رهين المعبد.. عقوبات قاسية للطفل أثناء تعليمه في مصر القديمة
لم تكن رحلة الطفل في التعليم بـ مصر القديمة رحلة سهلة، بل كانت شاقة مليئة بالتحديات، فلم يكن تعلم كتابة اللغة المصرية شيئًا بسيطًا، لكن بها الكثير من التعثر والمحاولات حتى إجادة اللغة وفي التقرير التالي نعود للوراء لآلاف السنوات لنكتشف رحلة تعليم الطفل في مصر القديمة.
رحلة تعليم الطفل في مصر القديمة
ووفقًا لعالم المصريات جيمس بيكي، في كتابه "مصر القديمة" يحكي كيف كان يمضي الطفل بعد 4 سنوات الأولى من حياته، قائلًا: إذا تجاوزها أرسلوه إلى "الكُتاب".. وشعره الأسود فيضفر ويرسل من فوق أُذنه اليمنى.
ويبدأُ الطفل المصري القديم بتعلم القراءة والكتابة، ولم يكن ذلك أمرًا بسيطًا، حسبما يصف عالم المصريات، لافتًا: فإن الكتابة المِصرية وإن ظهرت في شكلٍ بديع يثير الإعجاب والدهشة إذا نسختها يد ماهِرة مُتمرنة، فإن تعلمها أمر من أشق الأمور، خاصة وأن المبتدئ كان عليه أن يُجيد كتابة أسلوبين مختلفين.
وكشف جيمس بيكي عن عددد من الكتب المصرية المملاه أو المنسوخة من كتب أخرى، وقام بنسخها التلاميذ أثناء تمرينهم على الكتابة، ومن هذه الكتب يتبين لنا بوضوح ما كان يغرم بقراءته قدماء المصريين؛ لأن هؤلاء التلاميذ كانوا يكتبون كلمات حكمائهم وبعض القصص القديمة أثناء تمرينهم على إجادة الخط.
عقوبات قاسية للطفل أثناء تعليمه في مصر القديمة
ويحكي بيكي أن المدرسون المصريون كانوا يعتمدون على العصا في تأديب التلاميذ وتعليمهم، فكثيرًا ما كانت "تاهوتي" الصغيرة تذرِف الدمع وهي في المدرسة، وكان التلميذ المسكين ينتظر يوميا الجَلد كما ينتظر الطعام الذي تحضره له أمه.
وفي إحدى المرات، كتب تلميذ إلى معلمه القديم بعد أن ترك المدرسة بمدة طويلة يقول:"كنت تحوطني برعايتِك أثناءَ تربیتي وتعليمي وأنا طفل صغير، ولقد ضربتني بعصاك على ظهري فرسخت كلماتك في أذني".
ويؤكد جيمس بيكي إذا كان الطفل عنيدًا، فإنه يعاني أنواعًا من العقوبات يهون بجانبها ضرب العصا، فلقد كتب تلميذ لمعَلمه: "لقد كنت شديدًا علي وأنا تلميذك، وإني لا أزال أذكر ثلاثة أشهر قضيتها في المعبد عقابًا لي".
كان وقت العمل المدرسي نصف يوم يخرج بعده التلاميذ إلى منازلهم وهم يصيحون من الفرح والسرور ويمزح جيمس بيكي: لم تتغير هذه العادة رغمًا عن طول ما بيننا وبينهم من الزمن.
وإذا كبر "سن سنب" عن ذلك قليلًا وأتقن أصول الكتابة، يطلب مُعلمه منه، على سبيل الامتحان، أن ينسخ له عدة صحائف من خيرة الكتب المصرية، وكان غرضهم من ذلك أن يتقن الناشئ كتابة الخط، ولِينمي ملكة إنشائه لديه، فكان ينقل من كتب شعرية أو دينية أو من الأساطير.