رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفلسطينيون: باقون فى غزة.. ولن نغادر أرضنا

الفلسطينيون
الفلسطينيون

أكد خبراء وسياسيون فلسطينيون رفض الشعب الفلسطينى أى مخططات تهجير تستهدفهم، سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية، وأنهم صامدون فى وجه أى خطط أو مقترحات تُطرح فى هذا الشأن.

وقالوا إن الفلسطينيين سيقفون بكل قوة فى وجه محاولات الاقتلاع والتهجير القسرى التى تستهدف هويتهم وحقوقهم التاريخية، معتبرين أن هذه المحاولات ليست جديدة، بل تأتى ضمن سياق مستمر من السياسات التى تسعى إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من أصحابها الشرعيين، فى انتهاك صارخ للقانون الدولى وحقوق الإنسان.

وخلال حديثهم، مع «الدستور»، شددوا على أن الفلسطينيين رغم التحديات الكبيرة يتمسكون بحقهم فى البقاء على أرضهم التاريخية، مستندين إلى تاريخ طويل من النضال والمقاومة. مشددين أيضًا على أن الدعم العربى والدولى الرافض لهذه المخططات يلعب دورًا مهمًا فى تعزيز صمودهم وتسليط الضوء على معاناتهم.

أحمد وفيق: شعبنا سيواجه محاولات التهجير بالنضال وإتمام المصالحة بين الفصائل

قال الدكتور أحمد رفيق عوض، السياسى الفلسطينى، إن إعادة طرح الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، مخطط تهجير الفلسطينيين دعوة مرفوضة كليًا، وهى ضد القانون الدولى والإنسانى، وهى ليست دعوة تؤدى إلى الاستقرار والهدوء ولكنها عملية تكافئ الاحتلال الإسرائيلى.

وأضاف «وفيق» أن هذا المقترح يحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى بالتهجير وليس بإنهاء الاحتلال، وهذا انحياز شديد للاحتلال وتبنى للرؤية الإسرائيلية الدائمة منذ ٧٠ عامًا، والقائلة بتهجير الفلسطينيين لمصر والأردن، متابعًا أن الإدارة الأمريكية حينما تتبنى ذلك الطرح فهى تتوافق فعليًا مع دعوات الاحتلال.

وأكد «عوض» أن الفلسطينيين سيواجهون هذه المخططات عبر الصمود والتصدى لها، وعبر إتمام المصالحة الفلسطينية والتسوية الداخلية التى باتت ضرورة ملحة، ليكون هناك تمثيل واحد ورؤية واحدة لإجهاض مقولة عدم وجود ممثل للفلسطينيين وإنهم ليسوا شعبًا ناضجًا ولا يستحق دولة. 

وتابع: «عملية إجهاض المخطط تتم أولًا بالصمود كما كنا، والمصالحة، فضلًا عن التعاون مع الأشقاء العرب، خاصة مصر والأردن، فهما المعنيان بعدم تحقيق ذلك لأنه سيؤدى إلى الكثير من ردات الفعل العكسية التى لا تفيد، ولها مخاطر ديموغرافية وسياسية وأمنية».

وقال إن الاحتلال أيضًا، وفى ضوء هذا، يواصل منع عودة سكان شمال قطاع غزة، فى انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار بينه وحركة حماس، متذرعًا بعدم الإفراج عن الأسيرة أربيل يهود.

وأوضح: «هم يريدون الكثير من الأمور، ليس فقط التهجير ولكن استكمال الحرب، لأن الصفقة أصبحت ثقيلة جدًا عليهم، وربما يندمون عليها لأن الحرب أفضل لهم، وتمنعهم من التفكك والذهاب إلى محاكمات وانتخابات».

وأضاف: «الحرب تمنع عودة سكان غزة وأسهمت فى تفريغه من سكانه، أما الصفقة فهى محرجة جدًا لإسرائيل، وهذا ما تعبّر عنه النخب والإعلام هناك، وحتى الحكومة نفسها تقول إنها ستعود للحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، لذا إعاقة سكان الشمال من العودة جزء من اللعبة، فإسرائيل الآن تشيطن حركة حماس وتدعى أنها التى خرقت الاتفاق وليس هى».

