رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خريطة إصدارات المسرح فى معرض الكتاب: نصوص لكبار المؤلفين.. ودراسات نقدية متنوعة

معرض الكتاب
معرض الكتاب

تحتل إصدارات المسرح مساحة مهمة بين الكتب المعروضة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الحالية، والتى تسلط الضوء على محاور متعددة فى هذا الفن العريق، باعتباره إحدى أهم الوسائل الثقافية التى تعكس قضايا المجتمع وتطلعاته.

وتتنوع الإصدارات المسرحية فى المعرض بين النصوص لأبرز أعلام المسرح العربى والعالمى، والدراسات النقدية التى تناقش هذا الفن من زوايا تحليلية وإبداعية، فضلًا عن إصدارات لشباب المسرحيين التى يستعرضون فيها أفكارهم ورؤاهم بأسلوب يجمع بين الأصالة والمعاصرة.

وترصد «الدستور» خلال التقرير التالى، أبرز هذه الإصدارات التى تسهم فى إثراء الحركة المسرحية وتمثل فرصة مثالية للتواصل بين المبدعين والقراء، وتعزيز مكانة المسرح كجزء أصيل من ثقافتنا العربية.

«المعهد العالى لفن التمثيل العربى».. قصة الصرح الذى صنع أساطير المسرح والسينما

أصدرت الهيئة العامة للكتاب، كتاب «المعهد العالى لفن التمثيل العربى» للدكتور سيد على إسماعيل، أستاذ الأدب المسرحى بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان.
ويصف المؤلف كتابه فى مقدمته قائلًا: «إنه كنز معرفى، وتاريخ فنى غير مسبوق، كونه يؤرخ لمسيرة المعهد العالى لفن التمثيل العربى من عام ١٩٤٤ إلى ١٩٥٨، وقد درس فيه رموز الفن المسرحى- التمثيلى والنقدى، أمثال: إبراهيم سعفان، وإحسان القلعاوى، وأحمد عبدالحليم، وأمينة الصاوى، وأنور إسماعيل، وبرلنتى عبدالحميد، وتوفيق الدقن، وحسن عبدالسلام، وحمدى غيث، وروحية خالد، وزهرة العلا، وسعد أردش، وسعيد أبوبكر، وسميحة أيوب، وسناء جميل، وسهير البارونى، وشكرى سرحان». وتابع: «درس فيه صلاح قابيل، وصلاح سرحان، وصلاح منصور، وعادل المهيلمى، وعبدالغنى قمر، وعبدالفتاح البارودى، وعبدالله غيث، وعبدالمنعم إبراهيم، وعبدالمنعم مدبولى، وعمر الحريرى، وفاتن حمامة، وفاروق الدمرداش، وفريد شوقى، وكرم مطاوع، وكريمة مختار، وكمال عيد، وكمال ياسين، ومحمود الألفى، ومحمود عزمى، وملك الجمل، وناهد سمير».
وأكمل: «منهم أيضًا نبيل الألفى، ونبيلة السيد، ونجيب سرور، ونظيم شعراوى، ونعيمة وصفى، ونور الدمرداش، ووداد حمدى، بالإضافة إلى الدارسين العرب من سوريا، وفلسطين، والكويت، والعراق، والسودان، ولبنان، وتونس، والسعودية، ومراكش (المغرب)».
ويذكر الكتاب المواد الدراسية التى كانت تقدم بهذا المعهد، فى ذلك التوقيت وهى: الإخراج، وأدب السلوك «الإتيكيت»، والأدب العربى، والإلقاء والتمثيل، وتاريخ الأدب المسرحى، وتاريخ الفنون الجميلة، والتربية البدنية، والتعبير والارتجال، وتنمية الذوق الموسيقى، وحرفية المسرح والتمثيل، والحركة الإيقاعية، وحمل السلاح والشيش، والرقص الإيقاعى، والرياضة البدنية، والسولفيج، والصحافة العملية، وعلم النفس، وفن الأداء التمثيلى، وفن المسرح، والمكياج وتخطيط الوجه، والنقد المسرحى وتاريخه. 
وقال: «تلك المناهج كان يقوم على تدريسها أساتذة كبار منهم: جورج أبيض، وزكى طليمات، والدكتور طه حسين، والدكتور زكى مبارك، والشيخ أمين الخولى، والدكتور محمد مظهر سعيد، والدكتور وهيب كامل، والدكتور لويس عوض، والدكتور محمد مندور، والدكتور محمد القصاص، وأحمد أمين، وبشر فارس، وعباس محمود العقاد، وإبراهيم عبدالقادر المازنى، وأحمد حسن الزيات، وأحمد الشايب، ودرينى خشبة، وفتوح نشاطى، ويوسف وهبى، وأحمد علام، ومحمد حسن الشجاعى».
كما يتعرف القارئ فى هذا الكتاب على نشأة قسم «النقد والبحوث الفنية»، الذى يُعد القسم الثانى على مستوى العالم بعد روسيا، وسيتعرف على عناوين أول رسائل مسرحية نقدية قدمها طلبة الدبلوم، بوصفها دراسات رائدة، ناقشها أعلام النقد والأدب حينها، أمثال: الدكتور إبراهيم سلامة، والدكتور محمد مندور، والدكتور محمد القصاص، والدكتور شوقى ضيف، والدكتور مراد كامل.
أما القسم الثانى من الكتاب، فخصصه المؤلف لفرقة المعهد المُسماة بفرقة المسرح المصرى الحديث، وفيه سيتعرف القارئ على أدق تفاصيل هذه الفرقة، منذ كانت فكرة فى رأس مؤسسها زكى طليمات، ناهيك عن قراءة كل ما نُشر فى البرنامج الرسمى «البمفلت» لكل مسرحية قدمتها الفرقة تحت إدارة زكى طليمات بما فيه من توثيق وتأريخ وتحليل ومعلومات نادرة.
وقال المؤلف: «آخر ما تحدثت عنه فى هذا الكتاب (فرقة المسرح الحر)، كونها أول فرقة مسرحية تكونت من خريجى وطلاب المعهد دون أى دعم مادى أو معنوى من قبل المعهد أو الوزارة أسوة بفرقة المسرح المصرى الحديث».
وأضاف: «لولا الدعم المعنوى- من طه حسين وعزيز أباظة وتوفيق الحكيم- ما ظهرت فرقة المسرح الحر، التى ضمت أشخاصًا- لم تؤمن بموهبتهم الوزارة حينها- أمثال: توفيق الدقن، وحسين جمعة، وخيرية أحمد، وسعد أردش، وصلاح منصور، وعايدة كامل، وعبدالمنعم مدبولى، وعلى الغندور، وكمال عيد، وليلى فهمى، ونادية السبع، وناهد سمير، ووداد حمدى».

