رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمراض ومجاعات تهدد الملايين.. أزمة إنسانية عالمية بسبب تجميد ترامب المساعدات الخارجية

ترامب
ترامب

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن العالم سيتأثر بشكل كبير جراء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد المساعدات الخارجية، والذي أدى إلى إثارة تساؤلات حول الثقة في الولايات المتحدة كزعيم عالمي.

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، أن بعض أكثر فئات السكان ضعفًا في العالم بدأت تتضرر بالفعل بسبب قطع الرئيس دونالد ترامب المفاجئ لمليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية التي تساعد في درء المجاعة وعلاج الأمراض وتوفير المأوى للنازحين.

ترامب يثير أزمة دولية بتجميد المساعدات الخارجية

وفي غضون أيام، أدى أمر ترامب بتجميد المساعدات الخارجية الأمريكية تقريبًا إلى تكثيف الأزمات الإنسانية وإثارة تساؤلات عميقة حول موثوقية أمريكا ومكانتها العالمية.

وقال عاطف مختار من غرف الاستجابة للطوارئ، وهي مجموعة تطوعية محلية في العاصمة السودانية الخرطوم، إن قرار ترامب بتجميد المساعدات  جعل "الجميع في حالة من الذعر".

ومع هذا وبعد وقت قصير من الإعلان عن قطع المساعدات، غيرت إدارة ترامب مسارها فجأة، وقال وزير الخارجية ماركو روبيو إن "المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة" يمكن أن تستمر، ما يوفر فترة راحة للجهود "الأساسية" لتوفير الغذاء والدواء والمأوى وغيرها من الاحتياجات الطارئة.

لكن روبيو أكد أن فترة الراحة "مؤقتة بطبيعتها"، مع استثناءات محدودة.

وكشفت الصحيفة عن أنه تم بالفعل فصل مئات من كبار المسئولين والعمال الذين يساعدون في توزيع المساعدات الأمريكية أو وضعهم في إجازة، ولا تزال العديد من جهود المساعدة مشلولة في جميع أنحاء العالم بسبب قرار ترامب.

وقالت "نيويورك تايمز"، إن أغلب المطابخ في الخرطوم التي مزقتها الحرب أغلقت أبوابها أمام الجائعين، فحتى الأسبوع الماضي، كانت الولايات المتحدة المصدر الأكبر للأموال للمطابخ التي يديرها متطوعون والتي قدمت الطعام لـ816 ألف شخص هناك.

وقال حجوج كوكا، المتحدث باسم غرف الاستجابة للطوارئ، "بالنسبة لمعظم الناس، هذه هي الوجبة الوحيدة التي يحصلون عليها"، واصفًا الخرطوم بأنها مدينة "على حافة المجاعة".

وبعد تجميد الأموال الأمريكية الأسبوع الماضي، قالت بعض جماعات المساعدة التي توجه تلك الأموال إلى مطابخ الطعام إنها غير متأكدة مما إذا كان سيُسمح لها بالاستمرار. 

وقال كوكا إن 434 مطبخًا من أصل 634 مطبخًا تطوعيًا في العاصمة، أغلقت أبوابها مشيرًا إلى أن هناك المزيد من المطابخ التي تخرج عن الخدمة كل يوم.

الإيدز يهدد إفريقيا بسبب وقف المساعدت الأمريكية

فيما قال عمال الإغاثة بمناطق أخرى خاصة في إفريقيا إن نحو 40 رضيعًا أصيبوا بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" يوميًا منذ وقف ترامب المساعدات الخارجية والتي كان يستخدم جزء منها في مواجهة الإيدز.

وقال سو ناه فا، وهو مريض بالسل، إنه طُلب منه مغادرة مستشفى ممول من الولايات المتحدة في مخيم ماي لا للاجئين، وهو أكبر مخيم للاجئين على الحدود بين تايلاند وميانمار.

وتابع ناه فا، الذي فر من ميانمار في عام 2007 هربًا من القتال، إن الموظفين أعطوه إمدادات أسبوع من الأدوية وأخبروه أن هذا كل ما يمكنهم تقديمه. وأضاف "بمجرد نفاد دوائي، لن يكون لديّ مكان آخر للحصول عليه".

وأكد العاملون في مجال الصحة، أن الآثار الصحية العامة لتجميد المساعدات واسعة النطاق، ففي كمبوديا، التي كانت على وشك القضاء على الملاريا بمساعدة الولايات المتحدة، يخشى المسئولون الآن أن يؤدي توقف التمويل إلى إعاقتهم. 

وفي نيبال، تم تعليق برنامج بقيمة 72 مليون دولار للحد من سوء التغذية، كذلك في إفريقيا وهايتي، يخشى المسئولون وعمال الإغاثة من أن مئات الآلاف من الناس قد يموتون إذا سحبت إدارة ترامب دعمها لبرنامج أمريكي مميز لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز".

وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان، وكالة الصحة الجنسية والإنجابية التابعة للأمم المتحدة، إنه بسبب تجميد التمويل، تعطلت أو ألغيت خدمات الصحة المقدمة لملايين النساء في أفغانستان وباكستان وغزة وأوكرانيا وأماكن أخرى. 

وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، تم تجميد بعض التمويل لوكالات الأمم المتحدة التي تدعم أكثر من 4.5 مليون شخص نزحوا بسبب الصراع المتنامي بسرعة في شرق البلاد، وفقًا لمسئول إنساني أمريكي في القارة.