انتخابات رئاسة تاريخية: مرايا الرئيس القادم نحو إرث بايدن فى البيت الأبيض
يبدو أن الأمر الأكثر إثارة للدهشة فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، أنها لم تفقد العديد من المفاجآت الحاسمة؛ ذلك أن ما يقرب من نصف الناخبين ما زالوا يؤيدون دونالد ترامب، والمثير لدهشة الناخبين الأمريكيين أن فترة ولاية ترامب الرئيس الجمهورى فى البيت الأبيض، لم تكن إلا سلسلة من الكوارث المتتالية، وبلغت ذروتها بمحاولته سرقة الانتخابات بعد أن رفضه الناخبون.
.. الواقع اليوم مع بدء التصويت العام، تشير استطلاعات الرأى المتباينة النتائج إلى أن ترامب متعادل تقريبًا مع كامالا هاريس، المرشحة عن الحزب الديمقراطى الحاكم.
.. وفى المنظور السياسى والأمنى والاقتصادى، أمريكا ما زالت هى أمريكا، بمعنى أن إرث الرئيس جو بايدن فى هذه الانتخابات الرئاسة التاريخية، يعكس صورة ما تركته الإدارة والبنتاجون، والمخابرات الأمريكية، من مرايا، لن يتخلص من أشباحها الرئيس القادم نحو إرث بايدن فى البيت الأبيض.
****
مستقبل لبنان... ونتائج الانتخابات الأمريكية
تجرى يوم غدٍ الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة، علمًا بأن أكثر من 62.7 مليون ناخب وهو رقم كبير جدًا، أدلوا بأصواتهم بحلول يوم الخميس 31 أكتوبر. يعد التصويت المبكر هذا العام الأعلى مقارنة بالعام 2016 حين كان الرقم 47.2 مليون صوت.
أظهر أحدث استطلاع للرأى أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» بالتعاون مع كلية سيينا أن المنافسة لا تزال محتدمة بين المرشحين، الديمقراطية كامالا هاريس والجمهورى دونالد ترامب، فى الولايات الأمريكية السبع الحاسمة قبل يوم من الانتخابات الرئاسية.
وأظهر الاستطلاع تقدمًا طفيفًا لنائبة الرئيس هاريس فى نيفادا ونورث كارولاينا وويسكونسن، بينما يتقدم الرئيس السابق ترامب فى أريزونا. ويتنافس الاثنان بشكل متقارب فى ميشيجان وجورجيا وبنسلفانيا.
وشمل الاستطلاع 7 آلاف و879 ناخبًا محتملًا فى الولايات السبع خلال الفترة من 24 أكتوبر إلى الثانى من نوفمبر الجارى.
واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز»، الأحد، أن الأجواء السياسية فى الولايات المتحدة «غير مواتية» لفوز محتمل لمرشحة الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية نائبة الرئيس كامالا هاريس، كما يتصوّر كثيرون، وذلك فى إطار موجة غضب عالمية وتراجع ثقة فى الأحزاب الحاكمة بالدول المتقدمة دفعت إلى «نزعة تغيير».
وقالت الصحيفة الأمريكية، السبت، إنه من الإنصاف القول إن هذه الحملة الانتخابية «لم تجرِ بسلاسة كما توقع الديمقراطيون»، بغض النظر عما سيحدث غدًا فى يوم الانتخابات.
وتواجه هاريس هذه المرة خطر خسارة تأييد جالية أمريكية عربية عددها 200 ألف نسمة نددت بطريقة تعاطى بايدن مع حرب غزة. وأشارت مراكز الاستطلاع إلى تراجع تأييد السود للمرشحة الديمقراطية، فيما يقر مساعدو هاريس بأنه ما زال عليهم بذل الكثير من الجهود لدفع ما يكفى من الرجال الأمريكيين من أصل إفريقى لدعم هاريس كما كان الحال مع بايدن فى 2020.
وأوضح ترامب من بنسلفانيا أمس، أن استطلاع الرأى الذى أظهر تأخره فى آيوا مزيف ولا يعكس الحقيقة، مشيرًا إلى أنه سيفوز فى الانتخابات رغم استطلاعات الرأى المزيفة. ويسير الحزب الجمهورى نحو تحقيق أغلبية بمجلس الشيوخ الأمريكى فى انتخابات 2024، مع توقع فوزه بما لا يقل عن 51 مقعدًا من اصل مئة مقعد، ما يمنحه السيطرة على المجلس وانتزاعه من الديمقراطيين.
إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى العام 2024 هى انتخابات تاريخية ومفصلية، ليس فقط على مستوى الولايات المتحدة إنما على مستوى السياسة الخارجية. وهناك تنافس بين تيارين: تيار ديمقراطى يعتبر أن الولايات المتحدة لا تزال إمبراطورية ولها مصالح نفوذ وحلفاء فى أرجاء العالم، وتيار انعزالى يرى أن الولايات المتحدة هى أولًا وأن لها مصالح وهى أقرب إلى الجمهورية منها إلى الإمبراطورية. هذا التضارب بين التيارين سينعكس على سياسات الولايات المتحدة بعد انتخاب الرئيس الجديد، على عكس ما يعتقد كثيرون أن سياسة واشنطن تقررها الدولة العميقة وأن المصالح لا تتغير أو تتبدل بانتخاب رئيس جمهورى أو ديمقراطى.
