رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أنشأ المدارس الليلية وأحيل لمحكمة الجنايات.. حياة صاخبة عاشها الزعيم محمد فريد

الزعيم محمد فريد
الزعيم محمد فريد

يشتهر الزعيم محمد فريد بكونه أحد أبرز رموز الحركة الوطنية المصرية في بدايات القرن العشرين، عُرف بنضاله المستمر من أجل استقلال مصر عن الاحتلال البريطاني، ودفاعه عن حقوق المصريين من خلال العمل السياسي والقانوني.

ويحل اليوم الموافق 20 يناير 2025، ذكرى ميلاد الزعيم الراحل محمد فريد، وبهذه المناسبة نستعرض في التقرير التالي، محطات صاخبة في حياته.

وُلد محمد فريد لعائلة مصرية ذات مكانة اجتماعية مرموقة، ودرس القانون في مدرسة الحقوق بالقاهرة، مما أكسبه خلفية قانونية مكنته من الدفاع عن القضايا الوطنية، وعمل محمد فريد بالمحاماة.

وفي عام 1908، تولى رئاسة الحزب الوطني عقب وفاة الزعيم مصطفى كامل، وأنفق ثروته في سبيل النضال الوطني والكفاح ضد الاحتلال البريطاني.

محمد فريد التنويري 

واشتهر محمد فريد بثقافته الواسعة، وهو ما تجسد في أهم أعماله التي عكف على كتابتها، فمن أبرز أعماله «من مصر إلى مصر»، وكتاب «تاريخ الرومانيين» وغيرها من الكتب، وكتاب «رحلة إلى بلاد الأندلس ومراكش والجزائر».

ولم تكن اسهاماته في الكتابة فقط، بل أيضًا أسس محمد فريد مع أصدقائه المثقفين،  مجلة علمية سميت ﺑ «الموسوعة».

"الدستور" في عقل محمد فريد

وعقب وفاة مصطفى كامل، وانتخاب محمد فريد، رئيسًا للحزب الوطني مكانه، لم يفكر فريد في شيء آخر سوى "الدستور" فكان أول المدافعين عن فكرة "الدستور والاستقلال" ومناهضًا للاحتلال البريطاني وسياساته.

وبالفعل قام بمطالبة الخديوى عباس حلمي الثاني بالدستور، فتلقى توقيعات من أفراد الأمة من العاصمة والأقاليم يؤيدون مطلبه، مما اغتاظت سلطات الاحتلال، من نشاطه السياسي الواسع، ووصول كلمته إلى جميع أفراد الشعب المصري.

أنشأ المدارس الليلية لتعليم الفقراء

ومن أهم اسهامات محمد فريد، في مجال التعليم، تأسيس المدارس الليلية في الأحياء الشعبية لتعليم الفقراء مجانًا، إيمانًا منه بأن التعليم أحد أهم الوسائل لمحاربة الاحتلال، ومدافعة أبناء الوطن عن حقوقهم.

أول من أسس الحياة النقابية في مصر

 وينسب الفضل له أيضًا، أنه أول من أسس الحياة النقابية بمصر، حيث أنشأ أول نقابة للعمال عام ١٩٠٩م، والتي منها ظهرت المزيد من المظاهرات الشعبية ضد الاحتلال، والمطالبة بدستور للبلاد.

أحيل لمحكمة الجنايات

وكعادة الاحتلال، لم ينصرف عن نضال محمد فريد، فكان من تبعات ذلك، إحالة محمد فريد لمحكمة الجنايات بتهمة باطلة حُكم عليه فيها بستة أشهر، ومن أبرز الاتهامات التي وجهت إليه تهمة التحريض على كراهية الحكومة ومحاولة قلب نظام الحكم.

ولم يكن أمام محمد فريد بعدها، سبيلًا إلا الهجرة من وطنه، والنفي الإجباري، عام ١٩١٢م، ولكنه استمر في الدفاع عن قضايا الوطن في الكثير من المحافل الدولية وكتاباته اللاذعة التي تكشف جرائم وسطوة الاحتلال.