عبدالمهدى مطاوع: توفير بيئة صالحة وإعادة الإعمار ينسفان المخططات

رأى الدكتور عبدالمهدى مطاوع، الخبير السياسى الفلسطينى، أن إعادة طرح إدارة ترامب مخططات تهجير الشعب الفلسطينى تؤكد أنها تتوافق مع تحقيق أهداف إسرائيل بتهجير الشعب الفلسطينى.

وأكد «مطاوع» أن الهدف الأساسى من حرب غزة كان تهجير الفلسطينيين، وأن ما تم الإعلان عنه من أهداف واسعة، مثل القضاء على حماس وما شابهها من أهداف مطاطة أمور غير حقيقية، لأنه لا يمكن القضاء على جميع أفراد التنظيم حتى نقول قضينا على التنظيم، فالهدف كان تحويل غزة إلى مكان لا يصلح للحياة، وإسرائيل فى اتجاهها لتحقيق هذا الهدف.

ورأى أن التصدى لدعوات التهجير يتطلب توفير الأمل للفلسطينيين فيما بعد انتهاء الحرب، مشيرًا إلى أنه فى حال استمر الفلسطينيون فى العيش تحت نفس الظروف التى عانوا منها خلال الحرب التى امتدت لـ١٥ شهرًا، وفى بيئة تخلو من أى أفق للإعمار أو التحسين، سيزداد التفكير فى الهجرة كخيار، مضيفًا أن هذا الأمر بات واقعًا لا يمكن إنكاره ما لم يتم العمل على تغييره جذريًا.

وقال إن نسبة الذين يرغبون فى الهجرة كبيرة، خاصة بعد حرب الإبادة التى لم يكن وراءها أى مكاسب، مقابل الثمن الفظيع الذى دفعه الفلسطينيون، مواصلًا: «الكل يدرك ذلك باستثناء الإعلام، الذى يحاول تجميل وإظهار الفلسطينيين فقط بأنهم انتصروا دون النظر لمعاناتهم والثمن الذى دفعوه».

وعن محاولات إسرائيل تعطيل صفقة وقف إطلاق النار، أوضح: «نتنياهو يعرقل عودة سكان شمال قطاع غزة بحجة عدم الإفراج عن المحتجزة أربيل يهود، فهو يريد أن يظهر بأن له اليد العليا فى الاتفاق مع حماس، وأنه سيحاول وضع حد لكل المخالفات، لذا سيعطل عودة الأهالى حتى حل هذه الإشكالية».

أحمد زكارنة: نرفض المقترح على المستويين الرسمى والشعبى

اعتبر أحمد زكارنة، المحلل السياسى الفلسطينى، أن طرح ترامب تهجير الفلسطينيين أمر متوقع، فهو أقرب للصهيونية ويتوافق مع الكثير من الأفكار والطروحات الإسرائيلية، وإدارته تمثل فريق الأحلام للصهيونية الدينية، التى سيطبق مخططاتها أو على أقل تقدير سيتوافق معها.

وأكد «زكارنة» أن الفلسطينيين يرفضون أى دعوات للتهجير، سواء على المستوى الشعبى أو الرسمى، مشيرًا إلى أن مقترح التهجير من حالات الاختبار للمقاومة، التى تريد فتح خطوط تواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، لافتًا إلى أن نجاح مخططات التهجير يتوقف على مدى وحدة الرؤية والصف الفلسطينى، فهذه الدعوات اختبار حقيقى للمقاربة الوطنية وإعلائها على أى مقاربات حزبية أو فئوية أو حركية أخرى، لذا فإن الموقف الشعبى والرسمى والفصائلى سيحدد مستقبل هذه المخططات.

وقال إن استمرار غلق الاحتلال محور «نتساريم» ومنع عودة سكان شمال قطاع غزة، بسبب عدم الإفراج عن المحتجزة الإسرائيلية أربيل يهود، سيتوقف على ضغوط الوسطاء، وعلى رأسهم أمريكا، على «نتنياهو»، لفتح الطريق أمام السكان للعودة للشمال، متوقعًا أن ينهى ترامب هذه القضية خلال أيام.