وتقول مصادر أمريكية: سنشهد سياسة جديدة مختلفة عن السياسات التى كانت تنتهج سابقًا فى الولايات المتحدة مع المرشح الجمهورى دونالد ترامب فى حال انتخب رئيسًا وهو الآن يبدى استعدادًا لهذا التغيير. ففى الولاية السابقة فوجئ بانتخابه رئيسًا ولم يكن مستعدًا للقيام بأى تغيير جذرى، أما اليوم فهو على أتم الجهوزية للذهاب نحو سياسة جديدة، ويظهر ذلك من خلال الأسماء التى سيطرحها لمراكز ومناصب عدة فى البيت الأبيض. والواضح أن هجومه على ليز تشينى ابنة ديك تشينى واتهامه لها بأنها محرضة على الحرب، ولا تملك الشجاعة للقتال فى معركة، مؤشر واضح فى هذا المجال. بالنسبة إلى ترامب، أكبر خطأ ارتكبه فى ولايته السابقة كان اختيار جون بولتون مستشارًا له، لذلك فإن الاتجاه الجديد بعد 20 يناير فى الولايات المتحدة هو نحو أمريكا المحافظة البعيدة جدًا عن أمريكا النيو كونز. فى المقابل تشير المرشحة الديمقراطية كامالا هايس إلى أنها طوت صفحة وستفتح صفحة جديدة، فى حين أن ولاية هاريس، فى حال فازت الأخيرة فى الانتخابات الرئاسية، ستكون الولاية الرابعة للرئيس الأسبق باراك أوباما الذى يرى أنه سيكون الرئيس الظل إذا وصلت المرشحة الديمقراطية إلى البيت الأبيض.
وبينما يشكل انتخاب هاريس استمرار السياسة الأمريكية المعادية لروسيا، فثمة خلاف كبير حول ملفات الشرق الأوسط بين هاريس وترامب الذى لا يؤمن بحل الدولتين، بينما هاريس تقول إنها تسعى إلى حل الدولتين رغم معرفتها أن هذا الأمر غير واقعى. وعلى الخط الإيرانى فإن هاريس ستسير على خطى أوباما الذى يظن أن العلاقة مع الجمهورية الإسلامية تشكل أساس الاستقرار فى الشرق الأوسط، وأن الولايات المتحدة ضحت بالكثير من مصالحها مع دول أخرى من أجل التفاهم مع طهران، بعكس ترامب الذى يعتبر أن إيران هى عدو وتهدد المصالح الطبيعية للولايات المتحدة الأمريكية مع دول الخليج العربى، لذلك فإن إيران، بحسب المصادر نفسها، لعبت دورًا مهمًا فى الانتخابات الرئاسية بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وعندما أيقنت أن الاحتجاجات فى الجامعات ضد الولايات المتحدة تؤثر على هاريس، عمدت إلى التخفيف من وقع هذه الاحتجاجات. وما يسمى بـ«الإسناد» كان توجهًا إيرانيًا لعدم التصعيد ضد إسرائيل ، لأن توسع الحرب سوف ينعكس سلبًا على هاريس وحتى إن «وول ستريت جورنال» لفتت إلى أن هاريس هى مرشحة إيران. أما إسرائيل فلعبت دورًا بارزًا فى الانتخابات الأمريكية، فحكومة بنيامين نتنياهو ترى أن ترامب هو الخيار الأفضل، مع العلم أن المؤتمر الديمقراطى الذى أشرفت عليه هاريس كان أكثر دعمًا لإسرائيل من أى مؤتمر آخر، ما يشير إلى أن الناخب العربى والمسلم له كلمته، لكن الكلمة الأهم تبقى للوبى الإسرائيلى فى الولايات المتحدة والناخب اليهودى فى نيوجرسى ونيويورك.
مما لا شك فيه أن ترامب هو المرشح الأفضل لدول الخليج العربى وبالأخص بالنسبة إلى الرياض التى مرت بعلاقة سيئة مع الإدارة الأمريكية الراهنة فى عهد الرئيس جو بايدن. ويبقى أن ملف الطاقة يجمع بين دول الخليج وترامب، فضلًا عن ملف التقارب مع روسيا. فوصول ترامب إلى البيت الأبيض وتفاهمه مع روسيا، يشير إلى أن الحصار السياسى والاقتصادى على سوريا سوف يرفع ولو بشكل تدريجى، وسيكون نقطة التقاء بين الولايات المتحدة وروسيا ودول الخليج التى تسعى لتحسين علاقاتها مع سوريا، وهذا الأمر سينعكس سلبًا على النفوذ الإيرانى فى المنطقة.
لكن ماذا عن لبنان؟
ترى الإدارة الديمقراطية أن الواقع الحالى فى لبنان المتمثل بوجود قوى وفاعل لحزب الله لا يزعج الولايات المتحدة شرط أن يسيطر الهدوء على الحدود الشمالية، وحماية أمن إسرائيل. أما ترامب فيرى ومن إلى جانبه، أن مستقبل لبنان ليس بوقف إطلاق النار، وإنما بإنهاء حالة الحرب مع إسرائيل، ولذلك فإن انتخاب ترامب سوف يترافق، وفق ترجيحات المصادر، مع تصعيد عسكرى فى لبنان من أجل دفع هذا البلد نحو اتفاق أبعد من تنفيذ القرار الدولى 1701.
وعليه، يمكن القول إن هذه الانتخابات فى الولايات المتحدة، ليست انتخابات محلية إنما يعنى بها العالم أجمع.
**
* روسيا والانتخابات الأمريكية
قال الرئيس الروسى السابق دميترى ميدفيديف، الأحد، إن انتخابات الرئاسة الأمريكية التى ستجرى اليوم الثلاثاء لن تغير شيئًا بالنسبة لموسكو.
كتب ميدفيديف الذى يشغل حاليًا منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسى على تطبيق تيليجرام يقول «الانتخابات (الأمريكية) لن تغير شيئًا بالنسبة لروسيا لأن مواقف المرشحين للرئاسة تعبر تمامًا عن الإجماع لدى حزبيهما الديمقراطى والجمهورى على ضرورة هزيمة بلادنا».
***
ترامب وهاريس يسابقان الوقت لكسب الأصوات
واصلت كامالا هاريس ومنافسها دونالد ترامب، الأحد، حملة أخيرة محمومة لكسب الأصوات فى الولايات الحاسمة قبل ساعات على موعد الانتخابات التى تشهد تقاربًا تاريخيًا فى التأييد.
