يؤثر السلام عن الحرب وذو مهارات خاصة.. أسرار من حياة الجندى بمصر القديمة
أثبت الجندي المصري منذ القدم، براعته في شتى فنون القتال والحرب، واستطاع أن يحافظ على أرض وطنه من الأعداء، وهو ما يكشفه لنا التاريخ دائمًا، ولكن ماذا عن حياة الجندي في مصر القديمة التي لا نعرف عنها الكثير؟
ونستعرض في التقرير التالي أسرار من حياة الجندي في مصر القديمة، وفقًا لعالم المصريات جيمس بيكي، في كتابه "مصر القديمة" من ترجمة الأديب نجيب محفوظ.
ويكشف جيمس بيكي، عن حياة المصريين القدماء خاصة الجنود، مواصفًا أنهم: حاربوا طويلًا، وانتصروا كثيرًا، واستطاعوا بذلك أن يكونوا إمبراطورية عظيمة لم تصغر في شأنِها عن أي إمبراطورية قامت في العهد القديم.
وعن طبيعة حياة الجنود، قال جيمس بيكي: لم يكونوا ميالين بطبعهم وسجيتهم إلى الحرب والقتال، ولم تكن روح المِصري مفعمة بذلك الميل الغريزي الذي يدفع صاحبه إلى القتال في أي فرصة، ويسبب له من السرور والحبور أثناء القتال.. أي إنهم لم يكونوا مثل أعدائهم الآسيويين والبابليين.
الجندي المصري القديم يظهر مهارة خاصة في القتال
وأشاد جيمس بيكي بقدرة الجندي المصري القديم، مؤكدًا: نعم، قد يظهِر الجندي المِصري مهارة خاصة، ويبلي بلاءً حسنًا، إذا قاده إلى القتال قواد ماهرون، ولكنّه مع ذلك يختلف عن السوداني الذي يقاتل حبا في القتال، موضحًا أن المصري يؤثر عيشة السلام على الحرب، وليس أشهى لدَيه من الإقامة في حقله بين أسرته وقطعانه يزرع الأرض ويرويها.
ولكن إذا أمر فرعون بالحرب فلا يوجد من يتردد في طاعة أمره، هنالك يحاربون تحت قيادته ويبلون البلاء الحسن، ولكن طول الوقت لا يشغل بالهم مثل وطنهم والحنين إليه، وكم تكون سعادتهم عظيمةً إذا انتهت الحرب، وأزف وقت الرجوع إلى الوطن ومسراته الهادئة البسيطة.
ولفت جيمس بيكي إلى أن المصري القديم لا يرضى لنفسه أن يحترف الجندية، لأنه كان يعتقد أنها عمل مؤلم لا يختلف عن الأعمال الشاقة، موضحًا: أما ما يرجوه في الحياة، فهو أن يفوز بعمل كاتب عند أحد الأغنياء أو في مصالح الحكومة، يكتب التقارير ويحسب الحسابات.
أهم فرق الجيش في مصر القديمة
ومن أهم فرق الجيش هي فرق الوطنيين من رماة القوس ورجال الرمح، ويحمل الأولون الأقواس والسهام، وهم أخف حملا من رماة الرمح إلا أنهم أشد خطرًا، فإن المصريين اشتهروا بالمهارة في الرماية مثل الإنجليز القدماء، وقد كانوا سبب انتصار فرعون في كثير من الأوقات.. أما الآخرون فيحملون الرماح والدروع، وفي بعض الأحيان الفئوس والخناجر أو السيوف القِصار.
وأيضًا كانت هناك فرقة من جنود العربات، وكانوا يعتبرون أرقى درجة من المشاة، ولم تكن مهمة جندي العربة من الأمور السهلة، فقد كان عليه أن يحفظ توازنه، وأن يصيب عدوه في أثناء جرى الخيل وسير العربة.
حكاية أغرب حارس للملك في مصر القديمة
وكان مخصصا لعربة فرعون الحرس الملكي، وكان مكونا من رجال يدعوهم المِصريُّون "أرشردن"، ومن المحتمل أن يكونوا من القوم الذين أتوا مصر من جهة البحر، ليرتزقوا من الخدمة في الجيش.
وأما الملك فكان له حارس خاص به، هو أغرب حارس في العالم القديم والحديث، لأنه كان أسدًا مُستأنَسا، دُرِّبَ لخدمة سيِّدِه والدِّفاعِ عنه بأسنانِهِ ومَخالبِهِ إذا هاجمَه عدو.