رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انطلاق معارض "أهلًا رمضان" بالمحافظات بدءًا من فبراير المقبل

جريدة الدستور

أطلقت وزارة التموين مبادرة أسواق اليوم الواحد بعدد كبير من المحافظات فقد افتتحت الوزارة فروع جديدة من هذه الأسواق فى الوادى الجديد ومطروح جنوب سيناء والإسكندرية والمنوفية والاسماعيلية والشرقية والدقهلية وأسيوط والقاهرة والجيزة المبادرة لتوفير السلع الأساسية بأسعار تقل عن مثيلاتها بنسبة تصل إلى 30%.

وأعلنت الوزارة أن الفترة القادمة ستشهد توسعًا في إقامة أسواق اليوم الواحد لتشمل جميع المحافظات، مع تمديد فترة العمل في بعض الأسواق إلى يومين، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، لتلبية احتياجات المواطنين إذا تستعد وزارة التموين، بالتعاون مع الجهات المعنية والمحافظين، لإطلاق معارض "أهلًا رمضان 2025" في جميع المحافظات اعتبارًا من بداية فبراير المقبل.

وتعتزم الوزارة تخصيص أركان ثابتة لـ"أهلًا رمضان" داخل أسواق اليوم الواحد، السلاسل التجارية، والمجمعات الاستهلاكية بهدف توفير السلع والمنتجات الأساسية للمواطنين بأسعار مخفضة، بما يخفف العبء عن الأسر المصرية ويعزز استقرار الأسواق.

أكد د.شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية أن معارض أسواق اليوم الواحد يشهد تعاون كبير بين الوزارة وعدد من الوزارت والمحافظات وهي مبادرة توفر للمواطنين والتجار والصناع خدمة كبيرة جدا بمشاركة الشركات القاتبضة وشركات القطاع الخاص.

وتأتي فائدة هذه الأسواق انها تساعد في التخفيف عن المواطنين وهى توجيهات مباشرة ووواضحة بتعظيمها من رئيس الوزراء وقد وصلنا الي اكثر من 100 سوق ولدينا توجة واضح بزيادة هذة المعارض الي 200 سوق او اكثر بالمحافظات ولدينا استعددات واضحة وكبيرة لشهر رمضان وتستمر الاسواق خلال  الشهر الكريم بمشاركة واسعة  للشركة القابضة وشركاتها حيث إن الشركة القابضة للصناعات الغذائية تلعب دورًا محوريًا في إنجاح هذه الأسواق، من خلال توفير منتجات عالية الجودة بأسعار تنافسية.

أشار إلى أن هذه الأسواق تعزز الأمن الغذائي وتدعم استقرار الأسعار، مشددًا على استمرار الوزارة في تنفيذ خططها لتخفيف الأعباء عن المواطنين، مضيفًا أن الوزارة بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية تعمل على نشر أسواق اليوم الواحد في جميع الأحياء بالمحافظات، مع التركيز على المناطق الأكثر احتياجًا، لضمان وصول السلع للمواطنين بأسعار الجملة، كما أكد تكثيف الحملات الرقابية لضبط الأسواق ومنع التلاعب بالأسعار.

ما الخدمات التي يقدمها السوق 
يقدم السوق مجموعة متنوعة من السلع الأساسية، بما في ذلك الزيت، السكر، الأرز، الدواجن، الأسماك، الألبان، الخضروات، الفاكهة، والعصائر، بجانب البقوليات والمنظفات، ويعمل السوق من الثامنة صباحًا حتى الخامسة مساءً، ليتيح للمواطنين فرصة شراء احتياجاتهم بأسعار مناسبة.

تعتبر مبادرة "سوق اليوم الواحد" نموذجًا ناجحًا لتضافر الجهود الحكومية مع القطاع الخاص، حيث تعكس رؤية الدولة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.

"أهلًا رمضان"
عقد الدكتور شريف فاروق اجتماعًا موسعًا لمتابعة الاستعدادات النهائية لانطلاق معارض "أهلًا رمضان"، بحضور قيادات من غرفة الصناعات الغذائية واتحاد الغرف التجارية والشركة القابضة للصناعات الغذائية، وأعلن الوزير عن انطلاق هذه المعارض في المحافظات اعتبارًا من بداية فبراير المقبل، مع تخصيص أركان ثابتة لها داخل أسواق اليوم الواحد، السلاسل التجارية، والمجمعات الاستهلاكية.