وقال ترامب فى أول تجمع انتخابى له فى بنسلفانيا، إن «مصير أمتنا بين أيديكم. عليكم أن تنهضوا الثلاثاء». ووعد ترامب بـ«موجة عارمة» من الأصوات لمصلحته.
من جهتها أكدت هاريس، على منصة للحملة الانتخابية فى جامعة ميشيجان، أن «الزخم فى مصلحتنا».
وصوّت أكثر من 76 مليون شخص مبكرًا قبل الثلاثاء فى وقت تظهر الاستطلاعات تعادل نتائج المرشحين فى هذه المرحلة إلى حد غير مسبوق.
وأشار استطلاع أخير أجرته صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع سيينا الأحد إلى بعض التغييرات التدريجية فى الولايات الرئيسية المتأرجحة، لكن النتائج من كل الولايات السبع ظلت ضمن هامش الخطأ.
وهاريس الساعية لكسب التأييد فى ولايات البحيرات الكبرى التى تعد أساسية بالنسبة للديمقراطيين، قضت النهار فى ميشيجان، بدءًا بديترويت قبل التوقف فى بونتياك وإقامتها تجمّعا انتخابيًا مساء فى جامعة ولاية ميشيجان.
وقالت هاريس فى دردشة مع الصحفيين فى ديترويت «ملأت للتو بطاقة الاقتراع (وأرسلتها) عبر البريد»، مضيفة أن «بطاقتى فى طريقها إلى كاليفورنيا»، الولاية التى تنحدر منها.
أما جدول أعمال ترامب ليوم الأحد، فقد تركز على بنسلفانيا وكارولاينا الشمالية وجورجيا التى يعد الفوز فيها مكسبًا فى منتهى الأهمية فى إطار نظام المجمع الانتخابي الذى يعطى النفوذ للولايات بحسب عدد سكانها.
***
كيف تؤثر جماعات الضغط على الناخبين الأمريكيين؟
مع اقتراب يوم الاقتراع فى الانتخابات الأمريكية، الثلاثاء، يبرز الدور المتزايد لجماعات الضغط فى التأثير المحتمل على نتائج السباق الرئاسى بين الجمهورى، دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس.
تقول بونى جليك، نائبة رئيسة التجمع النسائى فى الحزب الجمهورى بولاية ماريلاند، إن عمل جماعات الضغط قانونى ومؤثر.
وتشير فى حديثها لقناة «الحرة» إن هناك مجموعات ضغط تعمل مع المشرعين فى الكونجرس للحصول على القوانين التى ترغب فيها.
وتقول «جليك» فى لقاء ضمن برنامج «المواجهة» على قناة «الحرة»، إنه فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية وحتى التشريعية، فالأمر الأساسى هو التمويل.
وتضيف «جليك» أن كل التمويل الذى يقدم سواء لترامب أو المشرعين الجمهوريين هو قانونى لأنه يدخل فى إطار حرية التعبير.
وإضافة إلى تأثيرها فى الانتخابات الرئاسية، تقول «جليك»، إن جماعات الضغط تؤثر أيضًا فى السياسة الخارجية للولايات المتحدة خاصة شركات الأسلحة التى تؤثر كثيرًا فى قوانين بيع الأسلحة للدول فى الخارج.
أما المستشارُ القانونى السابق للرئيس، جو بايدن، عندما كان سيناتور، تشيب ريد، فيرى أن جماعات الضغط نشيطة جدًا وتركز على المواضيع فى الكونجرس والبيت الأبيض وتدافع عن مصالحها.
ويقول إن جماعات الضغط القوية هى التى تمثل الشركات الكبيرة وفى أغلبيتها من الجمهوريين مثل شركات النفط أو مصنعى الأسلحة.
ورغم إقراره بأن عمل جماعات الضغط قانونى، إلا أن المستشار السابق يحذر من قضية «الأموال القاتمة» التى تضخ فى المنظومة دون أن يعرف عنها شيئًا، قائلًا إن «الأثرياء مع محامين جيدين تمكنوا من ضخ أموال فى المنظومة لا نعرف عنها أى شىء».
وتقر جليك وريد أنه يصعب التملص من جماعات الضغط وتأثيرها على الانتخابات وتشريعات القوانين فى البلاد.
***
ما خطورة حصول قراصنة صينيين على تسجيلات لسياسيين أمريكيين؟
اعتبر الخبير والمحلل بمركز «جوزيف رينى» للدراسات، جون باتريك كارول، فى حديث إلى قناة «الحرة»، إن نجاح قراصنة مرتبطين بالحكومة الصينية فى اعتراض مكالمات هاتفية وجمع تسجيلات صوتية لعدد من الشخصيات الأمريكية، يعد اختراقًا خطيرًا.
وكانت صحيفة «واشنطن بوستى الأمريكية قد ذكرت فى تقرير سابق، أن أولئك القراصنة نجحوا فى اعتراض مكالمات هاتفية وجمع تسجيلات صوتية لعدد من الشخصيات، من بينهم مستشار فى حملة المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب.
ويُعتقد أن الهجوم جزء من عملية تجسس واسعة ينفذها فريق مرتبط بالحكومة الصينية، معروف باسم «إعصار الملح» أو (Salt Typhoon).
واعتبر كارول أن تلك الاختراقات «كشفت عن وجود انقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين»، مضيفا: «تلك الأنشطة الشريرة التى جرى الكشف عنها، تحاول تقويض إيمان الأمريكيين بالديمقراطية.. و(إعصار الملح) يذكرنا بضرورة الإقرار بوجود أخطار استراتيجية قادمة من دول مثل الصين».
