مناقشة رواية "كلاب تنبح خارج النافذة "
كتاب ونقاد: "كلاب تنبح خارج النافذة " تحثنا على استعادة تاريخنا القريب
قال الناقد والأكاديمي الدكتور صلاح السروي يأتي الزمن في رواية "كلاب تنبح خارج النافذة " ترددي، إلى جانب المكان الذي يظهر موحشا وقذرا ومقززا، بدءا من مكان المؤلف وصولا لأماكن أبطال الرواية مثل:"هشام "،و"لامبو"، تظهر طبيعة مايعيشونه، جاء ذلك في إطار فعاليات حفل توقيع ومناقشة وراية “كلاب تنبح خارج النافذ ” للكاتب الروائي صبحي موسى، بمقرد دار صفصافة بوسط القاهرة.
وأشار السروي إلى أن تشظي الذات وانقسامها تشير إلى إدانه للمجتمع، والذي يظهر بوضوح في تعدد الأقنعة بدءا من شخصيات الرواية الممثلة في جيهان والمؤلف وهشام.
وذهب السروي إلى أن هناك منحي مابعد حداثي في الرواية فالكاتب "صبحي موسى " هيفضح ويكشف ويحطم مايسمى الحائط الرابع تماثلا مع المخرج المسرحي الروسي " بريخت".
وأكد السروي على أن رواية "كلاب تنبح خارج النافذة " باب كبير في الأدب الروائي العربي بكل ما حملته من تناقضات ومخاتلات ونقد سياسي واجتماعي.
من جهتها قالت الكاتبة الروائية إيمان سند: طول أحداث الرواية يشككنا الروائي صبحي موسى في الأحداث والشخصيات، يشككنا في الثورة، ونجد نفسنا نطرح معه أسئلته هل كانت وهم ولا حقيقة، تحرضنا وتدفعنا الرواية مرة أخرة لاستعادة قراءة تاريخ تلك الفترة بصورة أعمق.
وأشارت إيمان سند أن حالة التطهر لشخصيات مثل جيهان ولامبو تشير إلى استعادة قراءة الأحداث بوعي دون الحكم القيمي.
وختمت سند بالتأكيد على أن هناك سارد خفي يقوم بدور الكشف عن العلاقات الخفية بين الشخصيات.
من جهته، قالت الكاتبة إيمان الميرغني الكاتب غالبا ينجذب بشخصيات بعينها، وعندما يقرأ القارئ الرواية يجد فيها رصد فقط للتشوهات التي حدثت للمصريين بعد الثورة، قد يذهب البعض بوصف الأمر بالسوداوية وهذا على عكس الواقع الذي يجمع بين كل الشخصيات بين الطيب والشرير.
وختمت هذه الرواية تجعل القارئ يستعيد قراءة الرواية أكثر من مرة لأنها تجعله طول الوقت يتشكك في كل شيء.
عن "كلاب تنبح خارج النافذة"
تبدأ الرواية بمهمة غامضة، حيث يتم تكليف الراوي بمراقبة هشام هكذا دون مقدمات تبدأ أحداث متسارعة مليئة بشخصيات تداخل فيما بينها وتتشابك الحكايات.
ويأخذنا الراوي في رحلته لوسط المدينة حيث مكان عمل هشام، وزميلته جيهان، ونذهب معه إلى أنجريتا مكان إقامة الراوي وهي قرية قررت أن تتحول إلى مدينة مكان عشوائي قبيح لا يعلم الكثيرون بوجوده فعلا، وبار سامبو مكان التجمعات اليومية.
وتدور الحكاية في دائرة بناء سردي متداخل ينمو كلما أوغلنا في التفاصيل، كتابة بإيقاع لاهث متصاعد تمكن فيها صبحي موسى من جذبنا منذ السطور الأولى، في مهمة عجيبة نتورط معه ومع أبطال العمل ذهابًا وإيابًا من وسط العاصمة إلى تخوم المدينة في رحلة عبر المدينة ثقافيا قبل أن تكون رحلة مكان.
وتنطلق الرواية من تساؤل بسيط مفاده: ما الذي حدث للمصريين بعد الثورة التي جاءت على جزأين، الأول كان في يناير من عام 2011، أما الثاني فكان في يونيو 2013، وكلا الجزأين حمل توجها مختلفا عن الآخر، مما تسبب في هزة وارتباك لكثير من المصريين الذين نزلوا سواء في الأولى أو الثانية، وهو ما حاول الكاتب أن يرصده على مدار الرواية، التي جاءت على جزأين أيضا، حمل الأول عنوان “أنجريتا”، والثاني عنوان “فئران بدينة”.
وصبحي موسى شاعر وروائي وكاتب صحفي، حصل مؤخرًا على جائزة نجيب محفوظ في الرواية العربية عن روايته "نقطة نظام" مناصفة مع الروائي والكاتب الصحفي إبراهيم عيسى.
وأصدر العديد من الأعمال الروائية منها "الموريسكى الأخير"، "أساطير رجل الثلاثاء"، "حمامة بيضاء"، "صلاة خاصة" وغيرها، وله من الأعمال الشعرية "يرفرف بجانبها وحده"، "قصائد الغرف المغلقة"، "لهذا أرحل"، "في وداع المحبة".