جهود مشتركة لتأمين السلع
أكد الوزير أن الوزارة تعمل يوميًا على مراقبة الأسواق وتأمين المخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية مثل الزيت، السكر، والأرز لتلبية احتياجات المواطنين خلال شهر رمضان. كما أشار إلى تعاون الوزارة مع القطاع الخاص لضمان توفير المنتجات بجودة وأسعار تنافسية.

دعم القطاع الخاص والمجتمع المدني
أشاد أشرف الجزايرلي، رئيس غرفة الصناعات الغذائية، بالدور الحكومي في تنفيذ المبادرات الرئاسية، مشيرًا إلى التنسيق المثالي بين القطاعين العام والخاص لتخفيف الأعباء عن المواطنين. وأضاف الدكتور علاء عز، الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية، أن المخزون الاستراتيجي في حالة آمنة، وأن هناك خطة شاملة لتوزيع السلع على كافة المنافذ.

رؤية شاملة لتحقيق العدالة الاجتماعية
يعكس هذا الجهد الحكومي تناغمًا بين الوزارات والجهات المعنية، في إطار توجيهات القيادة السياسية لدعم المواطنين، خاصة الفئات الأكثر احتياجًا، وتحقيق استقرار الأسواق قبيل شهر رمضان.

وأكد شادي الكومي، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالقاهرة ونائب رئيس شعبة العطارة، أن مبادرة أسواق اليوم الواحد حققت نجاحًا كبيرًا في تحقيق الأهداف المنشودة، من خلال توفير سلع وخدمات بأسعار تنافسية تقل بنسب تصل إلى 35% عن الأسعار في السوق الحر، وأوضح أن هذه الأسواق تقدم مجموعة واسعة من المنتجات التي تلبي احتياجات المواطنين، مثل السلع الزراعية، اللحوم، الدواجن، والحرف اليدوية، مما يخفف من الأعباء المالية عن الأسر، ويوفر الجهد المبذول في البحث عن السلع في أماكن متعددة.

وأشار الكومي، لـ“الدستور”، إلى أن أسواق اليوم الواحد تسهم في تعزيز المنافسة بين التجار، وهو ما يؤدي إلى تحسين جودة المنتجات المعروضة وتقديمها بأسعار مناسبة. كما أوضح أن هذه الأسواق تلعب دورًا مهمًا في تقليل عدد حلقات التداول الوسيطة بين المنتج والمستهلك، بدءًا من المنتج الرئيسي، مرورًا بتاجر الجملة والتجزئة، وصولًا إلى البائع المباشر، مما يساهم في خفض التكاليف النهائية التي يتحملها المواطن.

وشدد الكومي على أن أسواق اليوم الواحد تعد أداة فعالة في مواجهة التضخم الذي يعاني منه الاقتصاد المحلي، حيث تعمل على تحقيق التوازن في السوق من خلال توفير السلع بالكميات المطلوبة والجودة المناسبة بأسعار عادلة. وأضاف أن هذه الأسواق تمثل نموذجًا متميزًا لدعم المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية، مع توفير بيئة تسويقية تعزز استقرار الأسعار وتحفز الاقتصاد المحلي.

أكد محمود العسقلاني، رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء"، لـ"الدستور"، أن الجمعية تلعب دورًا رئيسيًا في تقديم نموذج اقتصادي يعتمد على الشفافية والتعاون لضبط الأسعار وتخفيف الأعباء عن المواطنين، موضحًا أن المبادرات التي تقدمها الجمعية، مثل "التاجر التعاوني" و"الجزار التعاوني"، تساهم في توفير السلع بأسعار تنافسية وجودة عالية، مما يخفف الضغط المالي عن المواطن المصري.

أشار العسقلاني إلى أن التاجر التعاوني يلتزم بتحديد التكلفة الفعلية للسلع ويضيف هامش ربح معقول فقط، ما يعكس سياسة الجمعية في تقليل الأعباء على المواطنين. وأوضح أن الجمعية توفر دعمًا للتجار من خلال منافذ بأسعار إيجار منخفضة لا تتجاوز 10 آلاف جنيه سنويًا، مما يساهم في تقديم السلع بأسعار منخفضة وجودة جيدة.