وتابع: «لا نعرف ماذا جرى من خلال اعتراض تلك المكالمات الهاتفية الخاصة بحملتى ترامب أو حملة المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، أو تلك الخاصة بزعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ، تشاك تشومر».
وعن طرق مواجهة تلك المحاولات، أجاب الخبير: «يمكن فرض عقوبات على الأفراد الذين قاموا بعمليات القرصنة، كما حدث فى الانتخابات الأمريكية عام 2016، عندما عمد قراصنة بدعم من الحكومة الروسية إلى القيام بأنشطة شريرة عبر وسائل التواصل الاجتماعى، لتقويض العملية الانتخابية».
وزاد: «يجب أيضًا طرح هذه المسألة خلال الاجتماعات الدبلوماسية مع المسئولين الصينيين، وإخبارهم بخطورة مثل هذه التصرفات، خاصة أن هناك الكثير من الانقسام داخل الولايات المتحدة».
وشدد كارول على ضرورة عدم السماح بتقويض مؤسسات الولايات المتحدة، من خلال تلك الاختراقات.
وطالب الخبير الأمريكى بضرورة أن تتحمل شركات الاتصالات الكبرى فى بلاده، مسئولياتها تجاه منع عمليات القرصنة والاختراقات، مردفًا: «عند اكتشاف عمليات قرصنة وسرقة بيانات لمواطنين ومسئولين، فعليها (الشركات) أن تبلغ السلطات المختصة مباشرة».
كما نبه كارول إلى ضرورة التنسيق بين القطاعين الخاص والعام فى مثل تلك المسائل، مشددًا على أهمية الاستثمار بصورة أكبر فى الدفاع السيبرانى والبنى التحتية اللازمة لمنع حدوث تلك الأنشطة، على حد قوله.
ووفق واشنطن بوست، كانت عملية القرصنة قد استهدفت مكالمات غير مشفرة ونصوصًا قصيرة، فيما لم تتأثر الاتصالات المحمية بالتشفير الكامل، وذلك فى وقت تجرى السلطات الأمريكية فيه تحقيقات لتحديد مدى الاختراق، بينما رفض مكتب التحقيقات الفيدرالى التعليق على الأمر.
وكان مكتب التحقيقات الاتحادى ووكالة الأمن السيبرانى وأمن البنية التحتية الأمريكية، قد ذكرا، الجمعة، أنهما يحققان فى دخول غير مصرح به إلى البنية التحتية للاتصالات التجارية، من قِبل أشخاص مرتبطين بالصين.
* روسيا والانتخابات الأمريكية
قال الرئيس الروسى السابق «دميترى ميدفيديف» إن انتخابات الرئاسة الأمريكية لن تغير شيئًا بالنسبة لموسكو، وهذا يعتمد على أن روسيا الاتحادية، تعتبر أن حربها مجرد غزوة داخل أوكرانيا، وأن حلف الأطلسى غُرر به من الولايات المتحدة الأمريكية.
«ميدفيديف» يشغل حاليًا منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسى، نشر على «تيليجرام» يقول «الانتخابات (الأمرسكية) لن تغير شيئًا بالنسبة لروسيا، لأن مواقف المرشحين للرئاسة تعبر تمامًا عن الإجماع لدى حزبيهما الديمقراطى والجمهورى على ضرورة هزيمة بلادنا».
وبين قضايا المنطقة والشرق الأوسط، إلى روسيا والصين، يغيب ترامب وهاريس فى مسارات السباق الانتخابى، ويسابقان الوقت لكسب الأصوات.
* الأزواج.. نكتة الواقع
كان ما يريد أن ندركه فى يوم الانتخاب، أو يفهم مسبقًا، أن حالة الولايات المتحدة الأمريكية، تقترب من صراع الأزواج، المطلقات وغيرهم من الطبقات، وبحسب ذلك، يلفت د. حسن نافعة على صفحته فى فيسبوك، إلى أن:
«أمـريكا عاملة زى المتجوز ٣ نسوان».
.. لنقرأ، الرئيس الأمريكى المقبل على المجتمع الدولى، يستوعب بعض الملاحظات ومنها، العنوان الغريب/القريب:
«إسـرائيل .. أوكـرانيا.. تـايوان..!».
فجأة لقيت نفسها فى ورطة..
الـ٣ نسوان دخلوا فى مشاكل..
والـ٣ نسوان كل واحدة فى قارة، وخسارة أى واحدة كارثة كبرى:
- إسـرائيل خسارتها تعنى خسارة الشرق الأوسط.
- أوكـرانيا خسارتها تعنى خسارة أوروبا كلها وسيطرة روسـيا على كل مواردها وانتهاء دور حلف الناتو.
- تـايوان خسارتها يعنى خسارة السيطرة على (Demilitarized zone) وخسارة كوريا الجنوبية وبالتبعية اليابان وخسارة ٩٠% من مصانع الميكروشيب (المعالجات الإلكترونية) فى العالم وإعلان الصين دولة عظمى وانتهاء السيطرة الأمريكية على العالم حرفًا وموضوعًا.
الآن الدولة العميقة الماسونية من ناحية والدولة الاستعمارية من ناحية فى صراع داخل واشنطن على الأولويات والأهداف.
ومهما كانوا أقوياء لن يستطيعوا القتـال فى ٣ قارات ومع ٣ قوى تعتبر عظمى بعيدًا عن العرب..
ربنا يوحدنا.. قادر على كل شىء!
لماذا أسرد هذه القصة الحزينة؟!
حتى نفهم أين نقف، وعلى أى زاوية وأى رمال! وما يهمنا فى الأمر الآن هو غزتنا ولبناننا وقدسنا ومنطقتنا، لأن اسـرائيل الآن تحاول جر أمـريكا بأى صورة لصراع إقليمى تضمن فيه تفوقها وتوريط أمريكا معها حتى لا تتخلى عنها فى حال نشب صراع عالمى تضطر فيه أمريكا لأن تتخلى عن أضعف زوجة مكروهة وبشعة، وكلها مشاكل وتريد من يحميها عكس الزوجات الأُخريات الأكثر أهمية استراتيجية.
