معرض الكتاب 2025.. أحمد عبدالعليم: الأسئلة في كتابي دعوة للتأمل والابتكار (خاص)
يشارك الباحث أحمد عبد العليم، رئيس المركز القومي للطفل، بكتاب "أسئلة من المستقبل وإجابات من الماضي.. في معنى الضمير"، في معرض القاهرة للكتاب 2025، الذي من المقرر انطلاقه يوم 23 يناير وحتي يوم 5 فبراير المقبل.
أحمد عبد العليم: الإنسان، رغم تطوره العلمي والتكنولوجي لا يزال عالقًا في الماضي
وقال الباحث أحمد عبد العليم، في تصريحات خاصة لــ “الدستور” حول كتابه: في زمن التحولات الكبيرة والتحديات المصيرية، يبرز سؤال عميق يواجهنا بشكل ملح: من يكون في مقدوره أن ينقذنا من أسر الماضي وأطيافه؟ ويأخذ بأيدينا نحو حلول مواكبة للراهن؟ فالواقع يُظهر أن الإنسان، رغم تطوره العلمي والتكنولوجي، لا يزال عالقًا في شبكة الماضي، يستمد منه تصوراته ويخضع له كسلطة غير مرئية تحكم مسار التفكير وصنع القرار.
ولفت أحمد عبد العليم إلى أن الإشكالية التي يتناولها الكتاب، ليست مجرد صراع بين القديم والجديد، بل هي تحدٍ حقيقي في كيفية تجاوز الإنسان لنمطية التفكير الموروث نحو بناء رؤية مستقبلية مستقلة، مؤكدًا: الماضي، بكل ما يحمله من معارف وأفكار، قد يشكل عبئًا حينما يصبح قيدًا يُعيق التفاعل مع متطلبات العصر، وفي ظل التحولات المتسارعة- سواء على مستوى التكنولوجيا، أو البيئة، أو الاقتصاد- لا يمكننا الاعتماد على حلول صيغت لزمن مختلف.
وركز الباحث عبد العليم على سؤال: كيف نتحرر من هذا الإرث؟ الإجابة تكمن في إعادة صياغة طريقة التفكير نفسها، فتشير الدراسات العلمية في مجال الإدراك والعلوم الاجتماعية إلى أن الإنسان، بطبيعته، يميل إلى الاعتماد على مراجع معرفية مسبقة في مواجهة المشاكل الحديثة، إذ توفر هذه المراجع الأمان النفسي، وتسكن هواجس المجهول، ولكنها في نفس الوقت تقيد قدرتنا على الإبداع والاختراع.
وأكمل: نعود جميعًا إلى الماضي، نستدعي أطيافه وتجاربَه، لا لنأخذ منها العبرة ونستلهم الطريق، بل لنستحضرها كحَكَم يُقرّر لنا ما نفعله اليوم. لم نسائل الحاضر، ولم نواجه الواقع بأسئلته الثقيلة، بل انصرفنا لنسأل الماضي وننقب في دفاتره عن إجابات ربما لم تعد صالحة لزمننا، لكننا جميعًا، بمختلف أطيافنا وتوجهاتنا، وقعنا في الخطأ نفسه، أردنا بناء المستقبل، لكننا استدعيناه من الماضي بكل ثقله وكثافته بديلًا عن التطلع للأمام.
وأشار أحمد عبد العليم إلى أن المفارقة في هذا الواقع هي أننا لا نختلف في أهمية الأسئلة، ولكن نختلف في مصدر تلك الإجابات، لماذا لا تنبع هذه الإجابات من الراهن؟ لماذا لا نصنع إجابات تلبي متغيرات حياتنا المعاصرة؟
وأكد عبد العليم أنه في عالم الأفكار، يصبح لكل عصر أسئلته، وهو ما يتناوله الكتاب، لافتًا إلى أن السؤال الملهم والمبدع ربما يأتي في المقدمة قبل الإجابات المتنوعة عليه، ولكن من الضروري أن تتواصل الإجابة مع الحاضر ومن ثم المستقبل، وهذه الأسئلة ليست فقط استفسارات عن الوضع الراهن، بل هي دعوة للتأمل والابتكار في كيفية تجاوز العقبات وتحقيق تقدم مستدام، فالأسئلة الملهمة تستمد قوتها من قدرتها على مواجهة تعقيدات الحاضر ورصد التوجهات المستقبلية.
أحمد عبد العليم: ما يميز أسئلة المستقبل هو قدرتها على دفع الابتكار وتحقيق أهداف طويلة الأمد
وعن أسئلة المستقبل في كتابه، أوضح الكاتب أنه ما يميزها هو قدرتها على دفع الابتكار وتوجيه الجهود نحو تحقيق أهداف طويلة الأمد، والتحديات التي يواجهها العالم اليوم مثل التغير المناخي، وأمن الطاقة، والتحولات الاقتصادية، تتطلب نماذج جديدة في التفكير تتجاوز الطرق التقليدية، هنا يأتي دور الأسئلة في فتح آفاق غير مكتشفة، تدفع نحو تعاون عالمي يركز على استدامة الكوكب ورفاهية الإنسان.
ونوه الكاتب إلى أنه عوضًا عن الاعتماد على الماضي، تتمحور الإجابات حول الإمكانيات الحالية والفرص الكامنة، مشددًا على أن الابتكار، البحث العلمي، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة تمثل ركائز أساسية لصياغة مستقبل يتناسب مع التحديات الفريدة لعصرنا. هذه الرؤية تجعل من الأسئلة أدوات لصنع القرار، تدفعنا للتحرك بثقة نحو المستقبل، مستندين إلى الحاضر كمصدر رئيسي للإلهام والعمل.