مراد حرفوش: سنناضل حتى آخر نفس.. ولن نسمح بتكرار مأساة النكبة 

أكد الدكتور مراد حرفوش، المحلل السياسى الفلسطينى والخبير فى الشأن الإسرائيلى، أن جميع المحاولات السابقة التى طُرحت لتهجير الفلسطينيين باءت بالفشل، ولم يتمكن أى طرف من دفعهم لترك ديارهم. 

وأضاف أن أى محاولات جديدة ستفشل أيضًا لأسباب جوهرية، أبرزها أن الشعب الفلسطينى متمسك بأرضه، مهما كان الثمن، ولن يسمح بتكرار مأساة النكبة التى وقعت عام ١٩٤٨.

وأشار إلى أن دول الجوار العربى ترفض بشكل قاطع مثل هذه الطروحات، وهو ما أكدته تصريحات القادة العرب، موضحًا أنه حتى فى ظل الحروب والمجازر الجماعية التى تعرض لها الشعب الفلسطينى، فشلت محاولات الاحتلال لتهجيرهم. 

ولفت إلى أن الرفض المصرى كان واضحًا وصارمًا تجاه أى مقترحات، سواء رسمية أو عبر تسريبات، تهدف لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو منحهم حكمًا ذاتيًا هناك، حيث تعتبر مصر هذه الطروحات تهديدًا لأمنها القومى وخطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.

وأضاف «حرفوش» أن هذا الطرح غير واقعى ولا يمكن تحقيقه، مشيرًا إلى أنه لم يلقَ أى استجابة إقليمية أو دولية لتمريره، لافتًا إلى أن هذا المخطط يعد انتهاكًا واضحًا للقانون الدولى والقانون الإنسانى، كما سيؤدى إلى تفاقم الأوضاع الإقليمية.

وشدد على أن الشعب الفلسطينى سيرفض هذا الطرح بشدة وسيقاومه بكل ما أوتى من قوة، مؤكدًا أن هذا المخطط شأنه شأن جميع المحاولات السابقة، محكوم عليه بالفشل فى ظل تمسك الفلسطينيين بحقوقهم ورفضهم أى حلول تنتقص من حقهم التاريخى فى أرضهم.

وأوضح أن الشعب الفلسطينى سيرفض هذه الدعوات، ليس فقط على المستوى الشعبى وإنما أيضًا على المستوى الرسمى، ومن قبل القيادة السياسية الفلسطينية وكل المكونات، كما وقفوا من قبل سدًا منيعًا أمام صفقة القرن والاتفاقية الإبراهيمية التى انتقصت من الحقوق الوطنية الفلسطينية.

وتابع: «باعتقادى، يجب على القيادة الفلسطينية أن تذهب إلى مجلس الأمن والجمعية العمومية للمطالبة بالاعتراف الكامل بحق الشعب الفلسطينى بتقرير المصير، وكذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة».

وأكمل: «من خلال النشاط والحراك الدبلوماسى تمكن الشعب الفلسطينى من تحقيق العديد من النجاحات، مستندًا إلى القرارات الدولية السابقة التى أقرت بحقوقه، كما أن تكثيف الجهود مع الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة الداعمة لكفاح الشعب الفلسطينى يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز موقفه، بالإضافة إلى ذلك يمكن استثمار أحكام محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطينى فى الحرية والاستقلال، ولإثبات الجرائم التى تعرض لها، بما فى ذلك الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التى ارتكبت بحقه».

وقال إن جميع المحاولات السابقة لطرح فكرة تهجير الفلسطينيين أثبتت فشلها، ولن يكون بالإمكان تحقيق ذلك مهما بالغ الاحتلال الإسرائيلى فى ارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطينى، مؤكدًا أن الاحتلال رغم تغوله ودعمه غير المحدود من الولايات المتحدة الأمريكية، لم ينجح فى إنهاء القضية الفلسطينية أو حسمها لصالحه.

وأضاف أن كل الأفكار والمخططات الاستراتيجية التى تهدف إلى القضاء على نضال الشعب الفلسطينى، على مدار الأجيال، فشلت وستفشل، فقد أثبت الفلسطينيون، عبر صمودهم وتمسكهم بحقوقهم وأرضهم، أنهم لن يتخلوا عن حقهم مهما كانت التحديات والويلات التى ارتُكبت بحقهم.