أتمنى وبصورة بسيطة أكون وصلت لكم الفكرة، يتابع د. نافعة:
قبل انتخابات رعاة البقر، ولماذا إسـرائيل تسابق الزمن فى موضوع إيران، ولماذا هناك حتمية توسع وتمدد الصراع غصب عن الجميع؟..
* الانتخابات تعيد ترتيب سياسة الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط.
قامت معظم مراكز الأبحاث والدراسات والجامعات، باختراع تصورات تشتت قضايا المنطقة عن اليوم الانتخابى الحاسم، وهنا من الطبيعى أن يؤثر النزاع فى الشرق الأوسط والانتخابات الرئاسية الأمريكية لهذا العام على بعضهما البعض بطرق مهمة؛ هذه رؤية السياسى والباحثين الاستراتيجى الأمريكى جيمس زغبى، رئيس المعهد العربى الأمريكى - واشنطن، الذى يرسم صورة لحالة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وكيف سيكون أثرها على المنطقة والشرق الأوسط، عدا عن المجتمع الدولى.
زغبى قال: نحن نشهد جدلًا داخليًا يتكشف داخل الحزب «الديمقراطى»، إلى جانب تشدد المواقف على الجانب «الجمهورى».
وفى التحليل مؤشرات ركز عليها، نتيجة للصراع الانتخابى الذى يتوج اليوم وسط اعتبارات تتعلق بالداخل الأمريكى، كما فى خارج الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك، لخص زغبى النتائج بما هى على تماس مباشر مع حروب أزمات الشرق الأوسط، تحديدًا المنطقة وما آلت إليه الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، كما وقعها على جبهة الجنوب اللبنانى وكل الدولة اللبنانية، المؤشرات، انتباهة ضرورية تضع الرؤية أمام حراك اليوم التالى لإعلان فوز الرئيس/ الرئيسة القادم على البيت الأبيض:
* المؤشر الأول:
هناك أمل ضئيل فى حدوث أى تغيير كبير فى السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، بغض النظر عن الفائز فى الانتخابات. لقد تسببت حرب إسرائيل فى غزة فى حدوث انقسام داخل التحالف «الديمقراطى».
وخلال العقد الماضى، نشأت عدة حركات جماهيرية فى الولايات المتحدة استجابة لحقوق المرأة، و«حياة السود تهم»، والهجرة، والسيطرة على السلاح. وقد اندلعت كل هذه القضايا كقضايا حزبية تضع «الديمقراطيين» فى مواجهة «الجمهوريين». وتعد الحركة الجماهيرية لدعم الحقوق الفلسطينية ووقف إطلاق النار فى غزة أحدث هذه التغييرات. وهى تتكون من نفس المجموعات المكونة التقدمية الأساسية. والفرق الرئيسى بين الحركة المؤيدة للفلسطينيين والحركات الأخرى هو أنها ليست جهدًا حزبيًا بحتًا، بل إنها شأن داخلى يضع عناصر رئيسية فى التحالف الديمقراطى ضد قيادة الحزب.
* المؤشر الثانى:
تشير استطلاعات الرأى إلى أن معظم «الديمقراطيين» يتعاطفون للمرة الأولى مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين، ويرغبون فى وقف فورى لإطلاق النار، ويدعمون تعليق المساعدات العسكرية لإسرائيل. كما أنهم لا يميلون إلى رؤية الولايات المتحدة متورطة عسكريًا فى صراعات الشرق الأوسط والعالم.
وتتجلى هذه المواقف بشكل خاص بين الناخبين الشباب وغير البيض- وهم مكونات أساسية فى الائتلاف «الديمقراطى».
* المؤشر الثالث:
طبيعة التوتر داخل الحزب «الديمقراطى» حقيقية، وقد يكلف الحزب أصواتًا فى بعض الولايات. ورغم أن تغيير المواقف داخل الحزب «الديمقراطى» نتيجة للحرب قد أدى إلى ابتعاد بعض الأعضاء عن الروابط التاريخية للحزب مع إسرائيل، إلا أن هذا التحول بدأ يؤثر أيضًا على السياسات.
فقد وقع عدد قياسى من أعضاء الكونجرس «الديمقراطيين» على مشاريع قوانين ورسائل تحث على وقف إطلاق النار أو تدعو إلى فرض قيود على شحنات الأسلحة الأمريكية إلى دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية.
* المؤشر الرابع:
يظل «الجمهوريون» خاضعين لهيمنة اليمين المسيحى وبقايا الحركة المحافظة الجديدة، وكلاهما يتبنى رؤية عالمية مانوية تدعم إسرائيل دون قيد أو شرط فى دورها بالمنطقة والعالم. وعلى الرغم من الخسائر البشرية والمادية والهيبة الأمريكية الناتجة عن الحروب الكارثية فى العراق وأفغانستان.
* المؤشر الخامس:
تواصل التيارات الأيديولوجية النظر إلى الولايات المتحدة كقوة رئيسية للخير فى العالم. بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، سيستمر التصدع - سواء داخل الحزب «الديمقراطى» أو بين الحزبين. لا أتوقع أن تقوم إدارة هاريس بأى تحول فورى أو جذرى فى نهجها.
*ا لمؤشر السادس:
لا تزال مؤسسات السياسة الخارجية والاستشارات السياسية «الديمقراطية» متحفظة وبعيدة عن الديناميكيات المتغيرة لدى الناخبين، والقدرة المتضائلة للولايات المتحدة فى العالم. لكننى أتوقع أنها ستضطر فى النهاية إلى الاعتراف والاستجابة للضغوط السياسية التى تتزايد من القاعدة وتقديم بعض التكيف معها.
