلاثى، فى أسواق دول الجوار ودول اتفاقيات التجارة الحرة.

.. وتبقى الإشارة إلى أن المباحثات الثنائية بين رئيس مجلس الوزراء، ونظيره العراقى محمد شياع السودانى، عكست تطابقًا كاملًا بين الرؤى المصرية والعراقية، فى الشأن السياسى، وبشأن التحديات التى تواجه المنطقة العربية، وعلى رأسها حق أشقائنا الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، والرفض التام لأى إجراءات من شأنها أن تؤدى إلى التهجير القسرى لأشقائنا الفلسطينيين إلى أى دولة من دول الجوار، باعتبار أن ذلك يمثل تصفية للقضية الفلسطينية.