الشيخ خالد الجندى يوضح الإعجاز القرآنى فى بديهيات القرآن الكريم
أكد الشيخ خالد الجندي، خلال تقديم حلقة اليوم من برنامج "لعلهم يفقهون" المُذاع عبر فضائية "دي أم سي"، أهمية النظر إلى النصوص القرآنية بعين الباحث المتأمل، قائلًا: "القرآن عندما يذكر مسلمات أو بديهيات، يجب أن نتوقف ونتأمل في المعنى العميق وراء هذه الحقائق"، ففي كثير من الأحيان، قد نمر على بعض الآيات التي تبدو بديهية، ولكن عند التدقيق فيها نجد معاني ودلالات أوسع وأعمق.
وضرب "الجندي" مثالًا من القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "قُل يُحيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ"، فهذه الآية قد تبدو بديهية للوهلة الأولى، ولكن خلف هذه الكلمات معنى عميق. فالحديث هنا عن قدرة الله تعالى على إحياء ما مات، وهو تذكير بأن نفس القوة التي أوجدت الحياة في المرة الأولى قادرة على إعادة الحياة مرة أخرى.
وأشار إلى أن هذا المعنى جاء ردًا على تصورات البشر في العصور القديمة، حيث كانت الأفكار المنتشرة تتحدث عن تعدد الآلهة، وكل إله مسئول عن جانب معين من الحياة؛ إله للخصوبة، وآخر للمطر، وآخر للحياة والموت، فهذه التعددية كانت نتيجة للجهل والظلام الذي استولى على عقول البشر في تلك الفترة، أما القرآن، فيؤكد على وحدانية الله وقدرته المطلقة على الخلق والإحياء والموت، فلا إله إلا الله الذي يحيي ويُميت.
ولفت إلى أن هذا الفهم يربط بين معاني كثيرة في القرآن الكريم، حيث يُظهر أن أمر الله سبحانه وتعالى إذا أراد شيئًا، فهو يقول له "كن فيكون"، وبذلك، لا تقتصر قدرة الله على الخلق والتدبير على أمر معين فقط، بل تشمل كل شيء في الكون.
وأضاف، أن بعض الناس قد يتساءلون عن كيفية عمل أمر الله "كن" وما معناه، فقال: "إرادة الله ليست مثل إرادتنا فعندما يقول الله "كن"، فإن هذا الشيء يكون على الفور، ولكن "كن" في هذه الحالة ليست مجرد كلمة، بل معبرة عن قدرة إلهية مطلقة لا تعرف الحدود ولا الزمن".