* المؤشر السابع:
ترامب، من ناحية أخرى، فهو ترامب. أتوقع أن تكون إدارته غير تقليدية وغير متوقعة كما كانت فى السابق. ومع ذلك، على الرغم من رغبته فى تجنب التورط فى الحروب الخارجية، إلا أنه لن ينحرف عن، أو يتحدى، معتقدات أنصاره فى هيمنة الولايات المتحدة وسلامة سلوكيات إسرائيل. لكن مدى التعقيدات والتوترات المتزايدة فى منطقة الشرق الأوسط سيتطلب منه تقديم بعض التنازلات.
ولكننى لست متأكدًا من أن بإمكانه أو، فى هذا السياق، المؤسسة «الديمقراطية» للسياسة الخارجية، التصدى لهذا التحدى. وسيتعين عليهم التفكير فى أمور أكبر من مجرد «محاولة تهدئة الأمور» فى لبنان وسوريا والعراق وإيران والسودان وليبيا واليمن. يجب عليهم الاعتراف بأن الولايات المتحدة لا تستطيع إحداث تغيير دون معالجة المظالم التاريخية. كما يجب عليهم التعامل مع الحقائق الجديدة.
* المؤشر الثامن:
رغم وجود تغيرات فى السياسة الأمريكية وفى الديناميكيات التى تتكشف عبر الشرق الأوسط، فإن الأمر يتطلب تفكيرًا جديدًا وقيادة مبدعة. ويبدو أن هذا التفكير الجديد يتطور فى الشرق الأوسط أكثر منه فى الولايات المتحدة، التى لا تزال عالقة فى عقلية ما بعد الحرب الباردة القديمة، التى تنظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها «الأمة التى لا غنى عنها»، أو «المدينة المتألقة على التل»، أو «منارة الحرية».
وبينما أشعر بالارتياح لاستمرار المناقشة الساخنة على الجانب «الديمقراطى» حول دور الولايات المتحدة فى المنطقة والعالم، فإننى لست واثقًا من أن الحزب «الجمهورى»، كما هو، سيكون قادرًا على الانخراط فى النوع من النقد الذاتى اللازم لجعل التغيير ممكنًا. ستكون نتيجة ذلك التوتر الحزبى والجمود الذى يجعل الولايات المتحدة، فى الأمد القريب، غير قادرة على لعب دور ذى مغزى فى المساهمة فى سلام واستقرار الشرق الأوسط.
* المؤشر التاسع:
تحرك العديد من حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين بشكل مستقل لتأمين أنفسهم وتخفيف التوترات الإقليمية.
.. عمليًا، نحن فى اليوم الموعود:
يتوجّه الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع اليوم الثلاثاء، الخامس من نوفمبر، لاختيار رئيسهم المقبل.
يتمّ إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية فى بعض الأحيان فى غضون ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع، لكن المنافسة المتقاربة هذا العام قد تعنى انتظارًا أطول.
فى بعض السباقات الرئاسية، يتم الإعلان عن الفائز فى وقت متأخر من ليلة الانتخابات، أو فى وقت مبكر من صباح اليوم التالى.
هذه المرّة، قد يعنى السباق المحتدم فى العديد من الولايات أن وسائل الإعلام تنتظر فترة أطول قبل الإعلان عن الفائز.
وكانت الديمقراطية كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالية، والجمهورى دونالد ترامب، الرئيس السابق، يتنافسان منذ أسابيع.
والانتصارات بفارق ضئيل يمكن أن تعنى أيضًا إعادة فرز الأصوات.
فى ولاية بنسلفانيا المتأرجحة الرئيسية، على سبيل المثال، ستكون هناك حاجة إلى إعادة فرز الأصوات على مستوى الولاية إذا كان هناك فارق نصف نقطة مئوية بين الأصوات التى تم الإدلاء بها للفائز والخاسر. وفى عام 2020، كان الهامش يزيد قليلًا عن 1.1 نقطة مئوية.
أكثر من 100 دعوى قضائية، رُفعت قبل الانتخابات، بما فى ذلك الطعون فى أهلية الناخبين وإدارة قوائم الناخبين، من قِبل الجمهوريين.
وتشمل السيناريوهات الأخرى التى قد تسبب تأخيرًا أى اضطراب متعلق بالانتخابات، خاصة فى مواقع الاقتراع.
من ناحية أخرى، تم تسريع عملية فرز الأصوات فى بعض المناطق، بما فى ذلك ولاية ميشيجان الحاسمة، وسيتم الإدلاء بعدد أقل بكثير من الأصوات عبر البريد مقارنة بالانتخابات الأخيرة، التى كانت خلال جائحة كوفيد- 19.
* تذكر معى: نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة
جرت انتخابات 2020 يوم الثلاثاء 3 نوفمبر، إلا أن شبكات التليفزيون الأمريكية لم تعلن فوز جو بايدن إلا فى وقت متأخر من صباح السبت 7 نوفمبر، بعد أن أصبحت النتيجة فى ولاية بنسلفانيا أكثر وضوحًا.
وفى الانتخابات السابقة الأخرى، كان انتظار الناخبين أقصر بكثير.
فى عام 2016، عندما فاز ترامب بالرئاسة، أُعلن فوزه قبل وقت قصير من الساعة 03:00 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة فى اليوم التالى للانتخابات.
وفى عام 2012، عندما حصل باراك أوباما على فترة ولاية ثانية، كان من المتوقّع فوزه قبل منتصف ليل يوم الاقتراع نفسه.
ومع ذلك، كانت انتخابات عام 2000 بين جورج دبليو بوش وآل غور استثناء ملحوظًا.
