من القلقاس لـ البلابيصا.. نظرة إلى التراث الشعبي للاحتفال بـ عيد الغطاس
مع أجواء مليئة ببهجة الأعياد، يحتفل الأقباط اليوم الموافق 19 يناير من كل عام بـ عيد الغطاس، ويرتبط هذا العيد في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بـ ذكرى عماد السيد المسيح في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، وخارج الكنيسة، يحتفل المصريين بعاداتهم الخاصة بالعيد، فنجد احتفالات شعبية خاصة بالشارع المصري فقط، يشارك فيها الجميع المسيحيين والمسلمين، والكبار قبل الصغار.
من البلابيصا لـ القلقاس.. كيف يحتفل الشارع المصري بـ عيد الغطاس؟
ونستعرض في التقرير التالي، نظرة إلي التراث الشعبي في احتفالات المصريين بـ عيد الغطاس.
البلابيصا.. فانوس الغطاس
وقال أشرف أيوب، الباحث في التراث القبطي الشعبي، في تصريحات خاصة لـ الدستور، إنه من أبرز العادات الشعبية التي اعتاد المصريين منذ القدم وحتى اليوم، هي صناعة "فانوس الغطاس" وهو عبارة عن فانوس من الخشب على هيئة صليب، وفي جوانبه الأربعة توضع شموع مضيئة، للإنارة ليلًا.
ولفت أشرف أيوب، إلى أنه حاليًا يصنع الأطفال هذا الفانوس من البرتقال، موضحًا: يفرغ الاطفال ثمرات اليوسفي أو البرتقال من فصوصها، ويحافظون على قشرتها الخارجية سليمة، ويضعون الشموع المضيئة بداخلها لتشبه الفانوس، مما يصبح شكلها أكثر بهجة في "عيد الغطاس".
ويطلق الكثيرين على فانوس الغطاس، اسم "البلابيصا"، ومع الوقت أصبحت أحد أبرز رمز الاحتفال بالعيد.
وتكثر الأغاني الشعبية، في عيد الغطاس، خاصة في محافظات الجنوب، حيث يؤكد الباحث أشرف أيوب، أنه هناك الكثير من الأغاني التراثية التي تحمل التراث القبطي والإسلامي، مثلما يغني البعض: "يا بَلَابِيصَا... بَلْبِص الجَلْبَة... يا عَلِي يا بْنِي... قوم بنا بَدْرِي... نَقْبِض القُمَرِي... والسنة فاتت... والمرة ماتت... والجمل برطع... كسر المدفع".
"اللي ما ياكلش قلقاس في الغطاس يصبح من غير راس"
ومن أبرز العادات الشعبية للاحتفال بالعيد في الشارع المصري، شراء القصب، وتناول "القلقاس"، كما يقول المثل الشعبي: "اللي ما ياكلش قلقاس في الغطاس يصبح من غير راس".
وأشار أشرف أيوب إلى ما ذكره "المسعودي" سنة 930م، عندما ليلة الغطاس بمصر، وكان "محمد بن طغج الإخشيدي" في داره المعروفة "بالمختارة" في الجزيرة، وقد أمر فأُسرجت المشاعل على شاطئ الجزيرة ومصر، وفيه يخرج الناس إلى الشاطئ.
الغطس في نهر النيل
ووصف "المسعودي"، أنه حضر هذا الاحتفال في ذلك الوقت، مائة ألف شخص من المسلمين والنصارى، بعضهم كان في النيل، وبعضهم في الدور أو على الشاطئ، وقال عنها إنها "أحسن ليلة في مصر وأشملها سرورًا، ولا تغلق فيها الدروب"، وقد اعتاد المسلمون مشاركة الأقباط منذ القدم الذهاب إلى نهر النيل، والغطس فيه احتفالًا بـ عيد الغطاس