رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل ذكرى عيد الشرطة الـ 73.. لا تنسوا استشهاد 118 شرطيا برصاص الإرهاب في معركة أسيوط

عيد الشرطة
عيد الشرطة

لن ينسى أحد بطولات وتضحيات رجال الشرطة في معركة أسيوط عام 1981 التي ستظل خالدة في أذهان المصريين، والتي قدموا فيها أرواحهم ودماءهم حفاظا على أمن الوطن والمواطن، وحماية أمنه الداخلي من العناصر الإجرامية والإرهابية على مر التاريخ، ومع اقتراب عيد الشرطة الـ 73 لن ننسى أبدا شهداء سقطوا بالعشرات تركوا أمهاتهم وأباءهم وزوجاتهم وأبناءهم بعد أن اختاروا الشهادة في سبيل الله حفاظا على تراب الوطن وحمايته من أي مخططات خائنة تستهدف أمنه واستقرار.

عيد الشرطة الـ73

ومع اقتراب ذكرى عيد الشرطة الـ 73 نتذكر سويا استشهاد 118 شرطيا أبرزهم لعميد شكري رياض مساعد مدير الأمن آنذاك، والرائد حسن الكردي، والملازم أول أحمد وحيد، وهؤلاء تمّ ذكر أسمائهم في الحلقة السابقة من مسلسل الاختيار 2 والذي أنتجته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، الذي واجهوا رصاص الجماعات الإرهابية الخائنة التي خططت لاستهداف مبنى مديرية أمن أسيوط والهجوم على عدد من المواقع الشرطية وتلقوا رصاصهم في صدورهم رافضين أن يتركوا أماكن خدمتهم ليسطروا بدماءهم محلمة بطولية كبيرة وتاريخ مشرف.

تفاصيل معركة أسيوط عام 1981 

بدأت معركة أسيوط عام 1981  لاقتحام مديرية أمن أسيوط عند اجتماع سري لمجلس شورى الجماعة الإسلامية (جماعات الصعيد)، واتفقاهم على تنفيذ سلسلة عمليات متزامنة ضد الأمن بأسيوط منها الهجوم على مديرية الأمن وقسم ثان أسيوط، الدورية اللاسلكية ومقر أمن الدولة، ومقر مباحث أسيوط، ووضعوا سيناريو ما بعد التنفيذ بالتسلل إلى محافظات الوجة البحري واستهداف مقار الأمن هناك بنفس الطريقة.

حانت ساعة الصفر فى الثالثة من صباح 8 أكتوبر 1981 الذي تزامن مع احتفالات عيد الأضحى، حيث اشتبهت دورية أمنية في 3 أشخاص يستقلون سيارة ربع نقل تم اقتيادهم إلى قسم ثان أسيوط واحتجازهم دون التحقق من هويتهم وانتشرت قوات الأمن بمحيط المساجد لتأمين ساحات صلاة عيد الأضحى.

استشهاد شكري رياض وحسين الكردي

في السادسة صباحًا، شوهدت سيارة بيجو 404 مطلية باللون الأزرق تحمل لوحات معدنية مكتوبة بخط اليد أرقام 12600 ملاكي القاهرة، تنتظر أمام مبنى المديرية خلاف سيارة فيات 125 تحمل لوحات معدنية رقم 1172 ملاكي سوهاج، ترجل من السيارتين 8 أفراد مدججين بالأسلحة وفتحوا نيرانهم بشكل عشوائي على طاقم حراسة مبني المديرية ليسقط الملازم أول أحمد وحيد شهيدًا عند مدخل المديرية، واقتحموا استراحة العميد شكري رياض، مساعد مدير الأمن وأطلقوا عليه وابلًا من النيران وسقط شهيدًا ومعه الرائد حسن الكردى و16 سائقا و32 خدمة مسلحين بالرشاشات.

واعتلت المجموعة المنفذة للحادث أعلى مبنى مديرية الأمن، بعدما استولوا على 30 بندقية ومدفعين رشاش، بالتزامن مع قيام المجموعة المسلحة الثانية من أفراد تلك الجماعة بإطلاق النيران على الخدمات الأمنية في شوارع مدينة أسيوط مستقلين سيارة ملاكي، وفى الوقت نفسه اقتحمت مجموعة أخرى مبنى مركز شرطة قسم ثان وتمكنت من السيطرة علي المركز ومن فيه وكانت قوته وقتها 30 ضابطًا و174 مجندًا.

اقتحام مبني قسم أول أسيوط

مخططات الجماعة الإرهابية الخبثة لم تتوقف حيث تحركن  مجموعة مجلس شورى الجماعة الإرهابية تنفيذ مخططها باقتحام مجموعة منهم لمركز شرطة قسم أول أسيوط، وكانت قوته 4 ضباط، 112 مجندًا، إضافة إلى 3 ضباط و114 مجندًا في قسم مباحث التموين المجاور لقسم أول أسيوط أصيب الإرهابي عاصم عد الماجد في الأحداث بثلاثة أعيرة نارية بالساق اليمني وركبته اليسرى، ليتولي الجهادي علي الشريف تنفيذ باقي المهمة ليصاب هو الآخر بثلاث طلقات، ليتولى فؤاد حنفي القيادة الذي انسحب بعدما رأى خطورة الموقف واستولى على لوري شرطة وهرب بها بعدما تمكن من نقل عبد الماجد وعلي الشريف لإسعافهما.

تبقى مجموعة ناجح إبراهيم المكلفة باقتحام مباحث التموين ونجحوا في إطلاق النيران على القوات بالمبنى، وتوجهوا إلى قسم أول أسيوط استولوا على ما فيه من أسلحة وذخائر، ليصاب ناجح إبراهيم هناك وبعض المنفذين للحادث ممن كانوا معه، وحينما فقدوا القدرة على المقاومة هرب ناجح بدراجة بخارية وفرها له أحمد السيد رجب.

أما مجموعة كرم زهدي وعصام دربالة، فاستقلوا سيارة فيات 115 يقودها خالد حنفي وتوجهوا إلى محيط الجمعية الشرعية وحاول «دربالة» إلقاء قنبلة فانفجرت به، وتناثرت شظاياها في جسده، وحاولوا الهرب إلى الجبل  من طريق الغنايم ليتمكن الضابط أحمد جابر من القبض على عصام دربالة وكرم زهدي وتسليمهما إلى القاهرة.