تم إجراء التصويت فى 7 نوفمبر، لكن الحملتين دخلتا فى منافسة شرسة بسبب المنافسة الشديدة فى فلوريدا، ولم يتم تحديد السباق حتى 12 يناير. وصوّتت المحكمة العليا الأمريكية لصالح إنهاء عملية إعادة فرز الأصوات فى الولاية، الأمر الذى أبقى بوش فى منصبه باعتباره الفائز ومنحه البيت الأبيض.
* الناجح يرفع إيده.
يتوجّه الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع الثلاثاء، اليوم، لاختيار رئيسهم المقبل.
يتمّ إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية فى بعض الأحيان فى غضون ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع، لكن المنافسة المتقاربة هذا العام قد تعنى انتظارًا أطول.
* هل تتوقّع نتيجة الانتخابات الرئاسية؟
فى بعض السباقات الرئاسية، يتم الإعلان عن الفائز فى وقت متأخر من ليلة الانتخابات، أو فى وقت مبكر من صباح اليوم التالي.
هذه المرّة، قد يعنى السباق المحتدم فى العديد من الولايات أن وسائل الإعلام تنتظر فترة أطول قبل الإعلان عن الفائز.
* لو أردت معرفة من فاز.. انتظر.
* متى تكون نتيجة الانتخابات الرئاسية 2024 أمام الجمهور؟.
فى بعض السباقات الرئاسية، يتم الإعلان عن الفائز فى وقت متأخر من ليلة الانتخابات، أو فى وقت مبكر من صباح اليوم التالي.
هذه المرّة، قد يعنى السباق المحتدم فى العديد من الولايات أن وسائل الإعلام تنتظر فترة أطول قبل الإعلان عن الفائز.
وكانت الديموقراطية كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالية، والجمهورى دونالد ترامب، الرئيس السابق، يتنافسان منذ أسابيع.
والانتصارات بفارق ضئيل يمكن أن تعنى أيضًا إعادة فرز الأصوات.
فى ولاية بنسلفانيا المتأرجحة الرئيسية، على سبيل المثال، ستكون هناك حاجة إلى إعادة فرز الأصوات على مستوى الولاية إذا كان هناك فارق نصف نقطة مئوية بين الأصوات التى تم الإدلاء بها للفائز والخاسر. وفى عام 2020، كان الهامش يزيد قليلًا عن 1.1 نقطة مئوية.
قانونيا، وتشريعيًا خاض القضاء، إشكاليات رفع أكثر من 100 دعوى قضائية قبل الانتخابات، بما فى ذلك الطعون فى أهلية الناخبين وإدارة قوائم الناخبين، من قِبل الجمهوريين.
وتشمل السيناريوهات الأخرى التى قد تسبب تأخيرًا أى اضطراب متعلق بالانتخابات، خاصة فى مواقع الاقتراع.
من ناحية أخرى، تم تسريع عملية فرز الأصوات فى بعض المناطق، بما فى ذلك ولاية ميشيجان الحاسمة، وسيتم الإدلاء بعدد أقل بكثير من الأصوات عبر البريد مقارنة بالانتخابات الأخيرة، التى كانت خلال جائحة كوفيد- 19.
* عن كابوس إعادة فرز الأصوات اللانهائية.
يقول المحلل السياسى الفرنسى «فرانشيسكا دى فيلاسموندو»
إن الذى سيحدث فى صباح السادس من نوفمبر، قد لا يكون هناك فائز واضح فى يوم التصويت لانتخاب الرئيس الأمريكى. وهو يرى أنه عندما يصبح الفارق 0.5%، ستتم إعادة فرز الأصوات.
«فيلاسموندو» وصف الانتخابات الأمريكية، بأنها الأكثر غموضًا على الإطلاق، وهي
الانتخابات التى لا يمكن التنبؤ بها على الإطلاق ستؤدى إلى أطول ليلة انتخابية على الإطلاق.
.. ويعلل: لماذا سيستغرق الأمر بعض الوقت لفهم من سيكون الرئيس المقبل؟!.
يجيب: بحسب الطريقة الفرنسية فى تحليل الوقائع، أنه قد لا يكون هناك فائز فى يوم 6 نوفمبر.
ويبدأ فى الساعة السادسة مساء بالتوقيت الشرقى، منتصف الليل فى فرنسا، مع إغلاق صناديق الاقتراع فى ولايتى إنديانا وكنتاكى. لكن يمكن رؤية بعض النتائج بعد ساعة، عندما تبدأ مجموعة أخرى من خمس ولايات فى عدّ الأصوات فى الساعة الواحدة ظهرًا، تليها ثلاث ولايات أخرى بعد نصف ساعة... والواقعى، ستصل البيانات الأولى المثيرة للاهتمام إلى هنا من ولايتين محوريتين: نورث كارولاينا وجورجيا.
تبدأ اللعبة الحقيقية بين الساعة الثانية والرابعة صباحًا عندما تغلق صناديق الاقتراع فى الولايات المتأرجحة المتبقية: بنسلفانيا وميشيجان وويسكونسن وأريزونا ونيفادا.
يذكرنا «فيلاسموندو» أنه فى عام 2020، كانت الأصوات البريدية هى التى كان لها وزن أكبر بكثير من المتوسط فى الانتخابات السابقة.
من هذه النقطة فصاعدًا، سوف ندخل منطقة مجهولة. تقليديًا، فى الساعة 5 صباحًا و11 مساءً فى الولايات المتحدة، مباشرة بعد إغلاق التصويت فى كاليفورنيا، ستبدأ مكاتب صنع القرار المختلفة فى الشبكات الأمريكية الكبرى فى استدعاء الفائز وبعد فترة وجيزة من إلقاء خطاب «الامتياز». وصول المرشح الخاسر فى السنوات الأخيرة، لم يتم احترام هذا التقليد وكان علينا الانتظار حتى النهاية لإجراء الفرز. فى عام 2020، كانت الأصوات البريدية هى التى كان لها وزن أكبر بكثير من المتوسط فى الانتخابات السابقة.
