رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معرض الكتاب 2025.. ديوان للنشر تطرح "ذلك هو البعد" (خاص)

ذلك هو البعد
ذلك هو البعد

صدر حديثًا بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، عن دار ديوان للنشر، ديوان "ذلك هو البُعد" للشاعرة إسراء النمر، والذي يعد عملها الشعري الثاني.

وتشتبك الكاتبة الصحفية والشاعرة إسراء النمر في ديوانها " ذلك هو البعد"  في جزء كبير من قصائده مع "الجدة"، حيث تهدم الصورة الشائعة عنها كحارسة للدفء والحكايا، ناشدةً القبض على تجليات مختلفة لصورة "الجدة" وظلالها التي تُلقي بها على التكوين النفسي للأحفاد، وما تمرره إليهم من تناقضات شعورية بقدر ما تُسهم في الالتئام، بقدر ما تقود إلى الانقسام والتشظي.

وقالت الكاتبة الصحفية والشاعرة إسراء النمر في تصريحات خاصة لـ الدستور:"يطرح الديوان "الجدة" في أحد تجلياتها كمعادلٍ للزمن، حيث الأصابع التي تَبذُر وتربّت، هي ذاتها التي يُحتمل أن تنبت فيها مخالب تُنشبها في زمن الأحفاد الآتي. فكثيرًا ما تكون الجدات فراديس بشرية على الأرض، غير أنهن في أحيان أخرى نوافذ مشرعة على وحشية الواقع وضراوته.

وتقول إسراء النمر في قصيدتها الطويلة المعنونة بـ "ما الفردوس سوى اسم جدتي":

أنظر لصورتنا معًا
تكاد تكون طبيعية لمن لا يعرفنا:
جدة حنون تلف بذراعيها
عنق حفيدتها التي فقدت والديها مبكرًا
لكنها بالنسبة لي:
جدة تخنق حفيدتها ببطء
أو حفيدة تشنق نفسها
بذراعيْ جدتها

كما تشتبك الذات الشاعرة في القصائد الأخرى مع مفاهيم متعددة، لها علاقة وثيقة بالأثر النفسي الذي تركته "الجدة" على حياتها، ومن بين هذه المفاهيم: مفهوم البُعد، والذي يتجلى في صور مختلفة عبر قصائد الديوان، غير البُعد المادي المباشر والصريح، فقد يكون البُعد مثلًا هو ذلك الجنين الذي لا يريدها، فحين تعرضت للإجهاض المُنذر، شعرت أن جنينها لم يعرفها كما عرفته، لم يرها بقلبه كما فعلت، ما جعلها تطرح سؤالًا وجوديًا كبيرًا: "إذا لم يكن ذلك هو البُعد فما يكون؟".


ومن هذا السؤال تنطلق إسراء النمر إلى مفاهيم أخرى، لتطرحها من منظور مغاير، مثل الوحدة التي قد تكون (شمس السابعة صباحًا/ وأنت تجر قدميك بصعوبة/ كأنك قادم من جنازة)، ومثل الوهم الذي تشعر بأنها بحاجة له على الدوام، وهي هنا تؤكد على مقولة ابن عطاء الله السكندري (ما قاد الإنسان شيء مثل الوهم)، فالوهم أنقذ الذات الشاعرة من مصائر صعبة، فلولا أنها تتوهم أن الخبز أهم من الوردة لتركت العمل، ولولا أنها تتوهم أنها جميلة لفكرت في الانتحار، وهكذا دواليك.