حرفوش لـ"الدستور": جميع محاولات تهجير الشعب الفلسطينى فشلت.. وخطة ترامب ستفجر المنطقة
أكد الدكتور مراد حرفوش، المحلل السياسي الفلسطيني والخبير في الشأن الإسرائيلي، أن كل المحاولات السابقة التي طرحت لتهجير الفلسطينين من أرضهم فشلت، وكذلك طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخطط تهجير سكان غزة سيفشل.
وأوضح حرفوش في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن دعوة دونالد ترامب لتهجير سكان غزة ستفشل بكلّ تأكيد للعديد من الأسباب الجوهرية، لأنها تمس الشعب الفلسطيني بأرضة مهمة كلفه ذلك من ثمن كبير سيدفعه ولن يعاد تكرر الهجرة التي حدثت في العام 1948م، وكذلك دول المحيط سترفض الموافقة على القبول بهذا الطرح وهذه المواقف ثابتة لا يمكن التنازل فيها وهذا ظاهر من خلال التصريحات من القادة العرب.
حرفوش: مصر أجهضت محاولات تهجير الفلسطينيين
وقال حرفوش إنه حتى خلال الحرب الإبادة الجماعية التي عاشها الشعب الفلسطيني وكل محاولات دولة الاحتلال بتهحيرهم فشلت نتيجة لرفض الدولة المصرية بشكل قاطع لتهجير الفلسطينيين وكل الطروحات السابقة التي طرحت، سواء بطرف رسمية أو من خلال التسريبات بتهجيرهم إلى سيناء أو أعطائهم حكما ذاتيا فيها كانت تلقى برفض بشكل مطلق من قبل الحكومة المصرية واعتبار ذلك تهديد لأمنها القومي وخط أحمر.
وأضاف السياسي الفلسطيني "بذلك يكون هذا الطرح لا يمكن أن يتحقق، وغير واقعي وأن هذا الطرح لم يلق استجابة إقليمية ودولية لتمرير هذه المخطط التي يعتبر انتهاك للقانون الدولي والقانون الدولي الإنسانية وسوف يهدد مصالح الولايات المتحدة بالمنطقة ويفجر الأوضاع بالمنطقة لان الشعب الفلسطيني سيرفض هذا الطرح ويقاومها بكل ما أوت من قوة، وسوف يفشلها كما فشل كل المخططات السابقة".
حرفوش: الشعب الفلسطيني سيرفض دعوات التهجير
وأوضح حرفوش أن الشعب الفلسطيني سيرفض هذه الدعوات ليس فقط على المستوى الشعبي وإنما أيضًا على المستوى الرسمي ومن قبل القيادة السياسية الفلسطينية وكل المكونات السياسية الفلسطينية كما وقفت سدًا منيعا ورفضت عندما طرحت صفقة القرن والاتفاقية الإبراهيمية التي انتقصت من الحقوق الوطنية الفلسطينية.
وتابع "باعتقادي بأن ستذهب القيادة الفلسطينية إلى مجلس الأمن والجمعية العمومية للمطالبة بالاعتراف الكامل للحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير، وكذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة وكذا النشاط والحراك الدبلوماسي استطاع الشعب الفلسطيني أن يحقق نجاحاته فيه متسلحًا بالقرارات السابقة التي أقرت لصالح الفلسطينيين وتكثيف هذه الجهود مع الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة لكفاح الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى أن حكم محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية مسار بالإمكان استثماره فلسطينيًا لتأكيد حق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وأنه تعرض للإبادة الجماعية وارتكب بحقه جرائم حرب".
وقال حرفوش إنه بعد كل المحاولات لطرح فكرة التهجير وأثبت فشلها لن يمكن تحقيق ذلك مهما تغول الاحتلال الاسرائيلي بارتكاب المجازر بحق الفلسطينين ولم يفلح بإنهاء القضاء على القضية الفلسطينية وحسم لصالح الاحتلال ورغم كل الدعم غير المحدود من قبل الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم وسوف يفشلون أيضًا بتهجير الفلسطينيين مهما استطاعوا طرح أفكار لتنفذ مخططاتهم الاستراتيجية وهو إنهاء نضال الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه وصموده من خلال الوعي على مدار أجيال أثبت الشعب الفلسطيني بأنه لا يمكنه التخلي عن حقوقه مهما ارتكب بحقه الويلات والمجازر.
وعن عرقلة الاحتلال منع سكان غزة إلى شمال القطاع بحجة عدم الإفراج عن المحتجزة أربيل يهود، أوضح السياسي الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول لآخر دقيقة عدم الالتزام ببنود اتفاق وفق إطلاق النار وإظهار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه يفرض مطالبه لمزيد من الابتزاز ضد الفلسطينين والمقاومة، وكذلك تنقص الفرح على الشعب الفلسطيني.
وتابع أن ما جرى في ميدان فلسطين بقطاع غزة خلال تسليم المحتجزين الإسرائيليين ومظاهر الفرح بالضفة لاستقبال الاسرى دليل انه لم يعجب نتنياهو والائتلاف الحاكم بدولة الاحتلال وفي ظل التهديد من قبل وزير المالية الاسرائيلي سموتريتش بالاستقالة وإسقاط الحكومة الإسرائيلية، لذلك كلها عوامل ضاغطة على نتنياهو قد تدفعه للتنصل والتهرب من الاتفاق وخاصة للمراحل الثانية والثالثة إذا ما لقي ضغطًا من قبل إدارة دونالد ترامب والمجتمع الإسرائيلي إلى الالتزام فيه فإنه سوف يتهرب ويفشل تنفذ وقف إطلاق النار.