* كل ولاية لديها قواعد مختلفة.
يعتمد تعقيد النظام الانتخابى على حقيقة أن كل ولاية لديها قواعد مختلفة فيما يتعلق بالعد، أى ما إذا كان يجب البدء بالأصوات التى يتم الإدلاء بها شخصيًا، أو تلك التى تم الإدلاء بها فى الأيام السابقة، أو تلك التى يتم الإدلاء بها عن طريق البريد. وقد أدى هذا النظام إلى ظهور ما يسميه المحللون «السراب الانتخابى». فى عام 2020، بدا ترامب فى البداية متقدمًا، حيث شجع ناخبيه على عدم التصويت عبر البريد، ولكن بعد ذلك، مع بدء فرز الأصوات عبر البريد، تقدم بايدن، وهو «السراب الأحمر» الذى كان آنذاك أساس خطاب رجل الأعمال فى عام 2020. *مزاعم سرقة الأصوات
فى الانتخابات الحالية، شجع الجمهوريون الناخبين على التصويت مبكرًا وعن طريق البريد، وبالتالى فإن «السحر» يجب أن يكون أقل وضوحًا، ولكن بين عشية وضحاها، اعتمادًا على بيانات المقاطعة، قد تأتى أوقات حيث لا يتوافق العد مع النتيجة النهائية.
وعن مسائل إعادة فرز الأصوات والاحتيال، يؤشر الباحث الفرنسى:
ثم هناك مسألة إعادة فرز الأصوات. وهنا أيضًا كل دولة تفعل ما تريد. فى أريزونا وبنسلفانيا، على سبيل المثال، يكون الأمر تلقائيًا إذا كانت المسافة بين المرشحين أقل من 0.5%. وفى جورجيا وكارولاينا الشمالية، تبدأ إعادة الفرز دائمًا بهامش 0.5، ولكن بناءً على طلب أحد المرشحين. وفى ميشيجان، يجب أن تكون العتبة 2000 صوت فقط، ولكن يمكن للمرشح أن يطلب ذلك إذا كان بإمكانه إثبات تعرضه للعقوبة. وفى ولاية ويسكونسن، تبدأ عملية إعادة الفرز بمسافة 0.25، لكن المرشح الذى يدفع يمكنه الحصول عليها بهامش أعلى.
كلما زاد عدد الحالات المتأرجحة، زاد احتمال الاضطرار إلى الانتظار. فى عام 2020، استغرق الأمر أربعة أيام للعثور على الفائز فى بنسلفانيا ونيفادا وأسبوع واحد فى أريزونا. وفى هذا السيناريو، يتنامى أيضًا الخوف من حدوث صدام عن بُعد بين المرشحين.
* نتيجة «السراب الأحمر».
يقول «فيلاسموندو»، إشارة إلى مصادر مقربة من ترامب إن رجل الأعمال سيكون على استعداد لإعلان نفسه الفائز دون انتظار بيانات حقيقية، ربما نتيجة «السراب الأحمر». ومع ذلك، مقارنة بعام 2020، يتمتع ترامب بسيطرة أكبر على الحزب الجمهورى، وبالتالى إذا أعلن نفسه فائزًا، فستكون لديه مجموعة أكبر من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ للدفاع عنه. بالإضافة إلى ذلك، فى السنوات الأخيرة، قام فريق ترامب ببناء جيش من المحامين المستعدين للقتال فى مئات المحاكم للطعن فى النتائج. قال دونالد ترامب الليلة الماضية فى ولاية بنسلفانيا: «كامالا هاريس متطرفة وفاسدة تمامًا». وألمح الرئيس السابق إلى أن الديمقراطيين سوف يتورطون فى عمليات احتيال: «إنهم فاسدون، وسيقولون إنهم يريدون 12 يومًا لمعرفة من فاز. يجب أن يتم وضعهم فى السجن. حتى استطلاعاتهم فاسدة».
يخلص الباحث فى التحليل إلى أن النتيجة النهائية فى الميزان وقد يصبح العد كابوسًا!
* أفلام ليلة الانتخابات الأمريكية
مجلة «فورين بوليسى»، قدمت للأمريكى قائمة ضمت 9 أفلام سينمائية تدور قصصها حول الاقتراع وكيف يتم التمهيد فى أمريكا، لحمى الانتخابات الرئاسية، والقائمة، موجهة، تركز على صراع الحزب الديمقراطى، فى مقابل ألاعيب المنافس الجمهورى، والأفلام ليست نكتة بقدر ما هى عملية توجيه فنى ثقافى، لكنها لا تبدع، أمام صناديق التصويت إلا حالة من الغموض، الأفلام المقترحة هى، بحسب المجلة: «من الرائع مشاهدتها ومقارنتها ببيئة الانتخابات الحالية».
وإلى قائمة الأفلام:
1-(1940) The Great McGinty
2. All the King›s Men (1949)
3. Primary elections (1960)
4. The candidate (1972)
5. Elections (1999)
6. Secret ballot (2001)
7. (2013) No
8. Weiner (2016)
9. Bobi Wine: The People›s Presiden
t (2022)
لكى ترتاح من هذا اليوم الطويل، لو كنت فى أى ولاية أمريكية أو فى أى مدينة عربية، القاهرة، عمان، أبوظبى، أو لوكنت فى تورا بورا، الحال، أنه، الرئيس القادم، يلوح ليعلن عن مرحلة جديدة فى العالم.
أنا وأنت، هو وهى، أنه مثل أى يوم، دعه يمر وأنت تشاهد مفارقات الولايات المتحدة، التى دعمت دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية لأكثر من عام، فى إبادة قطاع غزة ورفح، واجتياح جنوب لبنان، مع الهجمات الجوية وسط بيروت، كابينت الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى يتابع الأكاذيب والألاعيب التى يخترعها السفاح نتنياهو.