«الرقابة ومسرح الطفل»..تشكيلة من أجمل النصوص التى ترتقى بعقلية الصغار

طرح المركز القومى لثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، كتاب «الرقابة ومسرح الطفل» للدكتور سيد على إسماعيل، أستاذ الأدب المسرحى بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان.

وقال الدكتور سيد، فى مقدمة الكتاب: «عندما نشرت كتابى (الرقابة والمسرح المرفوض)- الذى أصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب عام ١٩٩٧- كنت أظن أن الرقابة المسرحية لا تراقب إلا نصوص الكبار من الناحيتين السياسية والأخلاقية.. إلخ، ولكن المفاجأة أننى وجدت نصوصًا مسرحية مكتوبة للأطفال تناولتها الرقابة من أجل الترخيص بتمثيلها، ووجدت تقارير الرقباء تُكتب بصورة نقدية إيجابية من أجل تنشئة الأطفال على الوطنية والأخلاق الحميدة والسلوك الإيجابى بما يفيد أطفالنا من خلال المسرح».

ويتناول هذا الكتاب تقارير الرقباء المكتوبة حول النصوص المسرحية الخاصة بالأطفال، والتى تم تمثيلها بالفعل من خلال وزارة الثقافة أو من خلال مسرح القطاع الخاص، أو التى كانت مجهزة للتمثيل.

وأشار المؤلف إلى بعض النصوص المسرحية التى أرفقها بتقاريرها الرقابية دون وجود تصريح رسمى بتمثيلها، قائلًا: «أغلب نصوص مسرحيات الطفل المتناولة فى هذا الكتاب عروض تم تمثيلها، ولكن نصوصها لم تُنشر، وبالتواصل مع مؤلفيها، وجد أن أغلبهم لا يملكون النصوص كونها نصوصًا مخطوطة لم تُنشر».

وتابع: «هنا أيقنت قيمة النصوص التى بين يدىّ، وعندما اقترحت على بعض كُتّاب هذه النصوص- ممن استطعت أن أجد وسيلة للتواصل معهم- نشر نصوصهم فى هذا الكتاب.. وافقوا ورحبوا بالفكرة».

والكتاب ينقسم إلى ٣ أجزاء، الأول بعنوان «مسرحيات بملاحظات رقابية»، وهى: «الصمت والثرثرة» لحمدى عباس، و«بياع اللعب» لزهير صبرى، و«رحمة وأمير الغابة» لألفريد فرج إعداد كامل صالح، و«مزمار عم حسونة» لهناء سعد الدين، و«يعملوها الكبار» إعداد عمرو عبدالرازق، و«الأخطبوط» لأحمد محمد شوشة، و«الشاطر إسلام» لأحمد إبراهيم أحمد، و«لعبة الأصدقاء» ترجمة وإعداد أحمد سعد عبدالحميد وعصام إبراهيم، و«حكاية الوطواط» لأحمد إبراهيم، و«بوجى وطمطم فى المراية السحرية» ترجمة هيدى بانوب وصياغة شوقى خميس، و«فستق وبندق مع الفيديو» للسيد حافظ.

