رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله..

أحمد بهجت.. صاحب "قصص الحيوان في القرآن" (بروفايل)

أحمد بهجت
أحمد بهجت

13 عاما مرت على وفاة الكاتب أحمد بهجت، إذ رحل عن عالمنا في 11 ديسمبر لعام 2011، تاركا إرثًا كبيرا من الأعمال، فهو أحد الكتاب الذين يمتلكون مهارات متعددة فى الكتابة، حيث تتميز كتاباته بالسخرية الراقية، كما يمكنه توصيل المعلومة للقارئ البسيط بشكل معمق ومكثف وساخر، سواء فى القصص القصيرة التى يقدمها، أو العمود الصحفى، فإنه، وفى وقت قليل، استطاع أن يجعل كلماته القصيرة أحد أهم الكلمات التى يبحث عنها قراء جريدة "الأهرام".

دخل أحمد بهجت إلى الصحافة من باب الأدب، فقد بدأ حياته كاتبا للقصة القصيرة، ثم التحق بالصحافة محررا بمجلة "الجيل" ومنها إلى "صباح الخير"، ثم إلى جريدة "الأهرام"، ليصبح في زمن قياسي من ألمع كتابها، التى ظل فيها إلى أن وافته المنية عام 2011، والتى تولى فيها منصب نائب رئيس التحرير للشؤون الفنية، كما تولى بهجت أيضًا منصب رئيس مجلسى الإدارة والتحرير بمجلة الإذاعة والتلفزيون، عام 1976.

قدّم الكاتب الراحل أحمد شفيق بهجت عدة أعمال كتابية وقصصية للجمهور، والتى كان أغلبها له علاقة بالدين، وأبرزها "مذكرات صائم"، و"أنبياء الله"، و"قصص الحيوان فى القرآن"، والتى تحولت فيما بعد إلى مسلسل كرتون عُرض فى رمضان، وكان يعرض فى كل عام.

قصص الحيوان في القرآن

ففي كتابه "قصص الحيوان في القرآن"، يقدم أحمد بهجت تجربة فريدة من نوعها حين يكتب قصص الحيوان الذى ورد ذكره فى القرآن، من وجهة نظر الحيوان ذاته وبأسلوب المذكرات ملتزما بالبناء الأصلى للقصة الحديثة كما وردت فى القرآن الكريم مستعينا بآخر ما وصل إليه العلم فى تحديد سلوك الحيوان وطباعه، مطلقا العنان لفنه فيما بقى من مشاعر الحيوان وأحاسيسه ووجهة نظره.

وهذا الكتاب يعتبر بحق أول مُؤلَف عن عالم الحيوان كما جاء فى القرآن الكريم وفى ظل النبوات بأسلوب مخير فى رقته وسخريته؛ إذ يقدم لنا القرآن الكريم فى سياق قصص الأنبياء والأولياء مجموعة من أفراد المملكة الحيوانية التى لعبت دورا فى التاريخ كغراب ابنى آدم وناقة صالح وطير إبراهيم وذئب يوسف وحوت يونس وبقرة بنى إسرائيل وعصا موسى وهدهد سليمان ونملة سليمان ودابة الأرض وحمار عزيز وكلب أهل الكهف وطين عيسى وفيل أبرهة والطير الأبابيل وعنكبوت الغار.. وعلى امتداد أربعة عشر قرنا بقيت هذه المجموعة من قصص الحيوان غارقة فى الظل حتى انحنى عليها الكاتب والفنان أحمد بهجت فجعل من هذه المجموعة أبطاله لكتابه هذا.