وأكد العسقلاني أن الجمعية تركز على استيراد السلع بشكل مباشر، مثل اللحوم السودانية، دون وجود وسطاء، وهو ما يضمن جودتها ويخفض تكلفتها وأضاف أن اللحوم السودانية تباع بسعر 280 جنيهًا للكيلو خلال السوق، وهو أقل من سعر اللحوم البلدي الذي يصل إلى 340 جنيهًا.

أشار العسقلاني إلى أن المبادرات، وعلى رأسها "أسواق اليوم الواحد"، لعبت دورًا كبيرًا في تخفيف آثار التضخم، لافتًا إلى أن التضخم شهد انخفاضًا ملحوظًا مقارنة بالشهور السابقة، خاصة مع زيادة توافر السلع بأسعار مخفضة في مختلف المحافظات.

وتحدث العسقلاني عن أهمية دعم المنتجات الوطنية مثل "النيل للزيوت والمنظفات"، مؤكدًا أن هذه المنتجات تصدر مكوناتها إلى الشركات العالمية، ولكن ضعف الحملات الترويجية لها مقارنة بالمنتجات المستوردة يشكل تحديًا. وأضاف أن الجمعية تواصل الترويج لهذه المنتجات لتوفير بدائل بأسعار مناسبة للمستهلكين.

مبادرات لمواجهة غلاء البيض

وفيما يتعلق بارتفاع أسعار البيض، شدد العسقلاني على أهمية تحرك الحكومة لاستيراد البيض التركي بأسعار تنافسية، مشيدًا بجهود وزارة التموين في هذا الشأن، حيث تم طرح كرتونة البيض بسعر 141 جنيهًا بعد أن كانت تتراوح الأسعار بين 175 و180 جنيهًا. وأكد العسقلاني أن الجمعية تسعى لتوسيع طاقة الاستيراد لمكافحة الممارسات الاحتكارية التي تؤدي إلى رفع الأسعار بشكل غير مبرر.

واختتم العسقلاني تصريحاته بالتأكيد على التزام جمعية "مواطنون ضد الغلاء" بدورها في دعم المواطن المصري، من خلال تحسين آليات التسويق وتوفير السلع بأسعار معقولة وجودة عالية، بما يضمن حقوق المستهلك دون المساس بالأسعار أو التلاعب بها.

ولمعرفة مدى تأثير هذه الأسواق، تباينت آراء المواطنين الذين التقت بهم "الدستور" في عدة  اسواق من بينها سوق الجمالية ومدينة نصر والزيتون، فقد  اتفق أغلب المواطنين على أن أسواق اليوم الواحد نجحت في تحقيق أهدافها المتمثلة في ضبط الأسعار وتوفير السلع بجودة عالية، لكنهم دعوا إلى تحسين تنظيم الأسواق وزيادة انتشارها في مختلف المحافظات كما أكد البعض ضرورة تكثيف الرقابة لضمان استمرار الالتزام بالأسعار المخفضة.والتي جاءت كالتالي:

سعاد علي، ربة منزل، قالت:
"أسواق اليوم الواحد وفرت علينا الوقت والجهد، فبدلًا من التنقل بين المتاجر المختلفة بحثًا عن أسعار مناسبة، أجد هنا كل ما أحتاجه من سلع غذائية بأسعار أقل، هذا السوق فكرة رائعة خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية."

محمد حسني، موظف حكومي، أضاف: "أرى أن هذه الأسواق خطوة مهمة لتخفيف العبء عن المواطنين، لكنها بحاجة إلى مزيد من الانتشار في جميع الأحياء، خاصة المناطق الأكثر احتياجًا، الأسعار مناسبة جدًا مقارنة بالأسواق الأخرى، وأتمنى استمرار هذه المبادرات طوال العام."

وأشادت منى إبراهيم، طالبة جامعية بالتنوع قائلة:"السلع المتوفرة في الأسواق متنوعة وتشمل كل ما يحتاجه البيت المصري من مواد غذائية ومنتجات استهلاكية، وجود هذه الأسواق قرب الجامعات ساعدني في شراء احتياجاتي الشهرية بسهولة وبتكلفة أقل."

في المقابل، أشار أحمد سعيد، عامل يومي، إلى تحدٍ قائلًا: "رغم جودة السلع والأسعار المخفضة، إلا أن الزحام الكبير يسبب مشكلة أحيانًا، خاصة في ساعات الذروة، أتمنى أن يتم توسيع المساحات وزيادة أيام السوق لتخفيف الضغط وفتحه اكثر من يوم في المكان اليوم الواحد