والجزء الثانى بعنوان «مسرحيات نموذجية رقابية»، ومنها: «أصحاب القمر» لأحمد زحام، «البخيل» لفتحى فضل، و«عقلة الصوبع» لمحمد فريد أبوحديد، إعداد نورالدين ياسين، و«ملابس الإمبراطور» لناجى كامل، و«عودة الصياد» لعمر عسل، و«تارا فى الكوكب الآخر» لمصطفى محمود زايد، و«نعم ولا» ترجمة ليلى جاد إعداد شوقى خميس، و«دنيا الوفاء أو زهرة الياسمين» لأمين بكير.

والجزء الثالث بعنوان «النصوص المسرحية الكاملة»، وهى النصوص الكاملة التى تُنشر لأول مرة فى هذا الكتاب، وهى: «أصحاب القمر» لأحمد زحام، و«سندريلا» لأحمد سيد صلاح، و«صانعة اللعب» لعنتر هلال، و«عروسة الفوازير» لعزالدين الطوخى علام، و«التفاحة الثالثة» للشاعر أحمد سويلم، و«الطائر الأزرق» للدكتور حسام عطا.

«المسرح الغنائى فى مصر»..كيف نفرق بين الأوبرا والأوبريت والمسرح الاستعراضى؟

صدر كتاب «المسرح الغنائى فى مصر من بداياته وحتى نهاية القرن العشرين» للدكتورة ياسمين فراج، أستاذ النقد الموسيقى بأكاديمية الفنون، الناقدة الموسيقية والفنية، عن الهيئة العربية للمسرح بالشارقة، ضمن سلسلة دراسات. 

وتهدى د. ياسمين فراج كتابها لصنّاع وجمهور المسرح على شكل رباعية: «إلى رعاة فن المسرح أبوالفنون/ إلى فنانى خشباته الذين بحب يكدحون/ إلى جمهور المسرح الذى يسانده بجنون/ إلى كتّاب المسرح الخالدين وأبدًا لا يموتون».

وفى مقدمة الكتاب، تقول المؤلفة: «إن موسيقى المسرح ومسرح الموسيقى مصطلحان ظل تفسيرهما يؤرقنى طوال سنوات دراستى ثم عملى فى مجال المسرح والنقد والتدريس الأكاديمى، ومن هنا ارتأيت أنه من الضرورى أن أقدم دراسة واسعة عن المسرح الموسيقى الذى نعرفه فى مصر والوطن العربى باسم المسرح الغنائى».

وأضافت: «حدود الدراسة المكانية هى مصر؛ لأنها من أكثر بلدان المنطقة العربية إنتاجًا للعروض المسرحية عبر تاريخها. أما الحدود الزمانية فهو القرن العشرون؛ لأن خلاله حدثت تغيرات سياسية واجتماعية أثرت على شكل ومضمون المسرح الموسيقى فى مصر. وبالرغم من أن هذه الدراسة تتعرض لأوضاع المسرح الموسيقى فى مصر خلال القرن العشرين، إلا أنه كان لا بد من العروج على بدايات المسرح الموسيقى فى تاريخ مصر، بدءًا من عصور المصريين القدماء وما بعدها، كإطلالة توثق لأصول هذا النوع من المسرح فى تاريخ مصر».

وتابعت: «تتضمن هذه الدراسة الموسعة أيضًا تحليلًا يستند إلى علم اجتماع الموسيقى، يجمع بين دراسة أوضاع المجتمع الذى أنتجت فيه العروض المسرحية الغنائية، وبين التحليل الموسيقى لشكل ومضمون الغناء والتلحين أو التأليف فى عروض المسرح الموسيقى (الغنائى) خلال القرن العشرين، وذلك من خلال مجموعة من المدونات الموسيقية التى ننفرد بنشر بعضها للمرة الأولى على الإطلاق، لتكون بمثابة توثيق أيضًا لنوعيات مختلفة من موسيقى وأغنيات العروض المسرحية الموسيقية فى القرن العشرين».

تخلص تلك الدراسة إلى أن المسرح الغنائى المصرى فى النصف الأول من القرن العشرين كان الأوفر حظًا لدراسته والتوثيق له، فى مقابل ندرة فى توثيق ودراسة المسرح الغنائى المصرى فى النصف الثانى من القرن نفسه، وهذا ما تحاول الكاتبة تقديمه باستفاضة فى هذه الدراسة.

كما تستعرض نتائج خاصة لشكل ومضمون المسرح الغنائى فى كل فترة زمنية خلال القرن العشرين، فى محاولة للإجابة عن عدد من التساؤلات العامة التى تؤرق عددًا من المسرحيين فى مصر والوطن العربى، المتعلقة بالمسرح الموسيقى، والتى لم يحاول أحد من الباحثين الإجابة عنها حتى تاريخ تقديم هذه الدراسة، وهذه التساؤلات هى: «هل هناك أوبرات مصرية، وإذا كانت هناك أوبرات مصرية فما هى الفروقات بينها وبين الأوبرا بمفهومها الغربى؟ هل هناك فروقات بين الموسيقى والغناء فى الأوبرا والأوبريت والمسرح الاستعراضى؟ هل كل عرض يتضمن عددًا من الأغنيات يندرج تحت مسمى مسرح غنائى؟».